Warning: getimagesize(/home/nasralla/epc-egypt.org/images/stories/ets/hand.jpg): failed to open stream: No such file or directory in /home/nasralla/epc-egypt.org/plugins/content/social2s/features/opengraph.php on line 354

التأمل اليومي: أكون في ما لأبي

"فَقَالَ لَهُمَا: «لِمَاذَا كُنْتُمَا تَطْلُبَانِنِي؟ أَلَمْ تَعْلَمَا أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ أَكُونَ فِي مَا لأَبِي؟»" (لوقا 2: 49)

كعادة كل اليهود، ذهب يوسف النجار ومريم العذراء ومعهما الصبي يسوع إلى الهيكل في العيد، وبعد أيام العيد رجعا إلى أورشليم بدون الصبي. وبعد مرور خمسة أيام من البحث، وجداه وسط المعلمين في الهيكل يسمعهم ويسألهم، وعندما سألته مريم "يَا بُنَيَّ لِمَاذَا فَعَلْتَ بِنَا هَكَذَا؟ هُوَذَا أَبُوكَ وَأَنَا كُنَّا نَطْلُبُكَ مُعَذَّبَيْنِ!"، كانت إجابة الصبي صاحب الاثني عشر عامًا "أَلَمْ تَعْلَمَا أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ أَكُونَ فِي مَا لأَبِي؟". ولم تكن كلمة "لِمَاذَا كُنْتُمَا تَطْلُبَانِنِي؟" كلمة مسيئة، حيث أكمل كلامه موضحًا أن له دعوة خاصة وعمل جاء ليتممه، ولذا من الطبيعي أن يهتم بمشيئة أبيه، الذي أرسله ليتمم مشيئته.

وهذا ما قاله الرب يسوع للتلاميذ عندما جاءوا له بالطعام وهو يتكلم مع السامرية "طَعَامِي أَنْ أَعْمَلَ مَشِيئَةَ الَّذِي أَرْسَلَنِي وَأُتَمِّمَ عَمَلَهُ." (يوحنا 4: 34)، والأكثر من ذلك، أن الرب يسوع مد يده نحو تلاميذه، وقال "مَنْ يَصْنَعُ مَشِيئَةَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ هُوَ أَخِي وَأُخْتِي وَأُمِّي" (متى 12: 50). وعندما ظهر الرب يسوع لشاول في الطريق إلى دمشق، سأل شاول الرب "يَا رَبُّ مَاذَا تُرِيدُ أَنْ أَفْعَلَ؟" (أعمال 9: 6).

وكل يوم نرى الناس يلهثون ويجرون وراء أمور كثيرة تشغل أفكارهم واهتماماتهم، والسؤال هل نحن كمؤمنين نبحث عن مشيئة الله ونقوم بإتمامها؟ أم نسير كباقي الناس في هذا العالم؟! غير عالمين أن لكل واحد منا دعوة ومشيئة عليه أن يتممها، فتكون الكلمة على أفواهنا "أَنْ أَفْعَلَ مَشِيئَتَكَ يَا إِلَهِي سُرِرْتُ" (مزمور 40: 8). ويقول المرنم:

لتكن إرادتي كما تشاء بين يديك                وليكن قلبي لك العرش المريح

وليكن حبي سكيب الطيب عند قدميك            ولتكن نفسي دوامًا للمسيح


طباعة