يتسائل كثيرون عن فائدة الإنضمام للكنيسة، ويقولون إنه يكفى أن يعرف الواحد منهم المسيح مخلصاً، فهذا هو الشئ الأساسى. وصحيح أن قبول المسيح هو الأمر الأساسى، لكن الكتاب المقدس يعلمنا أن الأساس يحتاج للبناء، وأن المؤمن ينم بناؤه روحياً عندما ينضم لعضوية الكنيسة، فينمو روحياً وسط المؤمنين. والإنضمام للكنيسة أمر إلهى، وعندما يأمر الله فإنه ينبغى أن يطاع من دون مناقشة!.

وقد قامت الكنيسة الأولى بضم الأعضاء من المؤمنين الجدد، وإليك الآيات التى تبرهن هذا..

”فَقَبِلُوا كَلاَمَهُ بِفَرَحٍ وَاعْتَمَدُوا، وَانْضَمَّ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ (يوم الخمسين)  نَحْوُ ثَلاَثَةِ آلاَفِ نَفْسٍ“ (أعمال2: 41). والمقصود بهذا الإنضمام هو الانضمام للكنيسة، كما يتضح هذا من القول:”..... وَكَانَ الرَّبُّ كُلَّ يَوْمٍ يَضُمُّ إِلَى الْكَنِيسَةِ الَّذِينَ يَخْلُصُونَ.” (أعمال2: 47).

“وَكَثِيرُونَ مِنَ الَّذِينَ سَمِعُوا الْكَلِمَةَ آمَنُوا، وَصَارَ عَدَدُ الرِّجَالِ نَحْوَ خَمْسَةِ آلاَفٍ.” (أعمال4:4). “وَكَانَ مُؤْمِنُونَ يَنْضَمُّونَ لِلرَّبِّ أَكْثَرَ جَمَاهِيرُ مِنْ رِجَالٍ وَنِسَاءٍ، “ (أعمال5: 14)- وهذا الانضمام هو للكنيسة كما فى أعمال2: 4.

“ وَأَمَّا الْكَنَائِسُ فِي جَمِيعِ الْيَهُودِيَّةِ وَالْجَلِيلِ وَالسَّامِرَةِ فَكَانَ لَهَا سَلاَمٌ، وَكَانَتْ تُبْنَى وَتَسِيرُ فِي خَوْفِ الرَّبِّ، وَبِتَعْزِيَةِ الرُّوحِ الْقُدُسِ كَانَتْ تَتَكَاثَرُ.” (أعمال9: 31). ( قارن أيضاً أعمال6: 7، 11: 21، 24، 14: 1، 16: 5، 17: 4، 18: 8).

والمؤمن مطالب أن يحضر إجتماعات الكنيسة باستمرار، مثاله فى ذلك المسيح نفسه، فقد كانت هذه عادته، كما يقال عنه:” وَجَاءَ إِلَى النَّاصِرَةِ حَيْثُ كَانَ قَدْ تَرَبَّى. وَدَخَلَ الْمَجْمَعَ حَسَبَ عَادَتِهِ يَوْمَ السَّبْتِ ..” (لوقا4: 16) قارن أيضاً متى12: 9، مرقس1: 21. وهكذا كانت عادة الرسل فى حضور الاجتماعات (أعمال3: 1، 13: 14). ويقال عنهم: “.......وَكَانُوا كُلَّ حِينٍ فِي الْهَيْكَلِ يُسَبِّحُونَ وَيُبَارِكُونَ اللهَ. ....” (لوقا24: 52 ، 53).

وهناك الأمر بحضور الكنيسة:” غَيْرَ تَارِكِينَ اجْتِمَاعَنَا كَمَا لِقَوْمٍ عَادَةٌ، بَلْ وَاعِظِينَ بَعْضُنَا بَعْضاً، وَبِالأَكْثَرِ عَلَى قَدْرِ مَا تَرَوْنَ الْيَوْمَ يَقْرُبُ.” ( عبرانيين10: 25). وما أكثر المزامير التى تتحدث عن بركة الذهاب إلى بيت الله “ فَرِحْتُ بِالْقَائِلِينَ لِي: «إِلَى بَيْتِ الرَّبِّ نَذْهَبُ».” (مزمور122: 1) (قارن تثنية12: 5، مزمور84: 4، 122: 4، إشعياء37: 1، ميخا4: 2، لوقا 2: 36، 37).

ويقول البعض إن الإجتماعات الفرعية تغنى عن حضور الكنيسة يوم الأحد، ولكن هذا يخالف تعليم الكتاب المقدس الواضح، فالكتاب يأمر بحفظ يوم الرب للعبادة والصلاة، وقد كانت هذه عادة الكنيسة الأولى “ وَفِي أَوَّلِ الأُسْبُوعِ ( يوم الأحد) إِذْ كَانَ التَّلاَمِيذُ مُجْتَمِعِينَ لِيَكْسِرُوا خُبْزاً (العشاء الربانى) خَاطَبَهُمْ بُولُسُ .............” ( أعمال20: 7). ويوصى الرسول بولس بجمع العطايا لمساعدة الكنائس الفقيرة فى يوم الأحد أثناء إجتماع المؤمنين للعبادة: “ فِي كُلِّ أَوَّلِ أُسْبُوعٍ لِيَضَعْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ عِنْدَهُ خَازِناً مَا تَيَسَّرَ، حَتَّى إِذَا جِئْتُ لاَ يَكُونُ جَمْعٌ حِينَئِذٍ.” (1كورنثوس16: 2).

والواضح أن الاجتماعات الفرعية ليست هى الكنيسة، فاجتماع الشباب أو إجتماع السيدات أو مدرسة الأحد، هى جزء فقط من الكنيسة، وليست الكنيسة كلها، فان الكنيسة تتكون من أعضاء جسد المسيح، من الكبار والصغار، ومن الرجال والسيدات معاً. وعلينا أن نتأكد من وحدة جسد المسيح، ومن دخولنا فى إطار هذه الوحدة، إذ نجتمع كلنا، من مختلف الأعمار معاً فى يوم الأحد، لنتعبد معاً كوحدة واحدة، بناء واحد، كرمة واحدة، قطيع واحد، حول الراعى الصالح الرب يسوع المسيح.

ومن الواضح أن ممارسة العشاء الربانى التى أمرنا المسيح بها لا تكون إلا فى الكنيسة فقط، وبحضور كل جماعة المؤمنين معاً، ولذلك فاننا يجب أن ننضم لعضوية الكنيسة حتى نتناول منها، طاعة لأمر المسيح المقدس: “.........«خُذُوا كُلُوا. هَذَا هُوَ جَسَدِي». ........... «اشْرَبُوا مِنْهَا كُلُّكُمْ  .......اصْنَعُوا هَذَا لِذِكْرِي» (متى26: 26، 27، 1كورنثوس11: 24).

وهذا الكتاب دعوة لك لتنضم إلى عضوية الكنيسة، لتكون عضواً فى هذا الجسد الكبير، جسد المسيح المنظور، الذى هو الكنيسة.


طباعة