إنجيلي منزعج لا يتكلم في السياسة

القى الرئيس الأمريكي بقنبلته المتوقعة، معلناً بدء إجراءات نقل السفارة الأمريكية في إسرائيل إلى أورشليم /القدس، وهذا خطاب فجره معظم الرؤساء الأمريكيين من قبل، وربما كان وقعه هذه المرة أقوى من سابقاتها.

وهذا الأمر ليس هو موضوع هذه السطور، لكن ما أزعجني هو أن أرى بعض الأحباء من (الإنجيليين المشيخيين) يتهللون باعتبار أن هذه هي إشارة البدء لمجيء المسيح، بموجب النبوات التي (يرون أنها) اشارت إلى حرب عالمية بين جيوش ستأتي لغزو أورشليم/ القدس، ويسحقها المسيح بجيوش أمم أخرى تحت إمرته.

ومصدر انزعاجي هو أن الانجيليين المشيخيين لم يسبق أن فسروا (سفر الرؤيا والنبوات) المتعددة الأخرى بهذا المعنى، بل انهم يبنون تفسير هذه النبوات والرؤى عسرة الفهم على نصوص تعليمية أكثر وضوحاً لا العكس.

فالإنجيليون يرون المقصود بأورشليم و عودة اليهود يُبنى على القواعد التالية:

١حسم سيدنا أمر الإشارة إلى أي أماكن مختارة، ليُعبد فيها الله القدير، و يسود إلى آخر الأيام، بقوله الكريم:" أنه تأتي ساعة، لا في هذا الجبل (جرزيم جبل السامرة)، (ولا في أورشليم) تسجدون للآب، ..... الله روح . والذين يسجدون له فبالروح والحق ينبغي أن يسجدوا" يوحنا ٤ : ٢١ - ٢٤.

٢شرح الرسول بولس المقصود بمدينة أورشليم، مقارناً ما أسماه (بأورشليم الحاضرة) أي الحالية، مشيراً بها إلى إسرائيل الأرضية تحت عبودية الناموس، مقابل (أورشليم العليا) كنيسة المسيح الجامعة المجيدة، عروسه التي ننتظر اكتمالها جميعاً، و شتان الفرق بين الاثنتين. غلاطية ٤ : ٢١ - ٣١.

٣تكلم الرسول بولس عن عودة اليهود، ليس لمدينة أورشليم بل للمسيح، بإيمانهم به، و انضمامهم إلى جسده الكنيسة، و هذه العودة لا تبدأ بعد قرون، بل بدأت بعودته - أي بولس - و قبول المسيح له "فأقول: ألعل الله رفض شعبه ؟ حاشا لأني أنا أيضا إسرائيلي من نسل إبراهيم من سبط بنيامين" (أي و مع ذلك عدت للمسيح الذي قبلني) رومية ١١ : ١.

وليس المجال هنا لتفسير النبوات والرؤى المختصة بهذا الأمر لكني أقول:

١أنا لا أهاجم أي تفسير مختلف، لكني أنبه الأحباء الانجيليين المشيخيين، إن عودة اليهود في الفكر الإنجيلي هي (عودة إلى المسيح وليس لأورشليم الأرضية)، وهي عودة (روحية وليست سياسية أو عسكرية).

٢إن الاحداث الحالية -السابقة واللاحقة -في أمر فلسطين، هي أمور سياسية بحتة، وليس هنا المجال لإبداء الرأي فيها، لكن لا يجب أن تُحَمَّل هذه على النصوص الكتابية.

٣. إن هذه فرصة لحضرات قسوس الكنيسة الانجيلية، لتفسير كلمة الله المختصة بهذه الامور للشعب الإنجيلي من المنابر، ووسائل التواصل الاجتماعي، لمجد الله وحده.


طباعة