في السنوات الحديثة انضم عدد كبير من الأفراد إلى الكنيسة المشيخيّة من طوائف أخرى. إن هؤلاء ربما لم يأخذوا بعين الاعتبار بعض الاختلافات بين تُرَاثهم ومعتقداتهم السابقة وبين الإرث المشيخي. إن البعض الآخر من الذين ظلوا مشيخيين طوال حياتهم كانوا قد تَعَلَّموا قَدْرَاً معقولاً من أفكارهم وآرائهم الدينية، ليس من مدرسة الكنيسة، بل من نظريات ومفاهيم منتشرة في الثقافة المُحِيطة بوجهٍ عام.
وعبر السنين فإن مطبوعة "المشيخيون اليوم" تَضمَّنَت الكثير من المقالات في "ما يؤمن به المشيخيون". وبشأن هذه المسألة فإننا نقدم سلسلة من الشروحات المختصرة عَمَّا لا يؤمن به المشيخيون – ليس بهدف أن نكون مُعَادِين أو مُخَاصِمين لأحد، بل لكي نُحَدّد بعض العلامات الفارقة بين منظورنا وبين الآخرين ووجهات نظرهم.
• ما لا يؤمن به المشيخيون
1. الخلاص بالأعمال الصالحةSalvation by good works
إن الديانة الأمريكية الشعبية تعتقد بأن البشر الصالحين يذهبون إلى السماء وأن الأشرار يذهبون إلى الجحيم. فأنت إذا قُمْتَ بما يكفي من عمل الخير تصبح صالحاً، وسوف تُجَازَى في السماء بعد أن تموت. وهكذا فإن السؤال هو، هل أنت صالحٌ بما يكفي؟ وعلى الرغم من أنه يُوجَد بعض المنطق العقلي في هذا الرأي، إلا أن المشيخيين دائماً أَصَرُّوا (مُتَّبِعين الرسول بولس) بأنه لا يُوجَد أحد صالح بما يكفي. إننا قد خَلُصْنا فقط بالنعمة. وعلى الرغم من عجزنا، إلا أن الله قد قَرَّر أن يخلصنا عن طريق تجسُّد، وموت وقيامة يسوع.
2. تَنَاسُخ الأرواحReincarnation
إن كثير من الديانات الشرقية تعتقد في حدوث هذا عندما تموت، فأنت تُولَد من جديد في صورة شخص أو حيوان آخر. إن كل العالم يدور في دورة أبدية مُتَتَابِعَة من الموت والولادة من جديد، وأنت باستمرار تحصل على " فرصة أخرى " إلى أن تحصل أخيراً على الفرصة الصائبة. إن المشيخيين يختلفون مع هذا المعتقد ويُجَادِلون بأن الكتاب المقدس لا يُعَلِم بتناسُخ الأرواح، لأن تناسُخ الأرواح يُحَرّفنا بعيداً عن الحياة الأبدية في محضر الله. علاوة على ذلك، فإن الإيمان في تناسُخ الأرواح هو صورة خطيرة جداً من الاعتقاد في أعمال البِرّ، لأن تناسُخ الأرواح يُعَلِم بأنك ينبغي أن تعيش حياتك عدة مرات إلى أن تبلغ إلى مستوى من الصلاح يُحَرّرك ويخلصك من حلقات ودوائر الوجود الإنساني.
3. القضاء والقَدَر[1] Fate
يعتقد البعض بأن كل حادثة من الممكن أن يكون سببها أحداث سابقة. وإذا كان الأمر كذلك، فإن هذا تَوَهُّم كاذب يجعلك تفترض بأن قراراتك في الحقيقة لن تُغَيّر أي شئ. فلو أنت تقوم بعمل خَيّر، فهذا هو ما قُضِيَ به سابقاً لتقوم به. ولو أنك تفعل شيئاً شريراً، فإن هذا هو بالضبط العمل المُقَرَّر سَلَفَاً في مصيرك fate. إن هذا يختلف عن التعليم والمُعْتَقَد المشيخي بشأن قضاء الله أو التعيين السابق، والذي يقول بأن الله اختار أن يفدينا، بفترة طويلة قبل أن يكون في إمكاننا حتى أن نفهم ماذا يمكن أن يعني الأمر. ولأن الله قد اختارنا قبل تأسيس العالم، فإن هذا يعني أنه قد قُضِيَ سابقاً بأن نأتي إلى الحياة. إن هذا لا يسلبنا أو يحرمنا من قدرتنا على أن نختار، إننا كل يوم نقوم بكثير من الأمور عديمة الأهمية والتافهة لكن بإرادتنا الحُرَّة. وفوق هذا، فإن قضاء الله يُعَلِمنا بأن الله قد أعطانا حرية جديدة وكبيرة: إنها الحرية بأن نحقق ونتمم مصيرنا.
4. الإستحالة[2] Transubstantiation
في العشاء الرباني نعترف بحضور المسيح الذي نستقبل منه قوة لإيماننا وحياتنا. ولكن كيف يحدث هذا؟ إن فِكْرَة الروم الكاثوليك هي أن جوهر الخبز والخمر إنَّمَا يتحول ليصبح جوهر جسد ودم المسيح. (استحالة الجوهر: transبادئة معناها " ما وراء أو عَبْر " – substantiationالتجسيم والتجسيد). إن المشيخيين يقولون بإن المسيح هو بِصِدْق حاضرٌ في هذه العناصر، ولكنه حضور روحي spiritual presence، وليس حضوراً جُسْمَانياً يُدْرَك بالحواس physical presence. إن المسألة إذن ليست أن جزيئات وذرات الخبز تصبح جزيئات وذرات جسد بشري. ولكن بَدَلاً من هذا، فإنه قُدُوم المسيح ليسكن بيننا، كما وعد بأن يفعل.
5. المذابحAltars
إن المذبح هو الموضع حيث تُقَدَّم ذبيحة، وهو في الغالب يُنْظَر إليه بتوقير خاص. إن الكاهن في الفَهْم التقليدي للروم الكاثوليك إِنَّمَا يُعِيد من جديد تقديم المسيح re-offers Christعلى المذبح كذبيحة لله. إن المشيخيين يؤمنون بأن ذبيحة المسيح قد قُدِّمَت سابقاً، مرة واحدة للكل، وأنه ليس هناك حاجة لتكرارها، وأن ما يقوم به الكاهن لا يمكن أن يجعل هذا يحدث ثانيةً. في الفِكْر المشيخي، ولهذا السبب، يحدث عشاء الرب على مائدة وليس على مذبح. وعلى الرغم من أن كثير من موائد العشاء الرباني هي مُزَخْرَفَة ومُحَلَّاة، إلا أن المائدة نفسها لا تحتوي على أي أهمية أو قداسة خاصة، إنها ببساطة مائدة عشاء supper table.
6. المَطْهَر Purgatory
أين يذهب الناس عندما يموتون؟ إننا نتوقع الإجابة أن تكون " السماء أو الجحيم ". ومع ذلك، ففي العصور الوُسْطَى اعتقد الناس : " أنه إذا كانت السماء هي الموضع حيث يقف القديسون في محضر الله القدوس، والجحيم هو حيث يُرْسَل الأشرار، فماذا عنا نحن الخطاة الذين نلنا غفراناً لخطايانا؟ إن حياتنا لا تزال غير نقية إلى أن نموت، فكيف يمكن أن نُوجَد في السماء، جنباً إلى جنب مع قداسة الله؟ ومن هنا نشأ المعتقد الخاص بالمطهر – وهو الموضع حيث سيتم التكفير وتطهير ما تَبَقَّى من آثامنا وشرورنا. إن هذه الفكرة تستحق التأمُّل، لكن المشيخيين يؤمنون بأنها ليست ضرورية. إن الله سوف يفدينا حقاً ويطهرنا من كل خطايانا وسوف نُعَدّ ونُهَيَّأ للسماء بدون حاجتنا إلى أن نفترض جَدَلاً وجود موضع ثالث مُحْتَمَل نذهب إليه عندما نموت.
7. الليَمْبُوس[3]Limbo
آه، ولكن ماذا عن الرُّضَّع الذين يموتون غير مُعَمَّدِين؟ إن مناقشات العصور الوُسْطَى مَضَتْ هكذا: إنهم لم يكن لديهم أبداً فرصة لأن يكبروا ويصبحوا أشرار، لذلك فإنه من الظُّلْم أن يُحْكَم عليهم بالذهاب إلى الجحيم. إننا لا نجد في هذا المقام إشارة إلى إرسالهم إلى المطهر للتكفير والتطهير التام عن خطاياهم، فإنهم لم يعيشوا بما فيه الكفاية ليرتكبوا أَيًّا منها. من جهة أخرى، فإنهم لم يعتمدوا، لذلك فإنه ليس بإمكانهم أن يذهبوا إلى السماء. إن عليهم بدلاً من هذا أن يَصِلُوا أو ينتهي بهم الحال إلى موضع رابع، هو الليَمْبُوس limbo. وهنا يقدم المشيخيون إجابة مماثلة لتلك التي قَدَّموها فيما يتعلق بالمطهر : إن الله سوف يعتني بهذا الأمر، ونحن لسنا بحاجة لأن نُخَمّن حتى عن موضع آخر في الحياة بعد الموت.
8. التسليم الكهنوتي التاريخي للأساقفةHistoric succession of bishops
أين يُقِيم سلطان الكنيسة ويسكن؟ إن الكنائس الروم الكاثوليك، والأرثوذكسية، والميثودست، والأسقفية تؤمن بأن سلطان الكنيسة مُتَضَمَّن في وظيفة الأسقف. إن الأساقفة يأخذون سلطانهم من أساقفة سابقين، وكل منهم أخذ سلطانه حتى إلى الأساقفة الأوائل. إن الكاثوليك وبعض الأنجليكان يقتفون أثر هذا السلطان حتى إلى الرسل أنفسهم. إن المشيخيين يؤمنون بأن سلطان الكنيسة ليس مُتَضَمَّنَاً في الأفراد بهذه الطريقة، إن قادة الكنيسة يمكنهم أن يُعْلِنوا ويُصَرّحُوا بمشيئة الله على أساس سلطان الكتاب المقدس.
9. الصلاة إلى القديسين , والصلاة إلى العذراء مريمPraying to saints/Praying to Mary
عندما تكون لديك مشاكل، فإنه يمكنك أن تطلب من أصدقائك أن يُصَلُّوا لأجلك. ولكن لماذا تَحْصُر نفسك في أصدقاء الزمن الحاضر؟ لماذا لا تطلب أيضاً من المسيحيين المُتَوَهّجِين من قرون سابقة ليرفعوا تَشَفُّعَاتَهُم لأجلك؟ إن هذا هو ربما أكثر الطرق إيجابية التي يمكن أن نتناول بها مسألة الصلاة إلى القديسين. ومع ذلك فإنه تُوجَد مشكلة هنا. إن الطلب من القديس جوان Joanأن يصلي لأجلك يصبح في حقيقة الأمر صلاة للقديس جوان. إن الصلاة هي فعل من أفعال العبادة والتكريس، وهذا لا يمكن أن يُقَدَّم إلا لله.
10. الخطايا المُمِيتة والخطايا العَرَضِية Mortal and Venials sins
في فِكْر الروم الكاثوليك عندما تموت فإنك تحمل إثم كل الخطايا التي ارتكبتَها منذ آخر اعتراف لك لدى الكاهن. إذا كانت خطاياك عَرَضية venial(ضئيلة وزَهيدة نسبياً)، فإنك من الآن تعلم أنك سوف تتخلص منها في المطهر. إن الخطية المُمِيتَة، على العكس، لا يمكن أن يُحْسَم أمرها في المطهر، إن خطيةً مميتة غير مُعْتَرَف بها تعني أنك مُدَانٌ بها إلى الجحيم. إن الغفران هو هبة الله المجانية في المسيح. إن الاعتراف والتعَهُّد بالصفح والغفران ليسا هما ما يجعل الله أن يغفر لنا، ولكنه بالأَحْرَى إدراك أو الشعور أو اختبار أنه قد غُفِرَ لنا.
عن موقع:
https://www.presbyterianmission.org/what-we-believe/dont-believe