فى سنة 1876 طلب من الإرسالية تعيين خادم بمنطقة المنيا، ولكن الخادم الذى كان موجوداً وقتئذ رؤى أن يخدم فى المنصورة، فذهب القس هوج إلى المنيا وهناك " رأى لأول مرة فى حياته العملية أناساً متلهفين راغبين من تلقاء نفوسهم، وباحثين عن الحق، ليتمسكوا به. وقد أخذوا احتياطاتهم اللازمة قبل وصوله، فاستأجروا لهم بيتاً للاجتماع قبل أن يشعر المقاومون ويعطلوا عليهم". ومع ذلك فقد تعرض سامعوا القس هوج لاضطهادات كثيرة[1].
وأول كنيسة إنجيلية نظمت فى المنيا هى الكنيسة الإنجيلية الأولى حيث يرجع تاريخ تنظيمها إلى سنة 1885- وأول راع لها هو القس عيد تادرس الذى سيم سنة 1898.
وحتى بداية القرن الحالى انتظمت الكنائس التالية:
ملوى (1876)
الحواتكه والجاولى (1879)
صفط اللبن ( 1891)
أبو قرقاص ( 1892)
شارونه ( 1896)
الكوم الأخضر ( 1899)
جزيرة شارونة ( 1899)
وإن كان العمل الإنجيلى قد بدأ فى بعض البلاد قبل ذلك لا سيما فى الناصرية ( الجرابيع سابقاً) حيث بدأت الخدمة بواسطة القس ريد ستران حوالى سنة 1880 فى مكان يقع غرب القرية ومن أوائل الخدام الذين خدموا بها القسوس: مهنى ابراهيم، خليل مسعود، حنا ميخائيل. وفى نفس التاريخ بدأت الخدمة فى " هور" ، ومن أوائل القسوس الذين خدموا فيها القس بولس الهورى والقس دانيال بولس.
الكنيسة الإنجيلية الثانية بالمنيا: [2]
وهى أكبر كنيسة إنجيلية بمنطقة المنيا، نظمت سنة 1901 وكان مقرها الأول فى شارع سعد زغلول وتعاقب على رعايتها:
القس عبد الشهيد حنا ( 1902- 1925)
القس فريد بشاى ( 1926- 1951)
ثم الراعى الحالى القس الدكتور فايز فارس منذ 10 مايو 1956.
أقيم المبنى الحالى للكنيسة سنة 1932 وصدر مرسوم ملكى ببنائه رقم 43/ 1934 ويتبع الكنيسة ثلاث مدارس: حضانة وابتدائى واعدادى بنات بها أكثر من 1460 تلميذ وتلميذة، ويعمل بها نحو 90 مدرساً وموظفاً وعاملاً، ويشرف عليها القس محروس حبيب مدير التهذيب المسيحى بالكنيسة. كما يتبع الكنيسة دار للشباب تتكون من خمسة طوابق تشمل: سكن للطلبة المغتربين يتسع لنحو 50 طالباً وله ملحق يتسع لنحو 40 طالبة- قاعة للمحاضرات والاحتفالات- استراحة للقسوس وحديقة للأسرة بها ملاعب رياضية وحجرات للألعاب وأخرى للصلاة وروف وكافيتريا وقد بدأ العمل فى اقامة الدار فى مايو 1970- وتكلف المشروع نحو 31 ألف جنيه بخلاف ثمن الأرض. وللكنيسة أيضاً مركز للخدمة الإجتماعية فى عزبة المصاص، يديره القس ثروت أرمانيوس ويبلغ حجم عضوية الكنيسة نحو 620 عضو- ولها خدمة كرازية فى حوالى 17 قرية. وتنفرد الكنيسة بنظام برلمانى وإدارى رائع- وكانت من أوائل الكنائس التى كون فيها فريق للكرازة بالترنيم وآخر للكرازة بالتمثيل.
[1] رينا هوج، مرجع سابق ص 224- 226.
[2] الهدى ، ابريل 1977
