"وَأَمَّا مَتَى جَاءَ ذَاكَ، رُوحُ الْحَقِّ، فَهُوَ يُرْشِدُكُمْ إِلَى جَمِيعِ الْحَقِّ، لأَنَّهُ لاَ يَتَكَلَّمُ مِنْ نَفْسِهِ، بَلْ كُلُّ مَا يَسْمَعُ يَتَكَلَّمُ بِهِ، وَيُخْبِرُكُمْ بِأُمُورٍ آتِيَةٍ." (يوحنا 16: 13)
يعتقد الكثيرون بأن الروح القدس هو مجرد قوة إلهية روحية أو حتى مجرد تأثير، لكن الأمر ليس كذلك، فالروح القدس هو أقنوم إلهي، وليس مجرد قوة أو تأثير، فإذا قلنا إن الروح هو قوة تعمل فيّ، فهذا معناه أن المؤمن الذي يسكن فيه الروح القدس هو الذي يخطط لنفسه مستفيدًا من القوة الساكنة فيه، أما الحقيقة فإن الروح القدس هو أقنوم إلهي ساكن في قلب المؤمن، مما يعني أن الروح القدس هو الذي يقود الحياة وليس العكس، فالإنسان المؤمن مجرد أداة يستخدمها الله الروح القدس الساكن فيه.
كما أن الروح القدس يسكن في قلب المؤمن " أَمَا تَعْلَمُونَ أَنَّكُمْ هَيْكَلُ اللهِ، وَرُوحُ اللهِ يَسْكُنُ فِيكُمْ؟" (1كورنثوس 3: 16)، ويسكن في الكنيسة "الَّذِي فِيهِ أَنْتُمْ أَيْضًا مَبْنِيُّونَ مَعًا، مَسْكَنًا للهِ فِي الرُّوحِ." (أفسس 2: 22)
ويتحدث الكتاب المقدس عن الروح بأنَّه هو الله (متى 28: 19، 1كورنثوس 12: 4)، وهو أيضًا شخص (يوحنا 14: 16، 17، 26)
فالروح القدس هو الرباط الذي يربط المؤمنين بالله الآب والله الابن وهو أقنوم في اللاهوت، مع العلم أن كلمة أقنوم هي كلمة سريانية تعني (شخص متميز لكن غير منفصل)
ويُعطي الكتاب المقدس عدة ألقاب للروح القدس تحمل صفاته وأعماله وفي مجملها تبين أن الروح القدس واحد مع الآب والابن في الجوهر، مع أنَّه شخص متميز، والروح القدس هو روح الحكمة، روح السلام، روح المحبة، روح الحق، روح الحياة، روح القداسة، روح المسيح، روح التبني، روح الموعد القدوس، روح النعمة، روح الرجاء، ولنلاحظ أن صفة "القدس" يُعطى له تمييزًا عن جميع الأرواح المخلوقة التي هي دونه في القداسة، ولُقِّبَ بالروح إشارة إلى عمله غير المنظور.
صلاة:
للواحد الرحمان الخالق الأكوان تسبيحنا
للآب بارينا والابن فادينا والروح محيينا نهدي الثنا