"لأَنَّ الَّذِينَ سَبَقَ فَعَرَفَهُمْ سَبَقَ فَعَيَّنَهُمْ لِيَكُونُوا مُشَابِهِينَ صُورَةَ ابْنِهِ، لِيَكُونَ هُوَ بِكْرًا بَيْنَ إِخْوَةٍ كَثِيرِينَ." (رومية 8: 29)
يؤكد جون ستوت في كتابه "التلميذ الأصيل" أنه استراح لفكرة محددة في نهاية رحلته على الأرض، وهي أن الله يريد من شعبه أن يصيروا مثل المسيح. "فمشابهة المسيح هي إرادة (هدف) الله لشعب الله."
ومشابهة المسيح هي المفتاح الفاعل والمؤثر في ترجمة حياة التطويبات وظهور ثمر الروح في حياتنا وسلوكياتنا. إن اتباع المسيح ليس مجرد حديث فقط، لكن اتباع قلبي حقيقي. وهذا الاتباع يعني أن نتغير إلى صورته. لا أن نقول فقط دون جهد حقيقي وتنازل حقيقي عن الرغبات.
سأفترض أن مَن يقرأ هذه الكلمات قد نال تغيّرًا حقيقيًا في قلبه، وتمتع بالولادة الجديدة. لكن مشابهة المسيح ليست حدثًا لحظيًا، بل رحلة حياة. نعرف شكل الدودة، وغالبا ما يكون شكلها غير مريح للعينين، لكنها مجرد أن تتوقف عن الحركة في شرنقتها لفترة من الزمن، تخرج منها فراشةٌ مبهجة للعينين. وهذا ما يحدث معنا، لكن ليس لمرة واحدة بل لمرات عديدة في العمر. فهناك أحداث أو تعاليم نختبرها، ونجد أن حياتنا تغيرت واستنارت بعدها. تلك هي المراحل التي يأخذنا فيها الروح القدس نحو مشابهة المسيح. هذه المراحل ليست محددة بالعمر أو مرحلة في التعليم أو الخبرة العملية في الحياة.
عدَّ قلبي يا الله لتسليم النفس لك كل يوم، وإعلان رغبة قلبي في الاتضاع أمامك وقبول (فيما تبقى لي من عمر) كل خبرة مغيّرة للحياة، لأحيا نحو مشابهة المسيح.