المسيحية في مصر

مصر فى الكتاب المقدس:

     ورد اسم مصر فى الكتاب المقدس 584 مرة منها 560 مرة فى العهد القديم و 24 مرة فى العهد الجديد، كما وردت كلمات: مصرى، مصرية، مصريات، مصريون 120 مرة منها 115 مرة فى العهد القديم.

     وقد جاء اليها ابراهيم (تك12) ويوسف (تك 39) والذى تزوج أسنات ابنة فوطى فارع أحد كهنة "أون" ( قرب المطرية حالياً) وقد أعطى له اسما فرعونيا: صفنات فعنيخ.[1] كما جاء يعقوب والاسباط (تك 46) وفى مصر ولد موسى وتربى فى بيت فرعون، وتسلم الوصايا العشر من الرب على جبل سيناء وشاهد هناك العليقة المشتعلة دون أن تحترق (خر3).

     وقد بارك الله مصر قائلاً:" مبارك شعبى مصر" (أش19: 25) وقال عنها الوحى الالهى:" كجنة الرب كأرض مصر" (تك13: 10).

     وفى النصوص الكتابية عن مصر فى الكتاب المقدس نجد اشارات إلى:

          تاريخها القديم:

     (تك12: 10- 20 و 41: 14- 45) – (خر1: 8  و  11و 2: 15) – (1مل3: 1و 11: 18 و 40 و 14: 25 و 26) –  (2مل17: 4 و 23: 29- 30 و 33- 35 و 19: 8- 13) – (2أخ36: 6- 10 و 14: 9- 15 و 16: 8) -  (حز17: 11- 21) – (نا3: 8- 10).

          جغرافيتها:

  • سيناء وجبل سيناء:

ورد اسم سيناء أو جبل سيناء 41 مرة منها 37 مرة فى العهد القديم، كما ورد جبل سيناء باسم جبل حوريب 18 مرة وبأسم جبل الله 6 مرات.

  • نهر النيل:

ذكر فى (اش19: 7) ، اطلق على الفرع الشرقى منه اسم الشيحور (يش13: 3) واطلق عليه اسم النهر فقط (أر2: 18) ومياه مصر (مز105: 29).

  • بحر سوف:

( خر10: 19 و 14: 2) .....الخ

  • مدن مصرية : [2]

     اون ( بيت شمس ):  (حز30: 17) و (أر43: 13).

     أسوان:                  (حز29: 10).

     بعل صفون:            (خر14: 2).

     تحفنحيس:               (أر2: 16 و43: 7- 9 و 44: 1) و (حز30: 18).

     جاسان:                  (تك45: 10 و 46: 28- 34 و 47: 6 و 27 و 50: 8)  

                                  و(خر9: 26).

     حانيس:                   ( اش30: 4)

     سكوت:                   (خر12: 37 و 13: 20).

     سين :                     (حز30: 15 و 16)

     صوعن:                 ( العدد 13: 22) و(مز78: 12) و(اش19: 11و30: 4)

                                  و ( حز30: 14)

     رعمسيس:               (تك47: 11) و (خر1: 11 و 12: 37)

     فتروس:                  (اش11: 11) و (ار44: 1) و (حز30: 14)

     فم الحيروث:             (خر14: 2)

     فيبستة:                    ( حز30: 17)  

     فيثوم :                     (خر1: 11)

     مجدل:                     (خر14: 2) و حز29: 10) و (ار44: 1)

     نو:                          (حز30: 15، 16) و (ار46: 25) و (نا3: 8)

     نوف أو موف:           ( ار2: 16 و 44: 1 و 46: 29) و (اش19: 13) و

                                  (حز30: 13، 16) و (هو 9: 6)

  • منتجات مصرية:

خضر (العدد11: 5) – كتان (اش19: 9) – قصب الغاب (اش19: 6) – ذهب( تك41: 42) – الصيد وتربية الماشية (اش19: 8) و (تك41: 2 و 45: 23).

السيد المسيح فى مصر:

     جاء السيد المسيح له المجد إلى مصر وهو طفل هربا من بطش هيرودس الملك وذلك كما أمر ملاك الرب يوسف النجار "(مت2: 13- 19) وبذلك تحققت نبوءة اشعيا (اش19: 1).

     ويذكر التقليد أن العائلة المقدسة قد ضمت السيدة العذراء ويوسف النجار والطفل يسوع وتضيف بعض المصادر إليهم: سالومى أو سالومة المذكورة فى ( مر15: 4و 16: 1) وهى المعروفة بأسم أم ابنى زبدى( مت20: 20 و27: 56).

     ويذكر التقليد المتداول[3] فى مصر أن العائلة المقدسة دخلت مصر عن طريق سيناء من جهة الفرما (Pelusium) والتى تقع بين العريش وبورسعيد، ومنها اتجهوا الى تل بسطا بجوار الزقازيق ومنها إلى بلبيس ثم المحمه (مسطرد) ثم منية جناح (منية سمنود) واتجهوا إلى البرلس وسخا، فوادى النطرون ثم المطرية ومصر القديمة والمعادى ومنها عبروا النيل إلى الشاطئ الغربى ووصلوا الى جبل الطير ( مقابل سمالوط) ثم الأشمونين وديروط الشريف فالقوصية حيث المكان المقام عليه الدير المحرق الآن، ومنه بدأت رحلة العودة الى فلسطين.

     وصول البشارة المسيحية الى مصر:

     كان بين الناس الذين حضروا حلول الروح القدس فى يوم الخمسين أناس من مصر (أع2: 5- 11). ومن المحتمل جداً أن بعض الذين قبلوا المسيحية بين الثلاثة آلاف نفس الذين اعتمدوا فى ذلك اليوم، كانوا من مصر[4]  وربما يكون اسم المسيح قد وصل الى أفراد فى الاسكندرية عن طريق أبولس الاسكندرى المذكور فى (أع18: 24- 27) وربما عن طريق سمعان القانوى أو " العزيز" ثاوفيلس.

     وفى مستهل تاريخ الكنيسة حدث اضطهاد عظيم فى أورشليم وتشتت الكثيرون من المسيحيون، فجالوا مبشرين بالكلمة ولعل بعضهم قد لجأ الى مصر.

بشارة مرقس:

     يرى البعض أن القديس مرقس أحد السبعين رسولا ( لو10: 1) بشر مصر بالمسيحية، ولكن المؤرخين يختلفون فى تاريخ مجيئه: فقد قال يوسيفيوس إنه جاء سنة 43م ومسز بوتشر سنة 45م والبطريرك مكسيموس مظلوم سنة 49 ( وهو يقول إن القديس بطرس هو الذى أرسل مرقس لمصر) ويتفق منسى يوحنا وفرنسيس العتر وابن كبر فى أنه جاء سنة 55م، والأب شينو سنة 60م، ويتفق أبو شاكر الراهب والأنبا ايسيذوروس وحبيب جرجس وكامل صالح نخلة وايريس حبيب المصرى على أنه جاء سنى 61م.

     " إن مرقس الرسول ... لم يكن يعرف معنى للأسقفية سوى أن يجول مبشرا من مكان الى مكان بكلمة الرب. وهكذا إذ عمل فيه روح الله وقف متحديا جميع الصعاب التى تعترض كرازته. وبغيرة عجيبة استطاع أن يحول الكثيرين الى الايمان بالرب على الرغم من كثرة العبادات والأصنام التى كانت تقابله فى كل مكان."

     وقد أسس مرقس أول كنيسة فى مصر فى (بوكاليا) شرق الاسكندرية – كما قام بسيامة حنانيا (أنيانوس) أسقفا على الاسكندرية حوالة سنة 62م وسام معه ثلاثة كهنة هم: ميليوس وسابينوس و سردنوس، وأيضا سبعة من الشمامسة ( حسب ما ذكر شينو ورينيه باسيه) لحاجة المسيحيين للخدمة، إذ انتشرت المسيحية فى مصر سريعاً وتغلغلت فى روح المصريين وبقدر ما كانوا مستعدين لقبولها بما ورثوه من ممهدات فى الديانة المصرية القديمة[5].

ويعتبر الذين دونوا تاريخ الكنيسة القديس مرقس الاسقف الاول، يليه أنيانوس، وكان الأسقف لأكثر من قرن يحمل لقب " أسقف المدينة العظمى الاسكندرية"، وفى بداية القرن الثالث قام باركلاوس وهو الأسقف الثالث عشر فى تعداد أساقفة الاسكندرية بسيامة 20 أسقفا، ومنذ ذلك الحين حمل لقب " بابا الاسكندرية"، وكلمة " بابا" كما يرى بتلر مشتقة من الكلمة القبطية " بى آبا " أو " بى آبابا" وتعنى أبو الأباء أو رئيس الأساقفة.

     ويذكر يوحنا ذهبى الفم أن القديس مرقس كتب انجيله فى الاسكندرية.

     هذا وقد استشهد مرقس فى الاسكندرية بيد الوثنيين فى عيد الإله " سيرابيس" سنة 68م.

مدرسة الاسكندرية اللاهوتية:

     حينما جاء مرقس إلى الاسكندرية كانت مركزاً هاماً للثقافة الوثنية، وفى مدرستها ومكتبتها تخرج كثير من العلماء والفلاسفة- لذا اهتم مرقس بانشاء مدرسة مسيحية لاهوتية لكى ترد على الفكر الوثنى السائد كما يذكر يوسابيوس القيصرى وجيروم، وكان التعليم فى هذه المدرسة بنظام السؤال والجواب Catechism   وكانت تدرس فيها الى جانب العلوم الدينية: الفلسفة والمنطق والطب والهندسة والموسيقى. وأول مدير لها هو العلامة يسطس (الاسقف السادس فى تعداد أساقفة الاسكندرية).

     وكان مدير مدرسة الاسكندرية اللاهوتية يعتبر الشخصية الثانية بعد بطريرك الاسكندرية.

     ومن مديرى هذه المدرسة الفيلسوف أثيناغوراس (176م) والعلامه بنتينوس (181م) الذى بشر بالمسيحية فى الهند (سنة 190م) واليمن وساحل ملابار، واكليمنضس (190م) والعلامه أوريجانوس أشهر فلاسفة المسيحية وكتابها، والذى قضى 28 عاما فى دراسة الكتاب المقدس ومقارنة نسخه وترجماته كما أنه فسر غالبية أسفاره وهو يعد من علماء المدرسة الرمزية فى التفسير، ومن كتبه الشهيرة: هكسابلا- المبادئ – الرد على كلسوس – الصلاة، كما أنه بشر فى سوريا.

     ويضاف لهؤلاء العلماء: ديمديموس الضرير[6]، سرابيوس، ثاؤغنست، بيروس الملقب بأوريجانس الجديد، أو ميانوس، مركيانوس، بارو كلاس، ديونسيوس، ارخلاوس، مقار السياسى، روددن.

     وقال يوسابيوس القيصرى عن هذه المدرسة:" اشتهرت كنيسة الاسكندرية من عهد قديم بدار تعليم للعلوم القدسية، كان يتولى أمرها رجال عرفوا بقوة العارضة وتميزوا بالاجتهاد فى الصلاح والحث على التقوى" (ك  5 ف 10، ك 6 ف 18)

     وقد بدأ نجم هذه المدرسة اللاهوتية يأفل بعد مجمع خلقيدونية، وأخذت تضعف تدريجياً حتى تلاشت وأندثرت.

     نشأة الرهبنة فى العالم

      تأسست أول رهبنة فى العالم فى صحارى مصر على يد القديس أنطونيوس الكبير، الذى ولد فى قرية " قمن العروس" بجوار بنى سويف فى منتصف القرن الثالث الميلادى، وتذكر سيرته أنه فى سنة 269 عند استماعه للآية التى قالها المسيح:" اذهب بع كل مالك وتعال اتبعنى" ، باع كل ممتلكاته التى ورثها عن أبويه وانطلق الى الصحراء ليتعبد.

     وقد كتب القديس أثناسيوس سيرته التى ترجمة الى لغات عديدة، وكان لهذه السيرة تأثير كبير فى القديس أغسطينوس.

الكنيسة المصرية والمجامع المسكونية:

        لعبت الكنيسة المصرية أدواراً هامة فى المجامع المسكونية فى القرنين الرابع والخامس، وهذا يمكن ايجازه فى السطور التالية:

مجمع نيقية (325م)

     عقد للنظر فى بدعة آريوس الكاهن السكندرى الذى نادى بأن المسيح مخلوق، وأنه لم يكن إلهاً، بل هو كائن وسط بين الله والإنسان، شبه اله، خلق منذ البدء !!!

حضر هذا المجمع 318 أسقفا، ومن مصر حضره البطريرك الكسندروس( البطريرك التاسع عشر) وشماسه أثناسيوس( الذى صار بطريركا سنة 328م) [7] وفى هذا المجمع تم وضع قانون الإيمان من بدايته:" بالحقيقة نؤمن باله واحد.... وحتى: ليس لملكه انقضاء".

     مجمع القسطنطينية (381م)

              دعا لعقده الامبراطور ثاؤدوسيوس الكبير للنظر فى بدعة مكدونيوس أسقف القسطنطينية والذى نادى بأن الروح القدس مخلوق كمثل الملائكة ولكنه أسمى منهم، حضر هذا المجمع 150 أسقفا ومثل كنيسة مصر البابا تيموثاوس الأول بابا الاسكندرية وفى هذا المجمع وجهت اليه اسئلة عديدة من الحاضرين واعتبرت ردوده فتاوى شرعية، ونشرت فى المجلد (14) من مجموعة NICENE. POST NICENE FATHERS   وفى هذا المجمع وضع الجزء الأخير من قانون الايمان والذى يبدأ بـ " نعم نؤمن بالروح القدس الرب المحى المنبثق من الآب...".

مجمع أفسس الأول (431م):

     عقد للنظر فى بدعة نسطور أسقف القسطنطينية، الذى أنكر ألوهية السيد المسيح وقال إنه إنسان مملؤ بالبركة ولم يرتكب خطية، وقال نسطور أيضاً إن مريم العذراء لم تلد إلهاً، بل ما يولد من الجسد ليس إلا جسداً، وما يولد من الروح فهو روح، فالعذراء ولدت إنساناً عبارة عن آلة للاهوت.

حضر هذا المجمع 200 أسقف منهم البابا كيرلس الكبير بابا الاسكندرية [8] وحضره معه الأنبا شنودة الملقب برئيس المتوحدين.

وضعت فى هذا المجمع مقدمة قانون الإيمان:" نعظمك يا أم النور الحقيقى ونمجدك أيتها العذراء القديسة والدة الإله".

مجمع أفسس الثانى (449م) :

     نظر فى التماس أوطاخى رئيس أحد أديرة القسطنطينية والذى قال إن الناسوت تلاشى فى لاهوت المسيح وصار اختلاط وامتزاج وتغيير فى الاتحاد، حضره 150 أسقفاً، رأسه البابا ديسقورس. [9]

مجمع خلقيدونية (451م) :

     رفضت روما قرارات المجمع السابق، وتقرر حرم البطريرك ديسقورس[10] - ونتيجة لهذا المجمع انقسمت كنيسة الاسكندرية إلى قسمين:

قسم أيد مجمع خلقيدونية:

     واطلق على هؤلاء " الملكيين" نسبة للملك مرقيانوس ملك القسطنطينية والذى دعا لعقد المجمع المذكور، وظل هذا الاسم حتى انفصلت كنيسة القسطنطينية عن كنيسة روما فى القرن الحادى عشر حيث سمى:

     اتباع كنيسة روما بالكاثوليك ،  واتباع كنيسة القسطنطينية بالروم الأرثوذكس ، وكلا الكنيستين تعتقدان بأن للمسيح طبيعتان ومشيئتنان.

قسم رفض مجمع خلقيدونية:

     وهؤلاء هم الأقباط الأرثوذكس، وأنضمت لهم كنائس السريان والأرمن الأرثوذكس، وهذه الكنائس تعتقد بأن للسيد المسيح له المجد طبيعة واحدة ومشيئة واحدة.

     وفى الصفحات التالية سندرس بايجاز تاريخ قيام الكنائس الكاثوليكية وكنائس الروم والأرمن بمصر:

أولاً: الكنيسة الكاثوليكية:

     جاءت كلمة " كاثوليك" ومنها " الكثلكة" من الكلمة اليونانية "كاثوليكوس" بمعنى جامعة، لذا فان القول بالكنيسة الكاثوليكية يعنى الكنيسة الجامعة.

     ويقال إن كلمة " كثلكة" من الكلمات التى عرفت بعد الحملة الفرنسية على مصر (سنة 1798) وكتبها الشيخ عبد الله الشرقاوى شيخ الأزهر ورئيس ديوان القاهرة وقتئذ، نتيجة للتأثير الثقافى للحملة الفرنسية فى المصريين. [11]

     وكان الرأى السائد أن الكثلكة دخلت مصر فى أيام المعلم غالى (1775- 1882) والذى كان واحد من رجال الحكم فى أيام محمد على واعتبره البعض مؤسساً للكنيسة الكاثوليكية بمصر، لكن الدراسات الحديثة [12] بينت أن وجود الأقباط الكاثوليك بمصر يرجع لسنة 451م، إذ أنه عندما قرر مجمع خلقيدونية المنعقد فى نفس السنة خلع البابا ديسقورس بطريرك الأقباط الأرثوذكس، وقع على القرار أربعة أساقفة ومعهم بعض الكهنة وهم كانوا ضمن 17 أسقفاً مصرياً رافقوه فى حضور المجمع كما تقدم أربعة أشخاص من مصر بشكاوى ضده واسمائهم: ايسكيربون رئيس شمامسة الكنيسة الاسكندرية – سفرونيوس – تيودورس وأثناسيوس الكاهن ابن اخت القديس كيرلس، ولعل أساقفة الصعيد لم يكونوا كلهم فى صف البابا ديسقورس، ومن هنا انقسمت كنيسة الاسكندرية إلى قسمين:

قسم أيد البابا ديسقورس وأطلق عليهم اسم (أرثوذكس) وقسم آخر وقف ضده وأيدوا قرارات مجمع خلقيدونية وهؤلاء أطلق عليهم اسم (الملكيين) نسبة للملك مرقيانوس الداعى للمجمع ثم الكاثوليك وتعين لهم بطريرك هو الأنبا بروتيربوس ( سكندرى الأصل) أمر الامبراطور بتعينه محل البابا ديسقورس الذى قرر مجمع خلقيدونية نفيه، مما أغضب الأقباط الذين لا زال بطريركهم على قيد الحياة وحل محله هذا (الدخيل)، وقد قتل بروتيربوس سنة 458م وقام الأرثوذكس برسامة البطريرك تيموثاوس ايلير بطريركاً لهم، لكنه عامل الكاثوليك معاملة سيئة، فنفاه الامبراطور لاون الأول سنة 460م ورسم بطريركاً كاثوليكياً هو تيموثاوس سالوفاسيال، الذى لجأ إلى ديره بعد خدمة هادئة لمدة 15 عاماً، عاد بعدها تيموثاوس مرة أخرى وبعد سنة تقريباً أعيد سالوفاسيال لمنصبه، ومن هنا كان يوجد بطريركاً للأقباط الأرثوذكس وآخر للكاثوليك( الذين انضم لهم أنصار بيزنطة وأهل الاسكندرية المصطبغين بالصبغة اليونانية)، وظل اختيار البطريرك العوبة فى يد الأباطرة، فتارة كان ارثوذكسياً وتارة كاثوليكياً حسب الظروف السياسية ومعتقد الامبراطور، وحاول كثيرون من الأباطرة ابقاء الأرثوذكس تحت سيطرة البطريرك الكاثوليكى لكن الامبراطور زينون (474- 491م) حاول حل الخلاف بطريقة ترضى الطرفين سميت " Heotique " ثم أشار الامبراطور هرقل (610- 641) لحل آخر " Ecthese " وقد اعترف الاكليروس ضمنيا بالحل الأول وانكر بابا روما الحل الثانى إذ كان فيه ما يخالف العقيدة الكاثوليكية ورفض الأرثوذكس الحلين إذ أنهم لا يريدون عودة العلاقات مع الامبراطور. وحاول البطريرك قيرس " Cyrus " (الذى يسميه البعض المقوقس) إرغام ا؟لأرثوذكس على قبول حل " Ecthese" فاعتبره الأرثوذكس عدواً للمسيح وسميت هذه الفترة بالرعب الكاثوليكى، وبعد عودة البابا بنيامين (623- 662م) للكرسى المرقسى بعد الفتح العربى ظل كرسى البطريرك الكاثوليكى شاغراً حوالى 75 عاماً، حتى أمكن للكاثوليك انتخاب بطريرك لهم فى أثناء ولاية عبد العزيز بن مروان ولما استقلت الكنيسة البيزنطية عن الكنيسة الرومانية سنة 1054 حاولت اخضاع بطريركتى الاسكندرية و أورشليم لها، وفى بداية القرن الثالث عشر كان البطريرك الكاثوليكى يونانى الجنسية يدعى مرقس الثانى ومتأثراً كثيراً بالفكر البيزنطى، فكتب إلى تيودورس بلسمون البطريرك الأنطاكى الشرقى المقيم فى القسطنطينية يسأله عما إذا كان الطقس القبطى المنسوب للقديس مرقس يمكن اتباعه، فرد عليه الثانى بأن كنيسة القسطنطينية لا تقر هذا الطقس ويجب أن تتحد كل الكنائس فى طقوسها مع القسطنطينية، وتقيم القداسات حسب الطقوس التى وضعها القديسين يوحنا ذهبى الفم وباسليوس فتنكر البطريرك الأول للطقس القبطى وتبعه الكاثوليك اليونانيون فاستاء الأقباط الكاثوليك من ذلك وانضم عدد منهم للأرثوذكس وتمسك البعض الآخر بطقوسه وعقيدته. وبدأ النفوذ الكاثوليكى يتضاءل، لكنهم استطاعوا فى العصر المملوكى لفت نظر أوربا إليهم، وقد عاملهم المماليك ثم العثمانيون معاملة خاصة ترجع لبعض الأسباب الاقتصادية.

     القديس فرنسيس الأسيسى فى مصر:

     حينما وصلت الحملة الصليبية بقيادة لويس التاسع إلى مصر وحوصرت عند دمياط جاء القديس فرنسيس الأسيسى ليوبخ أفراد الحملة على أعمالهم وكان ذلك سنة 1219م والتقى القديس  بالملك الكامل ابن الملك العادل الأيوبى والذى أعجب بشجاعة القديس وقربه إليه واستضافه بضعة أيام وقدم له بعض المنح والهدايا والتى لم يقبل منها القديس إلا قرناً من العاج، وأعطاه الملك أيضاً تصريحاً بزيارة الأماكن المقدسة والوعظ فى أنحاء البلاد، ونتيجة لهذه الزيارة صار الملك الكامل يشفق على المسيحيين ويعاملهم بمحبة، وبعد الحرب أطلق سراح الأسرى المسيحيين وتصدق على فقرائهم وأذن للرهبان الفرنسيسكان بالإقامة والوعظ[13]  ويعتبر البعض عام 1219 هو بداية خدمة الآباء الفرنسيسكان بمصر.[14]  

    

     وكان الرهبان الفرنسيسكان يأتون إلى مصر بين الحين والآخر لخدمة أبناء القنصليات التجارية بمصر وكانت نسبة كبيرة منهم من : جنوا – البندقية – النمسا، ومن أهم مراكز الخدمة الروحية التى خدموا بها: مصر القديمة (كان بها دير للفرنسيسكان، لكن القداسات كانت تقام بكنيسة القديس أبى سرجه للأقباط الأرثوذكس)- درب الجنينه بالموسكى – كنيسة سانت كاترين بالاسكندرية . ويرجع المركزين  الآخرين لعام 1636 [15]

     وفى سنة 1666م تأسس دير فى أخميم، ثم بنيت خمس كنائس للفرنسيسكان، و تعمق الفرنسيسكان فى خدمتهم بالاتجاه جنوباً وحاولوا الوصول إلى الحبشة والتى بدأت مفاوضتهم مع امبراطورها سنة 1671 لكنهم لم يوفقوا فيها، وفى سنة 1696 تقريباً انقسم الآباء الفرنسيسكان فى مصر إلى جماعتين:

  • جماعة حراسة الأراضى المقدسة: تضم المرسلين القادمين من القدس- حيث كانت خدمتهم قد بدأت هناك منذ حوالى 1330م وانطلق بعضهم خارج القدس للخدمة، وقد اختصت هذه الجماعة بالخدمة فى الوجه البحرى.
  • جماعة الفرنسيسكان المصريين بالصعيد: اختصت هذه الجماعة بالخدمة بالوجه القبلى.

     وكان هناك كهنة من الآباء الفرنسيسكان فى الاسكندرية والقاهرة وأسيوط وأخميم، وكانوا إما مندمجين بالجاليات الكاثوليكية الأوربية ( فى القاهرة و الأسكندرية) أو يكونون جماعات منطوية على نفسها (فى الصعيد).

     ألآباء الفرنسيسكان والأقباط الكاثوليك:

     بعد ما تعرف الآباء الفرنسيسكان على الأقباط الكاثوليك بشكل واضح قرر مجمع انتشار الإيمان انشاء (نيابة رسولية) فى سنة 1687 – وفى 13 يوليو 1732 قرر مجمع انتشار الإيمان وضع الأقباط الكاثوليك ( لقلة عددهم) تحت رعاية بطريرك أنطاكية للكاثوليك.

     ولما أنضم الأنبا أثناسيوس مطران القدس للأقباط الأرثوذكس، للكنيسة الكاثوليكية سنة 1739، عينه البابا بنديكتوس الرابع عشر أول نائب رسولى للأقباط الكاثوليك ( أغسطس 1741- يونيو1744)  وكان عدد الأقباط الكاثوليك فى ذلك الحين نحو 2000 نسمة.

     ومنذ 1696 أخذ الأب فرنسيس ماريادا ساليمى رئيس ارسالية الآباء الفرنسيسكان بمصر ينادى بضرورة تعليم كهنة كاثوليك مصريين مما دعا للتفكير الجاد فى انشاء معهد اكليريكى بمصر.

     وقام الأب بنديكتوس داتيانو وهو أحد النواب الرسوليين الكاثوليك بايفاد بعض المصريين الذين لديهم رغبة فى الخدمة الكهنوتية للدراسة بكلية أوربانوس التابعة لمجمع انتشار الإيمان [16]، وقد سافرت أول بعثة إلى هناك سنة 1724 وضمت كل من روفائيل الطوخى ويسطس المراغى، وسافرت بعثة ثانية فى العام التالى ضمت كلا من: ميخائيل بشيرى – بشاى بليطى – أبو الخير بشاره وغيرهم.  وبعد عودة هؤلاء من روما كانوا يقومون بخدمة الأقباط فى كنائس الفرنسيسكان كما كانوا يقيمون بنفس المساكن التى يقطنها الآباء الفرنسيسكان وبذلك استطاعوا تكوين أكليروس قبطى كاثوليكى يخدم العدد المتزايد من الأقباط الكاثوليك، وفى سنة 1893 تنازل الآباء الفرنسيسكان عن حوالى ثلث كنائسهم للأقباط الكاثوليك.  وكانت مسئولية رعاية الأقباط الكاثوليك ملقاة بعض الوقت على رؤساء الآباء الفرنسيسكان ومنهم:

الأب يعقوب زريماس (1748- 1751م) – الأب بولس دانيونا ( 1751- 1757م)

  • الأب يوسف فرنسيس (1757- 1761)

     وقد تولى منصب النائب البطريركى الرسولى للأقباط الكاثوليك بعد الأسماء سالفة الذكر كل من:

  • الأنبا أنطونيوس فلايفل (1761- 1774)
  • الأنبا روفائيل ميخائيل الطوخى (1761- 1787)
  • الأب روكسى قدسى ( 1780- 1781)
  • الأب يوحنا الفراررجى (1781- 1785)
  • الأب بشاى نصير (1785- 1787)
  • الأب مكيلانجو باتشلى( 1787- 1788)
  • الأب متى الرقيطى( 1788- 1821)
  • الأنبا مكسيموس جويد (1821- 1831)
  • الأنبا تاوضروس أبو كريم ( 1832- 1854 أو 1855 كما تذكر بعض المصادر)
  • الأنبا أثناسيوس خزام (1855- 1864)[17]، وفى أثناء تولى هذا النائب الكرسى الكاثوليكى بدأ العمل الإنجيلى فى مصر. ومن ثم فانه يجدر بنا أن نلقى بعض الضوء على فترة خدمته:[18]

     اهتم هذا الأسقف بالعمل الرعوى وكان يتفقد شعبه فى مختلف نواحى البلاد بصفة دائمة وبعد عودته من زياراته إلى مقره كان يحرر رسالة رعوية يضمنها ما رأى وما سمع ويعطى بعض النصائح تارة بالنصح واللين وتارة بالشدة.

     ومن هذه الرسائل رسالة بعث بها إلى الكهنة، سلمت فى 10 يناير 1863 بعنوان : " إعلام إلى أولادنا الكهنة بكنيسة أخميم وباقى كنائس الصعيد" نقتبس منه التوجيهات التالية:

  • يجب على الكهنة أن يهتموا بتلقين حقائق الدين المسيحى للأطفال وأن يفسروها لهم كل يوم أحد، وأن يفصلوا الأولاد عن البنات. فالتعليم يعتبر من أهم واجبات الكهنوت.
  • يجب على الكهنة أن يلقوا العظات على الشعب كلما يكون زمن الصوم والمواسم والمناسبات.
  • يجب على الكهنة أن يتفقدوا أفراد الشعب ويزوروهم، وأن يتحاشوا التردد على أمكنة دون غيرها، وألا يميزوا بين الفقراء والأغنياء، ويجب ألا تكون الزيارة فى أوقات غير مناسبة أو غير ضرورية... ويدور الحديث عن الروحيات، ويجب تجنب الحديث عما هو ليس من اختصاص الكاهن ولا سيما الأمور الشخصية والمالية.
  • يجب أن يداوم الكاهن على البحث وعلى درس علم اللاهوت الأدبى، ويخصص لذلك على الأقل نصف ساعة يوميا.
  • ويجب على الكاهن أن يهتم بحث النفوس على نبذ العوائد والتقاليد الشريره مثل " الألاعيب" والأغانى الدنسة فى أثناء الأفراح والولائم، والالتجاء إلى السحرة واستعمال الكتابات والأحجبة الشيطانية، فلا يتساهل الكاهن فى ذلك ويعمل على منع حدوث هذا بين النفوس. فيجدب أن يرشد ويوبخ ويعاقب إذا أقتضى الأمر.

      والجدير بالذكر أن الأنبا أثناسيوس خزام، تقاعد بسبب المرض، فعين الأب أغابيوس بشاى نائباً رسولياً منتدباً (وذلك لمساعدة الأنبا أثناسيوس) فى سنة 1864، وبعد نياحة الأنبا أثناسيوس فى 17 فبراير 1865، عين الأنبا أغابيوس نائباً رسولياً خلفاً له بقرار صدر فى 15 يناير 1866.  

     الروم الكاثوليك:

     عاش فى مصر فى القرون الأولى للمسيحية بعض الروم الملكيين، وفى أوائل القرن الثالث عشر كان عددهم قليلاً... [19]

     وبدأ من جديد توافد بعض العائلات التى تنتمى لطائفة الروم الكاثوليك من سوريا إلى مصر سنة 1724م بسبب اضطهاد البطريرك سلفسترس القبرصى لهم، ونزل كبار التجار والحرفيين منهم بمدينة دمياط والتى كانت ميناء مصر الأول وقتئذ، ومع نجاحهم فى العمل بهذه المنطقة لحق بهم بعض أقاربهم. ثم انتقل بعضهم من دمياط إلى القاهرة وبعض المدن الأخرى كرشيد وطنطا والمنصورة والاسكندرية، ونظراً للدقة التى تميزوا بها وخاصة فى الأنشطة التجارية، فقد أوكلت الدولة لأشخاص منهم لا سيما ميخائيل فرحات، ميخائيل الجمل ، يوسف البيطار، انطون قسيس فرعون أمر الجمارك و ظلت هذه المسئولية فى أيديهم قرابة النصف قرن (استمرت حتى أيام محمد على الكبير) ، كما اتسع نشاطهم التجارى فى الداخل والخارج ونظراً لأن هؤلاء التجار قد قدموا من دمشق الشام فقد أطلق عليهم اسم " التجار الشوام".

     وقدم إلى مصر مع هذه العائلات بعض الكهنة ( وكان الكهنة هم هدف الاضطهاد المشار إليه) ومن الذين جاءوا منهم إلى مصر: الخورى فضل الله فضيل – الآب إلياس فرعون- الأب ابراهيم فرعون- الخورى يعقوب كساب ( وهم من دمشق) والأب يوحنا قسطنطين ( من حلب) .  وكانت العائلات المقيمة بالقاهرة تتردد مع هؤلاء الكهنة على كنيسة الفرنسيسكان منذ 1750. وقد رحب بخدمتهم بطاركة الاسكندرية اليونانيين: صموئيل كباسيلا Capasoulis  ( 1724م) – قزما الثانى (1724-1737م) – قزما الثالث (1737- 1746م) ولما خلفهم البطريرك متى (1746- 1766م) وقف ضدهم وحرض المماليك للقبض على كثيرين منهم حتى اضطر كل منهم لدفع فدية تصل إلى ما قيمته 225 ألف فرنك ذهب.  وكان بعض الروم الكاثوليك يفضلون الصلاة بكنيسة الروم الأرثوذكس بسبب وحدة الطقس بينهما. وبوفاة الكهنة الذين جاءوا مع العائلات الأولى طلب أفراد الطائفة من البطريرك الأنطاكى كيرلس طاناس وبموافقة الآباء الفرنسيسكان أن يبعث بكهنة لهم وبالفعل أرسل بعض الكهنة من رهبان دير المخلص، وكان الكهنة يقيمون بمنازل بعض الخاصة بما سمى بنظام (الدور) إلى أن الغى البطريرك مكسيموس مظلوم هذا النظام سنة 1837. وقد أصدر البابا بندكتوس الرابع عشر براءة بعنوان ( لما قلد الرب  Demandatam) الحقت بمقتضاها طائفة الروم الكاثوليك فى مصر وأورشليم بكرسى أنطاكية الملكى( الجدير بالذكر أن نظام كنائس الروم أو الكنائس الانطاكية فى الشرق الأدنى يقوم على ثلاث بطريركيات: الاسكندرية، أنطاكية، أورشليم. وهذا النظام قائم فى الفرع الأرثوذكسى، أما الفرع الكاثوليكى فنظراً لقلة عدد أفراده فى الاسكندرية وأورشليم فقد ضما للبطريركية الأنطاكية فصار لهما بطريرك واحد وقد أخذ البطريرك لقبه المثلث منذ سنة 1834).

     ومنذ 1772 تأسست خورنات خاصه بالروم الكاثوليك ومنفصلة عن الآباء الفرنسيسكان وذلك فى القاهرة ثم دمياط فالاسكندرية. وأما تنظيم الطائفة بالقاهرة، فيرجع الفضل فيه للخورى اسطفانوس نعمة وبمعاونة الكونت أنطون ابن الأب ابراهيم فرعون وكان الكونت أنطون ملتزماً للجمارك ومسئولاً عن مالية الديوان عند المماليك، وهو الذى أقام أول كنيسة للروم الكاثوليك بمصر فى غرفة كبيرة بمنزل له بمصر القديمه وإلى جوارها أقام مدافن الطائفة. كما كلف شقيقه يوسف باستئجار دار فى دمياط لإقامة كنيسة بها، فاستأجر من وقف خفاجة داراً كانت تسمى البارجة، جهز بها غرفة لتكون كنيسة، وفى سنة 1835 طلب أفراد الطائفة بالقاهرة رسامة أسقف لهم ، ونظر فى هذا الأمر سنودس الطائفة ابان انعقادة فى عين تراز الذى أبقاهم تابعين للبطريرك مباشرة لكنه عين لهم نائباً بطريركياً وهو توما قيومجى (1835- 1836). ولما تولى الكرسى الأنطاكى البطريرك مكسيموس الثالث مظلوم جاء إلى مصر وقضى بها من 1836- 1840 واختار الأب يوسف ( فلابيانوس) الكفورى من الرهبنة الشويرية وقام بسيامته نائباً بطريركياً عنه بالاسكندرية فى  5/ 7 / 1837 ( ظل فى هذا المنصب حتى 1859) كما أسس ثلاث كنائس فى: درب الجنينه ( الكاتدرائية القديمة أو كنيسة سيدة النياح، وتم بناؤها فى المدة من 1838- 1840) وكنيسة القديس جاورجيوس بالرضوانية (الأزبكية) سنة 1838 وكنيسة أخرى باسم النبى إلياس ببولاق – وجاء مرة ثانية لمصر سنة 1854 حيث بدأ فى الاعداد لبناء مقر للبطريركية وكنيسة بالاسكندرية إلا أنه توفى سنة 1855 قبل أن يستكمل مشروعه وتم دفنه خلف الهيكل الكبير بكنيسة سيدة النياح بدرب الجنينه. وتم بناء كاتدرائية الاسكندرية  فى عهد البطريرك غريغوريوس يوسف سنة 1865 وقد تولى منصب النائب البطريركى للروم الكاثوليك بعد النائب سالف الذكر: يوانيكيوس مساميرى (1860) وأغسطينوس فتال، وأثناسيوس ناصر (1879- 1902) وقد عاصر النائبان الأخيران بداية الخدمة الإنجيلية فى مصر.

الكلدان الكاثوليك :

     الكلدان هم الذين ينتمون جغرافياً إلى بلاد كلدوأور وهى المسماة فى الكتاب المقدس باسم أور الكلدانيين وفيها ولد إبراهيم ومنها خرج اطاعة لدعوة الرب وذهب إلى حاران ثم كنعان، وموقعها الآن هو ما بين نهر دجلة والفرات. ويقال إن المسيحية وصلت إلى هذه المنطقة أولاً عن طريق المجوس الذين جاءوا وسجدوا للرب يسوع عند مولده وقدموا له هداياهم – ثم كرز فيها بعد ذلك القديس توما وتلميذاه آدى ومارى – وكان هناك بعض الكلدانيون ممن سمعوا الرسل بعد حلول الروح القدس عليهم (أع 2: 9). وقد آمن الكلدان ببدعة نسطور الذى كان كاهناً فى أنطاكية ثم نصب بطريركاً فى سنة 428م، والذى قال بأنه ما دام للمسيح طبيعتان: طبيعة إلهية وطبيعة انسانية فان كل طبيعة يقابلها أقنوم على حدة: أقنوم إلهى وأقنوم إنسانى، وأن الأقنوم الإلهى لم يتجسد كما أن الأقنوم الإنسانى ليس إلهاً، وبما أن السيدة العذراء هى أم الأقنوم الإنسانى فهى ليست أم الله وفى عيد الميلاد (سنة 429م) أعلن بأن من يعتبر العذراء مريم أم الله فكأنه يبرر خرافات الوثنيين الذين كانوا يعتقدون بوجود أمهات لآلهتهم. ولذا عقد مجمع أفسس برئاسة البطريرك الاسكندرى كيرلس عمود الدين فى سنة 431م، وقرر المجمع عزل نسطور ونفيه، ومن منفاه أخذ يدافع عن هرطقته وينشرها، وفعلاً انتشرت فى العراق والهند. وقد أعتنق ملوك فارس هذه العقيدة واعتبروها العقيدة الرسمية لبلادهم، وقبل انتهاء القرن الخامس انفصلت كنائس تلك البلاد عن روما، وتكونت الكنيسة النسطورية والتى مازالت فى بعض البلاد كالعراق وملابار بالهند، وقد ازدهرت هذه الكنيسة فى أعوامها الأولى فكان يتبعها عشرات الملايين فى 230 أبروشية بها نحو 200 دير.

     ومنذ النصف الثانى من القرن الثالث عشر بدأت محاولات الكلدان للعودة للكنيسة الكاثوليكية الأم (روما) وقد اعتنق أحد بطاركة بغداد النسطورين المذهب الكاثوليكى عن طريق الآبياء الدومنيكان سنة 1233، وقامت بعض المباحثات بشأن الوحدة مع روما سنة 1340 ثم ابان انعقاد مجمع فلورنسا سنة 1445.

     وفى سنة 1551 تضرر بعض النساطرة من تعيين البطريرك سمعان الثامن وانتخبوا بدلاً منه البطريرك حنا سولاكا وقد اعتمد بابا روما انتخاب الأخير- وفى سنة 1830 عين البابا لاون الثانى عشر البطريرك حنا هرمز بطريركاً للكلدان الكاثوليك ومقره فى الموصل- وفى سنة 1900 انضم إلى روما كثير من الأساقفة والعلمانيين النسطوريين.

    

الكلدان الكاثوليك فى مصر:

     يذكر توما المرجى أنه كان بمصر أسقف كلدانى فى سنة 745 وسنة 987 وسنة 1013 ولما قل عدد الكلدانيين بمصر نقل الأسقف إلى بلاد فارس ثم أعيد إلى مصر سنة 1063م.

وظل عدد الكلدان يتضاءل وهاجر بعضهم من مصر ثم بدأوا العودة إليها فى القرن التاسع عشر. وعند قيام الكنيسة الإنجيلية لم يكن لهم نائب بطريركى بمصر.

الموارنة الكاثوليك :

 

     جاء فى بعض الوثائق الخطية أنه كان هناك " موارنة " بمصر فى القرن السابع عشر، وبدأ عددهم يتزايد فيما بعد- وقد لاحظ بعض رهبانهم المسافرون إلى روما فى أثناء مرورهم بالموانى المصرية حاجة الطوائف الشرقية إلى كهنة شرقيين ولو من غير طقسهم، وجاء أول كاهن مارونى لمصر فى 17/ 6/ 1745 وهو القس موسى هيلانه الشامى، وكانت بداية العنمل المارونى فى دمياط ومنها جاءوا للقاهرة.

     بنى أول دير لهم بالقاهرة سنة 1833، ثم امتد العمل إلى الزقازيق سنة 1860، فالاسكندرية وطنطا ومنطقة القناة والمنصورة.

     أسس الموارنة جمعية خيرية سنة 1880- ولهم مدرستان بالقاهرة إحداهما بالظاهر بنيت فى سنة 1906 والأخرى بمصر الجديدة.

     يبلغ تعدادهم الآن نحو 6500 نسمة موزعين فى القاهرة والاسكندرية والمنصورة وطنطا والمحلة الكبرى ومنطقة القناة.

      الرهبانات الكاثوليكية التى عملت بمصر قبل الخدمة الإنجيلية

 

رهبنة أخوة المدارس المسيحية ( الفرير)

     بدأت خدمتها بمصر فى الاسكندرية بمجئ أربعة من أعضائها سنة 1847، أسسوا مدرسة مجانية بدعوة من أول قاصد رسولى عمل بمصر وهو المطران بريتوغواسكو (1839 – 1859) وبناء على طلب ملح من الآباء الفرنسيسكان جاءوا إلى القاهرة حيث أسسوا مدرسة فى درب الجنينة بالموسكى بدأت فى 15/ 2/ 1854.

     أسسوا مدرسة القديس يوسف بالخرنفش سنة 1858 – وتوالت فيما بعد

 مدارسهم.

رهبنة بنات المحبة ( راهبات القديس منصور دى بول)

     بدأت فى مصر سنة 1844 بمجئ 7 راهبات.

 

راهبات الراعى الصالح :

     بدأت بمجئ 5 راهبات فى 6/ 1/ 1845 أقمن بالموسكى ثم انتقلن إلى شبرا حيث أسسن ملجأ وديراً ومستوصفاً ومدرسة على مساحة حوالى 11 فداناً ممنوحة من الخديوى اسماعيل فى سنة 1862.

     وفى سنة 1863 دعا فرديناند دلسبس هذه الرهبنة لادارة مدرسة ومستشفى ببورسعيد.

الروم الأرثوذكس:

      هم الذين أيدوا مجمع خلقيدونية، وكان لهم منذ انعقاد هذا المجمع بطريرك بالاسكندرية إلى جانب بطريرك الأقباط الأرثوذكس.

     من أقدم كنائسهم فى مصر كاتدرائية مارسابا بالاسكندرية وترجع لما قبل القرن السابع ( القديس مارسابا الذى تنسب له هذه الكنيسة ولد فى كبادوكية سنة 439م، ترهب وعمره 18 سنة، جاء للأسكندرية سنة 518، توفى سنة 532) وكانت كاتدرائيته هذه يزورها زوار الأراضى المقدسة ضمن برنامج رحلتهم وعاش فيها بعض الرهبان اليونانيين المترهبين على نظام القديس باسليوس الكبير، وكان عددهم سنة 1701 نحو 20 راهباً.

     وكان عدد كبير من الروم الأرثوذكس يقيمون فى دمياط، ولا زالت بها كنيسة قديمة لهم عمرها أكثر من ألف عام ، جددت فى عهد البطريرك أبرومثيوس سنة 1845 وأعيد ترميمها بعد مائة عام.

     وقال الرحاله فانسليب الذى زار دمياط سنة 1672 إن الاغريق هم أكثر مسيحى المدينة عددا ، وهم نحو 200 أسرة، ولهم كنيسة مركز الأسقفية، بينما لا يوجد من القبط غير ثمانى أسرات. وفى المكتبة البطريركية بالاسكندرية مخطوطة للعهد الجديد، نسخها ثيوليبتوس مطران ليبيا فى أثناء إقامته فى دمياط سنة 1382. [20]

     وجاء إلى رشيد حوالى سنة 1645 بعض الروم الأرثوذكس (من كريت)، ومع تزايد عددهم نصب لهم مطران هناك، ولا زال فى رشيد دير لهم به كنيستين.

     ومن أقدم كنائسهم بالقاهرة كاتدرائية القديس نيقولاوس بالحمزاوى ( مقر البطريركية الآن) وترجع للقرن الخامس عشر كما ذكر تقى الدين المقريزى، ودير مارجرجس بمصر القديمة والذى بنى سنة 848م.

     وكان بطريرك الروم يقيم فى القسطنطينية لمدة طويلة وكان يعين وكيلاً له بالاسكندرية ومنذ 1826 بدأ البطريرك يقيم فى الاسكندرية.

     قامت علاقات طيبة بين الروم والأقباط الأرثوذكس فى عهد البابا كيرلس الرابع لدرجة أن بطريرك الروم فى رحلة له إلى استانبول لمدة ستة شهور، ترك أمر رعيته لبطريرك الأقباط الأرثوذكس [21].

     وتوجد نسبة كبيرة من الروم الأرثوذكس العرب فى مصر، وقد نزحوا أصلاً من سوريا ولبنان بعد الحملة الفرنسية [22]، وقد لجأ كثيرون منهم للانضمام إلى كنائس الروم الكاثوليك بمصر حيث تقترب معهم فى الطقوس. إلى أن تأسست كنائس خاصة بالروم الأرثوذكس العرب. ويتركز الروم العرب فى القاهرة والاسكندرية وطنطا وبورسعيد[23].

     وبطريركية الاسكندرية للروم الأرثوذكس (ومقرها الآن بالقاهرة) تتبعها أبروشيات الخرطوم وطرابلس (ليبيا) وأفريقيا الوسطى وأكرا وجوهانسبرج وسالزبوى (روديسسيا) وكيب تاون وأديس أبابا ودار السلام والقاهرة والاسكندرية وطنطا والاسماعيلية وبورسعيد.

     ويبلغ عدد كنائس الروم الأرثوذكس فلاى مصر حاياً 55 كنيسة، منها 17 بالاسكندرية، و 14 بالقاهرة. ولهم معهد للدراسات الشرقية ومكتبة ضخمة بالاسكندرية. ووقت بداية الخدمة الإنجيلية كان العمل جارياً فى إقامة كنيسة الايفنجليسموس بالاسكندرية والتى أرسى حجر الأساس لها فى 16/ 11/ 1847. وكرست فى 25/ 3/ 1856.

الأرمن :

     يرجع تاريخ وجود الأرمن فى مصر إلى سنة 32 ق. م عندما ألقى مارك أنطونى القبض على الملك الأرمنى Ardavazt  وأحضره مع أسرته ورجاله بلاطه للأسكندرية، وهناك سجنته كليوباتره لمدة حوالى ثلاثة شهور ثم أعدمته، لكن رجاله بقوا بمصر وكونوا جالية أرمينية بها[24].

     وجاء إلى مصر فى القرن الأول الميلادى بعض أفراد حاشية الملكة Helena ملكة الأرمن بالقدس، لشراء قمح من مصر، نظراً لوجود مجاعة فى فلسطين وقتئذ، وبقى بعضهم فى مصر بعد المجاعة وانضموا للجالية الأرمينية الموجودة بها.

     وفى القرن الخامس الميلادى والذى ازدهر فيه الفن والأدب الأرمنى جاء عدد من الأرمن إلى مصر. ونظراً لأن الأرمن كانوا من أوائل الشعوب التى أعتنقت المسيحية حيث بشرهم بالمسيحية القديس برثلماوس الرسول- ولكن يبدوا أنهم ارتدوا إلى الوثنية بعد القرن الأول، لكن هداهم إلى المسيحية مرة أخرى القديس غريغوريوس الأرمنى الذى ولد حوالى سنة 257م- فقد شيدوا بعض الأديرة فى الاسكندرية وسيناء فى القرن الرابع الميلادى، وذكر أبو صالح الأرمنى والمقريزى أنه كان للأرمن فى مصر حوالى 35 كنيسة وديراً وكان أحد أبواب القاهرة باسمهم.

     وفى القرن العاشر الميلادى زار مصر كاثوليكوس جريجورى الثانى، وفى هذه المناسبة قدم أبو النجم بدر الجمالى وزير الخليفة المستنصر بالله وهو أرمنى الأصل- كما تذكر بعض المراجع- بعض الكنائس للأرمن ولا سيما كنيسة العذراء بحارة زويلة( فى سنة 1076م) و كنيسة مارجرجس بدير الخندق (سنة 1084م) وبنيت بعد ذلك كنائس باسم مارجرجس فى : الجيزه – قرب جرجا – قرب البساتين بالقاهرة وكان لهم دير وبعض الكنائس قرب أسيوط وأقام بعض رهبانهم فى الدير الأبيض بسوهاج. [25]

     وقد شغل الأرمن فى العصر الفاطمى بعض المناصب الهامة فى الدولة، وبرز منهم الأفضل وتاج الدولة بهران وزير الحافظ، غير أن الأرمن فقدوا كثيراً من نفوذهم فى أيام الدولة الأيوبية وهدمت بعض كنائسهم وأديرتهم.

   ولما تولى محمد الحكم عين بوغوص (بك) يوسفيان الأرمنى وزيراً للخارجية ثم مستشاراً له ( وبجهوده منح محمد على للأرمن الأرثوذكس أرضاً لبناء كنيسة بالاسكندرية)، وكان نوبار باشا وهو أرمنى أيضاً أول من ألف وزارة مصرية بتكليف من الخديوى اسماعيل وذلك فى 28 أغسطس 1878 ثم فى سنة 1884 [26] وفةى عهد توفيق شغل داكران باشا دابرو منصب وزير الخارجية.

     وقد اهتم الأرمن بالتعليم فأسسوا مدرسة سنة 1828 باسم مدرسة يغيزاريان ( بحارة زويلة بالقاهرة) ثم تأسست مدرسة أخرى أكبر باسم مدرسة خورنيان سنة 1854 بجوار كنيسة السيدة العذراء بدرب الجنينة، وقد قرر مجلس الجالية الأرمنية برئاسة داكران باشا دابرو تغيير اسمها إلى : مدرسة كالوسديان. وهاتان المدرستان كانتا قائمتين عند بداية العمل الإنجيلى.

 

     والجدير بالذكر أن الأرمن يهتمون بمدارسهم على اعتبار أنها تحفظ لأبنائهم تقاليد وعادات الأرمن. ويعد أبو صالح الأرمنى صاحب أشهر كتاب عن تاريخ الكنائس والأديرة القديمة فى مصر، وقد رجع إليه المقريزى عند كتابة " خططه" فى الفصل الخاص بالكنائس والأديرة فى مصر.

     وللأرمن الأرثوذكس بمصر مطرانية تتبع بطريركية ( اتشميازين) Etchmiazzine ومعنى هذا الاسم: المكان الذى نزل فيه الابن الوحيد- وكان مطران الطائفة عند بداية العمل الإنجيليى هو المطران جبراييل (1830- 1867)

 

الأرمن الكاثوليك:

     نظمت هذه الطائفة فى مصر سنة 1734 وبنيت أولى كنائسها سنة 1737 على اسم القديس غوريغوريوس المنور وأول كاهن خدم فيها يدعى الأب يعقوب. ومنذ 1753 تولت أمر الطائفة جمعية دير بزمار ( قرب بيروت)، وقد استطاع الأب ستيفان ايوازيان ( 1820- 1837) شراء قطعة أرض فى منطقة مصر القديمة بنى على جزء منها كنيسة على اسم السيدة العذراء. كما أقيمت كنيسة ثانية باسم القديس غوريغوريوس المنور فى درب الجنينة بالموسكى، وكانت هذه الكنائس قائمة وقت بداية العمل الإنجيلى ، وكان مطران الطائفة وقت بداية العمل الإنجيلى أيضاً هو بغوص عطاريان( 1849- 1866) وهو أول مطران للطائفة بمصر. وقد كان لبعض الشخصيات من الأرمن الكاثوليك دورهم فى الحياة السياسية ومنهم كوسروف شراكيان (1808- 1837) الذى كان سكرتيراً لمحمد على ومترجماً له، وأرتين (بك) شراكيان (1800- 1859) والذى كان وزيراً للخارجية ووزيراً للتجارة.

السريان:

     تتفق الكنيسة القبطية الأرثوذكسية مع الكنيسة السريانية ( اليعقوبية نسبة إلى القديس يعقوب البرادعى) فى العقيدة، منذ منتصف القرن الثالث الميلادى، وهناك رسائل متبادالة بين بطاركة الكنيستين. ومن أولى المكاتبات رسالة دينسيوس البطريرك الاسكندرى الرابع عشر (247- 264م) إلى البطريرك الأنطاكى فابيوس.

     ثم جاء البطريرك الأنطاكى مار ساويرس هرباً من الامبراطور جستنيان وأقام نحو 28 عاماً فى مصر ابتداء من 516م [27]. وقد قدم إلى مصر فى القرنين الثالث والرابع قليل من السريان، وفى القرن السابع قرب الاسكندرية جالية سورية.

     والجدير بالذكر أن أربعة من بطاركة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية من السريان، هم:

البابا سيمون الأول (692- 700م)

البابا ابرآم بن زرعة ( 975- 978م)

البابا مرقس الثالث ( 1166- 1189م)

البابا يوأنس العاشر ( 1363- 1369م) والذى لقب بالمؤتمن الشامى

     وجاء إلى مصر عدد كبير من الرهبان السريان وأقاموا فى أديرتها، وإليهم نسب اسم " دير السريان" بوادى النطرون واسمه الأصلى " دير السيدة العذراء". ومن الرهبان السريان الذين أقاموا فى مصر الراهب توماس الهرقلى الذى نقح الترجمة السريانية للعهد الجديد استناداً إلى المخطوطات اليونانية.

     وهناك عدد من القديسين السريان الذين لهم مكانتهم فى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، منهم: القديس يعقوب البرادعى – القديس مار آفرام السريانى – القديس ماروتا – القديس يعقوب السروجى – القديس فليكسينوس المنجى (أسقف ببح)

     وحالياً يوجد عدد قليل من السريان الأرثوذكس فى القاهرة والاسكندرية – ويتولى أمور هذه الطائفة نائب بطريركى.

 

[1]  يقال إن الملك الذى خدمه يوسف فى مصر هو أييبى أو أبوفس آخر ملوك الهكسوس والذى عاصر الملك المصرى سقنن رع الثالث (1605- 1591 ق.م) كما يرى البعض أن يوسف جاء فى عهد ملك الهكسوس خيان ( الريان بن الوليد) – وقد كشف العالم الأثرى مريت عن اسم الملك أييبى المشار اليه منقوشا على أحد آثار صان الحجر بالشرقية، كما وجدت كتابة على مقبرة عائلية لشخص يدعى " بابا" تشير الى حدوث جوع لمدة 7 سنوات فى أيام الأسرة السابعة عشر والتى جاء فى أيامها يوسف لمصر.

[2] نشرت للكاتب مجموعة دراسات حول بعض هذه المدن لا سيما: فيبيستة، أون، صوعن، تحفنحيس، أسوان، حانيس، نو، فى مجلة أجنحة النسور (من مايو 1977- سبتمبر 1978)

[3] من أبرز المصادر حول هذا الموضوع: المخطوطة رقم 9/14 بمكتبة مخطوطات الدير المحرق، والمسماة: ميمر البابا ثاوفيلوس الـ 23.

[4]  القس فايز فارس، القديس مرقس الإنجيلى والكنيسة التى أسسها بمصر، القاهرة، 1979، ص 14 و15، ايريس حبيب المصرى ، قصة الكنيسة القبطية، ج1، ط1، ص 19

[5]  الدكتور مراد كامل، من ديوقلديانوس لدخول العرب، بحث فى: تاريخ الحضارة المصرية، المجلد الثانى، ص 209

[6]  عاش فى المدة 311- 396، اخترع طريقة للكتابة بالحروف البارزة للمكفوفين، وبذلك يكون قد سبق " برايل" صاحب الطريقة المعروفة والمتوفى سنة 1852م.

[7]  ولد فى فبراير 296م( كما ذكر الأب شينو) وقد نبغ فى الدراسة اللاهوتية ودرس القوانين الكنسية والمدنية، قضى ثلاثة سنوات مع الأنبا أنطونيوس الكبير ثم عاد الى الاسكندرية وصار شماساً للبطريك الكسندروس - اتهم بأنه يمنع القمح المصرى عن بلاد الرومان ليثير مجاعة فيها، ونفى إلى تريف فى ألمانيا سنة 336م. ذهب إلى روما وهناك كتب سيرة القديس أنطونيوس، كما كرز بالانجيل فى بلجيكا وأسس فيها حركة رهبانية- ألف 63 كتاباً، منها: خطبة ضد الوثنين (سنة 318م). تجسد الكلمة (318م) – رسائل عن الروح القدس – حياة القديس أنطونيوس-  والرد على الآريوسيين. وقد سام أثناسيوس الأنبا سلامة أول أسقف على أثيوبيا، كما دشن كنيسة القيامة بالقدس ومنذ ذلك الحين والكنيسة القبطية تعين مطراناً على القدس- هذا وقد لقب بأثناسيوس الرسولى " حامى الإيمان" نظراً لدفاعه عن الإيمان وموقفه ضد بدعة آريوس- تنيح سنة 373م.

[8]  البطريرك رقم 24 فى عداد بطاركة الكرازة المرقسية، ولد حوالى 368م، عين بطريركاً سنة 412م اهتم برعاية الشباب السكندرى الذى كان مهتماً بقراءة المقالات العشر ليوليانس الجاحد، فوجه لهم رسائل تتضمن ردوداً عليه، كما وضع عدة مؤلفات عن التجسد الإلهى، العبادة بالروح والحق- تفسير العهدين القديم والجديد، تنيح سنة 435م. والجدير بالذكر أن الآباء الفرنسيسكان بمصر نشروا مرجعاً ضخماً عن حياة هذا البطريرك وأعماله بمناسبة مرور ألف عام على نياحته بعنوان: كيرلسيات، كما ترجم الأب متى المسكين والدكتور جورج حبيب بباوى بعض أعماله.

[9]  القمص زكريا بطرس، تاريخ انشقاق الكنائس، شبين الكوم.

[10]  وقع قرار الحرم غيابياً، حيث امتنع ديسقورس عن حضور الجلسة الثالثة للمجمع، التى تقرر فيها ذلك، بالرغم من المحاولات التى بذلت لدفعه للحضور.

[11]  دكتور أحمد حسين الصاوى(أستاذ الصحافة بالجامعة الأمريكية بالقاهرة) فجر الصحافة فى مصر ، القاهرة، 1975 ص 261.

[12]  الأنبا يوحنا كابس، المعلم غالى وعصره ودوره فى الكنيسة القبطية الكاثوليكية، القاهرة، 1976، ص 7، 8، 42، 43.

[13]  الاب لويس برسوم الفرنسيسكانى، سيرة القديس فرنسيس الأسيسى، القاهرة 1966 ص 149 وما بعدها.

[14]       Annuaire Catholique d'Egypt,1973.

[15]  حصلت على هذه المعلومة من الأب منصور مستريح الفرنسيسكانى.

[16]  مجلة الرابطة الفرنسيسكانية – مايو 1966

[17]  اسمه الأصلى قرياقص بولس خزام، كان راعياً لكنيسة أخميم، اختاره مجمع انتشار الإيمان ليكون نائباً رسوليا بقرار صادر فى 28/9/1855 وأقامه البابا بيوس التاسع أسقفاً ومنحه لقب (أسقف مارونيا) فى 2/ 10 من نفس السنه.

[18]  الأنبا يوحنا كابس ، لمحات تاريخية عن النواب الرسوليين لطائفة الأقباط الكاثوليك فى القرن التاسع عشر، القاهرة، 1978 ص55- 73

[19]  الذكرى المئوية لوفاة السعيد الذكر البطريرك مكسيموس الثالث مظلوم(1855- 1955) ، كتاب المسرة عن عامى 1957و 1958- ص 129.

[20]  نقولا يوسف، تاريخ  دمياط منذ أقدم العصور، دمياط، 1959، ص 296-301، 488- 491.

[21]  مجلة مرقس ، أول فبراير 1967

[22]  ظل الروم الأرثوذكس العرب تابعين لكرسى استانبول ، بالرغم من أن بعض بطاركة هذا الكرسى كانوا من العرب، وفى نهاية القرن الماضى أصبح الروم العرب مستقلين عن كرسى استانبول، وأصبح لهم بطريركهم العربى. وهم أحفاد العرب الغساسنه الذين سكنوا بلاد الشام منذ الفتح العربى ومنهم الشاعر العربى الأخطل.

[23]  يتبعون بطريركية الاسكندرية للروم الأرثوذكس ولهم مطران عربى وهو المطران بول متياس، الذى سيم سنة 1968 وهو حاصل على ليسانس فى القانون، درس اللاهوت لمدة 4 سنوات فى معهد خالكى اللاهوتى باستانبول، ثم عين نائباً بابوياً للروم الأرثوذكس فى نوفمبر 1980.

[24]   Aghazarh,N., Notes on the Armenian Community,in Egypt 1911,p.1-3

[25]  Otto F.A.Meinardus, Christian Egypt,Ancient and Modern, p.553- 554

[26]  أخبار اليوم، 24/ 12/ 1980

[27]  وضع حوالى 3800 رسالة و13 كتاباً، جمعت فى 23 مجلداً ونشر بعضها فى مجموعة: Patrolgia Qrientalis


طباعة