الله ظهر في الجسد

godفي هذا الكتاب يشرح لنا القس منيس أهمية وضرورة تجسد المسيح ، الله الظاهر في الجسد تحقيقاً لخطة الله الأزلية لخلاص الإنسان وهو يقدم لنا هذا الموضوع اللاهوتي بأسلوب سهل وبسيط مجاوباً علي كل تساؤلات قد ترد لذهن القارئ.

كتاب الله ظهر في الجسد للدكتور القس منيس عبد النور الصادر عن مطبوعات نظرة للمستقبل لسنة 2010 وهو الكتاب الخامس من سلسلة كتب مفاهيم كتابية ، ويقع كتاب الله ظهر في الجسد في 145 صفحة من القطع المتوسط ويُقسم الكتاب إلي ثلاثة أجزاء :  

ونجد الكاتب في الجزء الأول يتطرق إلي كل الجوانب الإلهية في شخص المسيح .                                  

ففي الفصل الأول والثاني يتناول شهادة الرسل والمسيح نفسه عن ألوهيته فشهادة  المسيح عن ألوهيته هي أهم شهادة ،فهو لم يكن يتمتع بشركة متواصلة بالله فحسب بل كان لديه أقتناع واضح أنه هو نفسه ذو طبيعة إلهية ، ولقد شهد المسيح عن ألوهيته في مواضع كثيرة في الأناجيل نذكر منها : ـ "الذي يؤمن بي ليس يؤمن بي بل بالذي أرسلني والذي يراني يري الذي أرسلني "يوحنا44:12 ،وكذلك نجد أنه يرد ذكرالكثير من الشهادات عن ألوهيةالمسيح فمنها شهادة الملاك جبرائيل وشهادة المجوس ويوحنا المعمدان وشهادة توما وأستفانوس وبطرس والرسول بولس  وشهادة قيامة المسيح وتاريخ الكنيسة ......... .

أما الفصل الثالث وهو بعنوان" المسيح كائن من قبل ميلاده" يشير الكاتب إلى جانب هام في ألوهية المسيح فيقول :

          " أن علة وجود المسيح هى من ذاته وليست من مصدر خارجي

           وقوله <أنا كائن> هو اسم الجلالة الذي ورد في التوراة <أهيه

          الذي أهيه> ويعني عظمة الله وجلاله وليس فقط وجوده والترجمة

        الحرفية للتعبير <أهيه الذي أهيه> هى <الكائن الذي هو كائن> وهو

       الاسم الذي يعلن أن الله هو وحده الكائن الأزلي ، وهو الاسم الذي نسبه

      سفر الرؤيا للمسيح "         

ويتطرق القس منيس في الفصل الرابع والخامس لتناول ألقاب المسيح وصفاته  فيسرد أعلان الملاك ليوسف ولمريم أن اسم الطفل سيكون "يسوع " ومعناه مخلص " ويسوع هو الصيغة اليونانية للاسم العبري "يشوع" الذي يعني " يهوه هو الخلاص " واسمه " المسيح " معناه " الممسوح من الله " وهو اللقب المعروف لمن يخلص الأخرين ، أما الاسم المركب يسوع المسيح فيعني المخلص الممسوح أي المخلص صاحب المكانة عند الله ، ولقد ذكر لنا الكاتب الكثير من الصفات الإلهية التي نُسبت للمسيح في العهد الجديد نذكر منها :ــــ كامل وبلا خطية     ــ ديان كل البشر   ــ مصدر الحياة   ــ القدرة علي كل شئ     ــ غافر الخطايا        ــ الخالق

   ثم يتناول في الفصل السادس معجزات المسيح  فيعرف المعجزة فيقول : "هي عمل أو حدث علني تفعله قوة الله المباشرة بقصد إثبات صحة رسالة الرسول"ولكنه في حديثه عن معجزات المسيح يقول" أن المعجزات التي قام بها المسيح تختلف من حيث طبيعتها وأسلوبها عن المعجزات التي جرت علي أيدي الأنبياء والرسل فإن المسيح حقق ما حققه من أعمال معجزية بقوته هو لا بواسطة قوة خارجية ولقد أبرز الميسح قوته وعظمته وجلاله في كل مرة أجرى فيها معجزة مقدماً بذلك برهاناً ساطعاً علي ألوهيته .

ومجئ المسيح المعجزى من عذراء يظهر لنا الكثير من الجوانب في تتميم عملية الفداء فهو ما جعله قادراً على حمل خطايا عدد لا يُحصى من البشر الهالكين ، ولكن لماذا أختار الله هذه الطريقة دون غيرها لمجئ المخلص ؟ وماذا قد حققه هذا الميلاد العذروى؟ هذا ما يجيب عنه القس منيس فى الفصل الثالث من هذا الجزء.

وفيما يخص الجزء الثالث وهو الذي يحمل عنوان " عظيم هو سر التقوى : الله ظهر في الجسد " ، في الفصل الأول " توافق ألوهية المسيح وإنسانيته "  يحاول القس منيس أن يتناول الملابسات بين ألوهية المسيح وإنسانيته فكثير من غير المسيحيين يتسألون كيف يكون المسيح إنسان و إله في آن واحد؟ فى الواقع يبدو لى هذا الأمر غير منطقى بالرغم من كونى مسيحية ولكن إيمانى أن المرء لا يمكن أن يدرك ذلك بدون الروح القدس .       

ويرى الكاتب إن أهم وأخطر الانحرافات العقائدية فى تاريخ المسيحية هو ما نشئ عن عدم وضوح هاتين الطبيعتين بتفضيل إحداهما عن الاخرى أو إعطاء الواحدة مكانة تُفقد الأخرى نصيبها ودورها فى اتزان شخصية المسيح ، ويظهر لنا الكاتب مدى التوافق بين الطبيعتين بشكل مبسط ولكن الاقتناع العقلي وحده لا يكفي .    

 ويظهر الفصل الثاني " وظائف المسيح الثلاث " أن للمسيح ثلاثة وظائف فى تتميم الفداء:ــ

نبياً : لقد أرسل الله الكثير من الانبياء الذين سبقوا المسيح وذلك تمهيدا لمجى المسيح وكانوا يتنبؤن عن مجيئة تدريجياً حتى يستطيع البشر ان يستوعبوه ولقد أخذ الوحى الإلهى شكل هرم متدرج يتربع على عرشه المسيح مُكمل الوحي وخاتمه.

كاهن :أن الكاهن هو الذى يمثل البشر أمام الله وتقع على عاتقة مهمتان تمثيل بنى البشر والتشفع فيهم امام الله ونجد ان مهمة الكهنة فى العهد القديم لم تكن سوى مهمة رمزية وهكذا فى عمل المسيح الكفاري تولى هو دور الكاهن.

ملك : للمسيح مكانته الملكية الخاصة بصفتة الوسيط بين الله والناس أذن ملكية المسيح تتعلق به كأبن الله المتجسد ومن جهة ثانية فان للمسيح بصفته الفادي والوسيط سلطان خاص كملك على كل المخلوقات.

ويشير الكاتب إلي جانب هام لا يمكن أن نغفل عنه وهو دور النبوّات التي قدمت إشارة مباشرة عن المخلص الآتي وهو موضوع الفصل الثالث من هذا الجزء

 " المسيح مُكمل نبوات الوحي " ، فلقد كانمن الضروريأن تتخذ النبوّات شكلاً  تدريجياً في تاريخ البشر ، فلو الوحي كشف عن عملية التجسد الإلهي بشكل مفاجئ لما كان في وسع الناس فهم الأمر على الأطلاق فكان لأبد لتلك الخطوات التمهيدية أن تأخذ مجراها لأن الأمر لم يقتصر على مجرد تحضير الظروف التاريخية والأجتماعية والروحية الملائمة لمجئ المسيح بل لأن البشر أنفسهم كانوا بحاجة إلى إعداد مسبق ليفهموا الظروف والأحداث ، فيفهمون معنى التجسد الإلهي والقصد منه .

ويختتم القس منيس في الفصل الرابع " حياة المسيح حققت خطة الخلاص " من خلال ما قدمه عن المسيح الإله والإنسان :      

" إن حياته التى سبق ومهدت لها نبوات العهد القديم والتى إنطبقت على حياة المسيح ، قد رسمها الله بالذات لا ككوارث بل كأنتصارات حددها هو بنفسه وليس أعداؤه ومع أن عملية الصلب بدت غريبة لتلاميذه إلا أنها  لم تكن سوى تكملة لمهمة جاء ليقوم بها لفتح باب جديد وثابت لملكوت من الحياة ".

يُطلب الكتاب من مكتبات : ــ                                                    

ــ مكتبة المنار

ــ المكتبة الأسقفية

ــ مكتبة النيل  


طباعة