أهم المصلحين البروتستانت

يمتد عصر الإصلاح الإنجيلى ما بين نهاية القرن الرابع عشر و حتى نهاية القرن السادس عشر أو ربما اكثر بقليل؛ و من المهم للقارئ العربى أن يتعرف على أهم من ساهموا فى حركة الإصلاح؛ فهناك من مهد و هناك من فجَّر و هناك من دعم، فليس كل المصلحين هم لوثر و كالفن.

1- جون ويكلف John Wyclif(1325- 1384 )

مصلح إنجليزي، ظهر فى انجلترا بعد المواجهات التى حدثت بين الكنيسة و الدولة أو البابا و الملك، تعلم فى جامعة اوكسفورد، و كان كاهناً لكنيسة لترورز، و اكتسب شعبية واسعة و من أهم أفكاره الإصلاحية انه لا فرق بين الاكليروس بسبب رتبهم الكهنوتية، كذلك انكاره لاستحالة عنصرى المائدة المقدسة، و ايضا ان الكتاب المقدس هو السلطة الوحيدة المعتمدة داخل الكنيسة، من اهم اعماله

انه ترجم الكتاب المقدس لاول مرة من اللغة اللاتينية الى الإنجليزية و بالتالي جعل الكتاب المقدس مفتوحاً امام الشعب الانجليزي، كذلك أنشا ويكلف نظام "الكهنة الفقراء" الذين كان معظمهم من عامة الشعب، حُكم عليه بالهرطقة و بسبب شعبيته لم تقدر الكنيسة أن تعدمه، و مات ويكلف فى بيته غير انه فى عام 1428 تم اخراج عظامه و حرقها وفقاً لقرار بابوي.

2-جون هَس John Hus(1369- 1415)

مصلح بوهيمى (جمهورية التشيك حالياً)، كان كاهنا و محاضرا بليغاً فى جامعة براغ ثم صار بعد ذلك عميداً لها، و اشتهر كواعظ فى كنيسة بيت لحم هناك، ثم اصبح المتحدث الرسمى باسم الامة فى الشئون السياسية و الدينية، درس هَس كتابات ويكلف و تأثر بها و علم بها الشعب، و من أهم افكاره: أن المسيح هو رأس الكنيسة لا البابا، حُكم عليه بالهرطقة و أستانف الحكم فى مجمع كونستانس بعد حصوله على تعهد من الامبراطور بسلامته، غير ان البابا وجه إليه تهمة الهرطقة لأنه علم بأن المسيح وحده هو الذي له حق الدينونة فى الكنيسة، فحُكم عليه بالأعدام بالخازوق و الحرق، و اعتبر هَس بطلاً قومياً.

3-مارتن لوثر Martin Luther(1483- 1596)

مصلح ألمانى، كان راهباً كاثوليكياً أغسطينياً، فى سن الخامسة و العشرين ذهب إلى جامعة ويتنبرج ثم صار استاذاً بها، قلقه على امر خلاصه قادة إلى اختبار خاص حيث اقتنع بان جوهر الإنجيل هو التبرير الذي هو هبة من الله بالإيمان، الامر الذي قاده الى انكار الكهنوت ووساطة الكنيسة فقاوم صكوك الغفران و فكرة المطهر و كتب خمسة و تسعين اعتراضاً باللغة الالمانية على ممارسات الاكليروس و علقها على باب كاتدرائية ويتنبرج، فى عام 1520 كتب كتاب "السبى البابلى للكنيسة" رفض فيه فكرتى الذبيحة و الاستحالة للمائدة المقدسة، ترجم الكتاب المقدس الى اللغة الالمانية و نظم العديد من الترانيم اشهرها ترنيمة "الله قوة لنا و حمانا الوطيد" قاوم ارازموس و رأيه فى حرية الارادة البشرية، و من الجدير بالذكر ان لوثر ترك نذره الرهباني و تزوج عام 1525، كتب العديد من العظات و التفاسير الكتابية.

4-هالدريش زوينجلى Huldrych Zwingli(1484- 1531)

مصلح سويسرى، درس فى برن و فينا،و اصبح كاهن فى كنيسة زيورخ، اختلف عن لوثر فى انه تبني اصلاحاً اكثر رديكالية و كان له وجهات نظر مختلفة فى تنظيم الكنيسة و المعمودية و العشاء الربانى، كان له نشاط سياسي و انضم الى الجيش كجندي و مات فى معركة "كابل" و تم تقطيع جثته الى اشلاء بواسطة اعداءه، من اهم افكاره ان المعمودية هى مجرد علامة خارجية، و ان العشاء الربانى ليس له اى تأثير بدون ايمان المتقدم.

5-مارتن بوتسر Martin Baucer(1491- 1551)

مصلح ألمانى، بدأ كراهب دومينكانى عام 1506، إلا انه تعرف على لوثر عام 1518 و بعد ثلاث سنوات من هذا التعارف ترك نذوره الرهبانية و تزوج و هو من أوائل من فعلوا هذا من المصلحين، أصبح واعظاً و قائداً للاصلاح البروتستانتى فى استراتسبرج حيث اثر على كالفن و بقى فى هذه المدينة مدة عشرين سنة حتى اصبح تأثيره خارجها أهم كرجل من رجال الدولة مهتم و محب للسلام، فشارك فى كتابة العديد من دساتير الكنائس المصلحة و حاول إصلاح ما بين لوثر و زوينجلى فى اختلافهما حول عقيدة الافخارستيا لكنه فشل، و كان فكره ان المسيح يكون حاضرا روحيا و نختبره روحيا فى المائدة المقدسة، حتى يعتبر ان كالفن اخذ عنه هذه الفكرة فى شرح عقيدة العشاء الربانى. فى اواخر حياته ذهب الى انجلتر حيث اصبح استاذا فى جامعة كامبردج، و يذكر ان كتب العديد من التفسيرات الكتابية.

6- جوليوم فاريل Guillaume Farel(1489- 1565)

او وليم فاريل، مصلح فرنسي/ سويسري، بدأ الاصلاح فى مدينة جنيفا قبل كالفن، و فى وقت الحروب الداخلية فى جينيفا هرب الى استراتسبورج، لكنه عاد اليها ثانية، و هو صاحب شخصية قوية حيث ألزم كالفن بالبقاء معه فى جينيفا من اجل الاصلاح فساهما معا فى تحويل المدينة الي "روما البروتستانتية" ، طُرد هو و كالفن من جينيفا فى الفترة من 1539- 1541، كتاباته قليلة و منها كتاب عن الصلاة الربانية و كتَاب عن العشاء الربانى.

7-جون كالفن John Calvin(1509- 1594)

مصلح فرنسي/ سويسري بدأ حياته بدراسة القانون ثم تحول الى البروتستانتية و اصبح احد اهم مصلحيها، حاول مناهضي البروتستانتية القبض عليه فترك فرنسا، كتب كتابه الاشهر "مبادئ الديانة المسيحية" أولاً باللاتينية عام 1536، دعاه "فاريل" للبقاء معه فى جينيفا لمساعدته فى الاصلاح كما ذكر أنفاً، ثم دعاه "بوتسر" لمدينة استراتسبراج و هناك اصبح راعيا فى فرنسا و تزوج و كتب تفسيره لرسالة رومية، على انه عاد الى مدينة جينيفا فى عام 1541 حيث اصبح الشخصية الاشهر هناك و كان هدفه ان يجعل من المدينة مدينة مقدسة، و موقع هذه المدينة المميز جعل منها مركزا للاصلاح فاكتسب كالفن و جينيفا شهرة عالمية، فى عام 1559 أعاد كالفن كتابه كتابه : مبادئ الديانة المسيحية: باللغة الفرنسية، كتب تفسيرا لمعظم اسفار الكتاب المقدس، و هو اشهر من شرح عقيدة التعيين السابق.

فتحية لهؤلاء المصلحين فى ذكرى الاصلاح.


طباعة  
مبادئ الإصلاح الإنجيلي

القس نصرالله زكريا عبيد
مبادئ الإصلاح الإنجيلي

القس نصرالله زكريا عبيد
مبادئ الإصلاح الإنجيلي

القس نصرالله زكريا عبيد