مُقَدّمِين بعضكم بعضاً فى الكرامة" رو 12 : 10
مثال : برنابا اللاوى القبرسى الجنس أع 4: 36
- هو يوسف اللاوى ، من أبوين يهوديين ، ووُلِدَ فى قبرس ، وكان ثرياً سخياً فى عمل الخير . آمن بيسوع كالمسيح الرب والمُخَلِص في يوم الخمسين ، وتبرَّع بثمن قطعة أرض كانت له فى أورشليم وأعطى ثمنها للرسل . كان فصيحاً فى الوعظ والتعليم حتى دعاه الرسل " برنابا " أى : ابن الوعظ ،
" ويوسف الذى دُعِىَ من الرسل برنابا ، الذى يُتَرْجَم ابن الوعظ ، وهو لاوى قبرسى الجنس " أع 4: 36-37 .
- هو أول مَنْ سَانَد شاول الطرسوسى بعد الإيمان عند مجيئه من دمشق إلى أورشليم ، حيث لم يَلْقَ شاول فى أورشليم دعماً من المؤمنين لتشكُّكهم فى صِدْق إيمانه " ولمَّا جاء شاول إلى أورشليم حاول أن يلتصق بالتلاميذ . وكان الجميع يخافونه غير مصدقين أنه تلميذ " أع 9: 26 ، لكن برنابا أخذه إلى الرسل وأيَّد صحة إيمانه واختباره " فأخذه برنابا ، وأحضره إلى الرسل ، وحدَّثهم كيف أبصر الرب فى الطريق ، وأنه كلَّمه ، وكيف جاهر فى دمشق باسم يسوع " أع 9: 26-27 ( وهو ما يعنى ضِمْناً أن برنابا قد صَدَّق تماماً اختبار تجديد شاول وظهور الرب يسوع له وهو فى طريقه إلى دمشق ، حتى أنه أخذ يرويها للرسل نيابة عن شاول نفسه !! ) .
- ولمَّا تعرَّض شاول لمحاولة قتل ثانية فى أورشليم من قِبَل اليونانيين المتهودين 9: 29 ، 30 ( كانت المحاولة الأولى فى دمشق 9: 23 ، 24 ) لم يكن أمام الرسل والإخوة المؤمنين حلاً إلا أن أعادوه إلى موطنه الأول فى " طرسوس " خوفاً عليه . وهناك اعتكف يائساً !!!
- ولمَّا وصلت إلى أورشليم أنباء نجاح الخدمة فى أنطاكية بواسطة المؤمنين المُشَتَّتين " وكانت يد الرب معهم ، فآمن عدد كثير ورجعوا إلى الرب " أع 11: 21 ، قامت الكنيسة فى أورشليم بإرسال برنابا كمبعوثها الرسمى إلى أنطاكيا لتدعيم العمل التبشيرى هناك ، فانضم على يديه جمع غفير إلى الرب " فَسُمِعَ الخبر عنهم فى آذان الكنيسة التى فى أورشليم ، فأرسلوا برنابا لكى يجتاز إلى أنطاكية ... لأنه كان رجلاً صالحاً ، وممتلئاً من الروح القدس والإيمان . فانضم إلى الرب جمعٌ غفير " أع 11: 22-24 .
- رأى برنابا أن العمل الكرازى والتعليمى فى أنطاكية يفوق قدرته وأنه يحتاج إلى مَنْ يُعِينُه ، فتذكّر شاول الطرسوسى ، وكان أن سافر إلى طرسوس يبحث عنه حتى وجده ، وأتى به إلى أنطاكية لِيُعَاونه فى التعليم " ثم خرج برنابا إلى طرسوس ليطلب شاول . ولمَّا وجده ، جاء به إلى أنطاكية . فحدث أنهما اجتمعا فى الكنيسة سنة كاملة ، وعَلَّما جمعاً غفيراً " ع 25-26 . ولنا هنا بعض الدروس :
أ. كان بإمكان " برنابا " أن يستحوز بمفرده على العمل الناجح فى أنطاكية فَيُنْسَب إليه وحده " الذى لمَّا أتى ورأى نعمة الله فَرِحَ ، ووعظ الجميع أن يثبتوا فى الرب بعزم القلب ... فانضم إلى الرب جَمْعٌ غفير " أع 11: 23-24 ، لكنه لم ينظر إلى نفسه بل إلى ربح مزيد من النفوس ليتمجد اسم الرب وينتشر ملكوته .
ب. لمَّا كان برنابا هو المبعوث الرسمى من كنيسة أورشليم إلى أنطاكية أع 11: 22 ، وكان على عِلْم بِتَرَدُّد كنيسة أورشليم فى قبول شاول الطرسوسى فى الخدمة وتعرُّضه إلى محاولتى قتل أع 9: 26-27 ، اتخذ برنابا قراراً بانضمام شاول للخدمة معه فى أنطاكية على مسئوليته الشخصية دون الرجوع إلى الكنيسة الأم ، مما كان من الممكن أن يُعَرَّضَهُ لِلَوْم كنيسة أورشليم فى أبسط الأحوال .
ت. كان شاول أصغر من برنابا فى السِن نسبياً ، وغير معروف فى أنطاكية ، وليس من السهل أن يثق الناس فيه هناك لتاريخه غير المُشَرِّف فى اضطهاد الكنيسة ، كما أن الناس هناك في أنطاكيا كانوا متعلقين - بطبيعة الحال - روحياً ببرنابا الذين وُلِدوا على يديه فى الإيمان . وكان فى إمكان برنابا أن يدفع بولس للخدمة فى أى مجال فرعى غير جماهيرى ، ويكون شاول تحت سلطانه مُدَايناً إياه بتدعيمه له أمام مجلس كنيسة أنطاكية ، لكن برنابا أخذ على عاتقه أن يُدَعّم بولس دون مُطَالبَة أو مُعَايَرة !!!
ث. كان برنابا يعلم وهو ذاهب إلى طرسوس أع 9: 20-22 و28-29 أن شاول ماهر فى الكرازة ، وذلك بشهادة إخوة دمشق من قبل " وللوقت جعل يكرز فى المجامع بالمسيح ، أن هذا هو ابن الله ... وأمَّا شاول فكان يزداد قوة ، ويُحَيّر اليهود الساكنين فى دمشق ، مُحَقِقاً أن هذا ( يسوع الناصرى ) هو المسيح " أع 9: 20 ، 22 . وفى أورشليم كان " يجاهر باسم الرب يسوع وكان يُخَاطب ويُبَاحث اليونانيين ، فحاولوا أن يقتلوه " أع 9: 28-29 . وكان الإحتمال الوارد هو أن ينتزع شاول أو ينافس على مركز الصدارة مع برنابا فى أنطاكية ، وهذا واضح من تصدُّر برنابا ترتيب الخدام ، بينما يأتى شاول فى المُؤَخَّر " وكان فى أنطاكية فى الكنيسة هناك أنبياء ومُعَلِمون : برنابا (1) ، وسمعان الذى يُدْعَى النيجر (2) ، ولوكيوس القيروانى (3) ، ومناين الذى تَرَبَّى مع هيرودس رئيس الربع (4) ، وشاول (5) " أع 13: 1 ، لكن برنابا لم يسمح لهذا الهاجس أن يشغله عن هدفه الأساسى وهو رِبْح أكبر عدد من النفوس فى أنطاكيا ، أيًّا كانت التنازلات !!!
- ويتجلى تقديم برنابا لبولس على نفسه فى الكرامة فى ثلاث محطات رئيسية فى خدمة الرب يسوع :
1. جزيرة قبرس :
أ. إن قبرس جزيرة فى البحر الأبيض المتوسط ، وهى جنوب تركيا ، ويقابلها من الشرق سوريا ولبنان .
ب. ومع أول جولة كرازية لهما ، كانت الجهة إلى قبرس ، التى هى موطن برنابا الأصلى " ويوسف الذى دُعِى من الرسل برنابا ، الذى يُتَرْجَم ابن الوعظ ، وهو لاوى ، قبرسى الجِنس " أع 4: 36 !
ت. وكان الأجدر أن يأخذ برنابا بزمام الكلمة والوعظ فى موطنه ، لكن الذى حدث هو أن برنابا وشاول نادياً معاً بكلمة الله فى " سلاميس " التى هى الجزء الشرقى من الجزيرة أع 13: 5 .
ث. ولمَّا اتجها إلى الجزء الغربى من الجزيرة المدعو " بافوس " ، وهو مركز تجمُّع اليونانيين ، ومركز عبادة الإلاهة أفروديت إلاهة الجمال والشهوة ، ترك برنابا المجال لشاول ، فإذا بالأخير يخطف الأضواء من برنابا منتهراً " بار يشوع " أو " عليم الساحر " الذى كان يحاول أن يفسد والي الجزيرة عن الإيمان " وأمَّا شاول الذى هو بولس أيضاً فامتلأ من الروح القدس وشخص إليه ( إلى عليم الساحر) وقال : أيها الممتلئ كل غش وكل خبث ، يا ابن إبليس ، يا عدو كل بِرّ ، ألا تزال تُفْسِد سُبُل الله المستقيمة ؟ فالآن هوذا يد الرب عليك فتكون أعمى لا تُبْصِر الشمس إلى حين . ففى الحال سقط عليه ضباب وظُلمة ، فجعل يدور مُلتمساً مَنْ يقوده بيده . فالوالى حينئذ لمَّا رأى ما جرى ، آمن مندهشاً من تعليم الرب " أع 13: 4-12 .
ج. لكن لنلاحظ أنه " كان معهما يوحنا خادماً " ، وهو يوحنا مرقس ابن أخت برنابا أع 13: 5ب ، 12: 25 ويجب هنا أن ننتبه إلى ثلاثة دروس هامة :
1. إن برنابا لم يخشَ على اهتزاز صورته فى عيني مرقس ابن أخته إذا تنازل عن الصدارة فى الخدمة لشاول الأصغر منه . مع أن هذا الأمر كان أحد الأسباب التى دعت مرقس بعد هذه الرحلة مباشرة إلى التراجع عن الخدمة معهما " ثم أقلع من بافوس ، بولس ومَنْ معه ، وأتوا إلى برجة بمفيلية . وأمَّا يوحنا ( مرقس ) ففارقهم ورجع إلى أورشليم " ع 13 .
2. إن برنابا لم يجامل مرقس ابن أخته على حساب الخدمة ، فالروح القدس هو الذى أفرز شاول لهذه المهمة ، وعلى برنابا أن يخضع لتعيين الروح .
3. إن برنابا كان يعلم أن مرقس كان يشعر بأهليته وتفوقه على شاول ، فهو الذى استضاف الرسل والمؤمنين فى بيته فى أورشليم بعد أحداث الصلب ، وهو الذى كان على اطلاع على أخبار قيامة الرب أولاً بأول ، وهو الذى كان معهم عندما حلَّ الروح القدس فى يوم الخمسين ، وأراد برنابا لمرقس أن يتعلم أن خدمة الرب هى بحسب تعيين الروح القدس ، وليس بحسب تعب ومساهمات الإنسان فى خدمة الرب !
2. لسترة :
أ. وفى مدينة لسترة التى تقع جنوب منطقة الصرب والجبل الأسود ، ويَحِد هذه المنطقة حالياً من الشرق رومانيا وبلغاريا ، ومن الغرب البوسنة والهرسك ، ومن الجنوب مقدونية ، ومن الشمال المجر .
ب. وهناك بدأ برنابا يفسح المجال ثانيةً لشاول ، فيصنع الرب على يدي شاول معجزة شفاء لرجل مُقْعَد من بطن أمه " ...فشخص إليه ، وإذ رأى أن له إيماناً لِيُشْفَى ، قال بصوت عظيم : قُمْ على رجليك منتصباً . فوثب وصار يمشى " أع 14: 9-10 ، حتى أن الجموع هتفت قائلة " إن الآلهة تشبَّهوا بالناس ، ونزلوا إلينا . فكانوا يدعون برنابا زَفْس ، وبولس هَرْمَس إذ كان هو المتقدم فى الكلام " ع11-12 .
ت. لكن لنا هنا ملاحظة هامة وهى : وإن كان بولس هو الذى صنع معجزة شفاء استحوزت على انبهار ودهشة الجموع ، إلا أن الرب أعطى لبرنابا نعمة أكبر من بولس فى عيون أهل لسترة !؟ ويتضح ذلك من إطلاقهم على " برنابا " اسم " زَفْس " الذى هو أبو آلهة اليونان ، بينما لقَّبوا " بولس " الذى صنع المعجزة والمُتقدم فى الكلام " هَرْمَس " وهو عندهم الذى يُمَهّد الطريق أمام الآلهة " فكانوا يدعون برنابا زَفْس ، وبولس هَرْمَس ، إذ كان هو المتقدم فى الكلام " أع 14: 8-12 ، فكأنهم كانوا يرون بولس هو المُرْسَل من قِبَل برنابا !!!
3. أنطاكية بيسيدية :
أ. إن أنطاكية بيسيدية يمكن تحديد موقعها اليوم فى وسط تركيا ، وإلى الجنوب من أنقرة .
ب. ولمَّا استقر بهم الحال ثانية فى أنطاكية بيسيدية حدثت منازعة لبولس وبرنابا مع إخوة يهود أتوا إلى أنطاكيا وكانوا يُعَلِمون بأنه لا يمكن الخلاص بدون القيام بطقس الختان الذى أقرَّه موسى ، فاتخذ الإخوة فى أنطاكيا قراراً بأن يذهب بولس وبرنابا لبحث الأمر مع الرسل فى أورشليم واتخاذ قرار بشأنه أع 15: 1-2 . وهذا الإجراء يعنى أن " بولس " قد نال ثقة ومصداقية مُسَاوية لبرنابا ، وأنه صار أحد المدافعين عن الإيمان فى الكنيسة الأم لكنائس الأمم !! وبعد دعوة الرسل لعقد مجمع بهذا الخصوص ، كان برنابا وبولس ينتهزان فترات الراحة للتحدُّث مع المجتمعين بجميع ما صنع الله بواسطتهما فى الأمم ع12 . ثم أرسل الرسل من أورشليم يهوذا وسيلا ، مع بولس وبرنابا ليُخبرا بقرار المجمع الأورشليمى ع22 ، 30-33 ، وكان هذا إقرار ضمنى من الرسل بالرضا والتأييد لخدمة بولس ، شاول الطرسوسي سابقاً !! ولمَّا أنهيا مهمتهما كان عليهما العودة إلى الرسل ، فعاد يهوذا ، بينما رأى سيلا أن يمكث فى أنطاكيا ع34 !؟
ولي هنا ملاحظة هامة : إن بولس لمَّا عَلِمَ بمجئ مرقس إلى أنطاكيا ، أراد أن يتحسب مبكراً لطلب برنابا منه أن ينضم مرقس معهما ، فسبق ووقع اختياره على " سيلا " ليكون شريكاً له فى الخدمة ، وربما بديلاً لبرنابا نفسه إذا لزم الأمر !!!
ثم حدث ما كان يخشاه بولس ويتحسب له ، وذلك عندما اقترح بولس على برنابا أن يفتقدا الكنائس التى خدما فيها سابقاً ، مقترحاً أن يُرافقهما مرقس ع36-37 ، فكان اعتراض بولس ، ونشبت مُشاجرة بين الرسولين ع39 !
كانت وجهة نظر بولس متشددة ، فلا مُحَاباة فى الخدمة ولا مجاملة لبرنابا ( الذى كان السبب الرئيسى فى سطوع نجم بولس على المستوى الدولى الأممى ، وحتى فى أورشليم ) ، فالذى تخلى عنهم فى بَرْجَة بمفيلية أع 13: 13 لا يجب أن يخدم معهما ثانية .
أمَّا برنابا فكان نصير نظرية منح الفرصة الثانية ، على أساس أن مرقس بمجيئه إلى أنطاكية مرة أخرى يكون قد اعترف بتقصيره فى برجة بمفيلية ، وأبدى استعداده من جديد للخدمة مهما كانت المُعَوِّقات .
ث. ومع مرور الزمن ثَبُتَ أن وُجهة نظر " برنابا " كانت هى الأصوب لسببين :
1. لأن مرقس أثبت جدارته فى الخدمة بعد ذلك ، بشهادة بولس نفسه ، الذى استعان به فى الخدمة فى روما " يُسَلِم عليكم أرسترخس المأسور معى ، ومرقس ابن أخت برنابا الذى أخذتم لأجله وصايا . إن أتى إليكم فاقبلوه " كو 4: 10 ، ثم يقول بولس لتيموثاوس " لوقا وحده معى . خذ مرقس وأحضره معك ؛ لأنه نافع لى للخدمة " 2تيمو 4: 11 . وليس بولس فقط الذى شهد لخدمة مرقس بل أيضاً بطرس الرسول " تسلم عليكم التى فى بابل ، المختارة معكم ، ومرقس ابنى " 1بط 5: 13 !
2. إن مرقس صار فيما بعد هو كاروز الديار المصرية ، فصارت مصر مديونة فى الأساس بمعرفتها للرب يسوع المسيح لا لمرقس بل لبرنابا !!! والعجيب أن معظم الكنائس المصرية الأرثوذكسية التى تُبْنَى الآن فى مصر تُدْعَى باسم القديسين " بولس " و " مرقس "، ونادراً ما تسمع عن كنيسة باسم القديس برنابا !!!!!!!!!!!
- وهنا تساورني عدة أسئلة فى هذا الشأن :
- س1: كيف كان مصير بولس فى الخدمة ، لو تَخَلَّى برنابا عن مساندته سواء فى أورشليم أو أنطاكية أو قبرس أو لسترة ؟؟؟؟
الجواب : لم نكن لنسمع عن الكارز العظيم بولس الرسول ، ولم نكن لنقرأ رسائل بولس ال 14 !
- س2 : ماذا كان يحدث لو أن برنابا انحاز إلى رأى بولس بعدم اصطحاب مرقس معهما فى افتقادهم للكنائس الأممية التى كرزا فيها ؟؟؟؟
الجواب : لم يكن مرقس ليكون كارزاً ناجحاً ، ولم يكن ليكرز لمصر بالمسيح ، ولم نكن لنقرأ إنجيل مرقس !
- س3 : ماذا كان يحدث لو لم يكن هناك شخص بمواصفات برنابا فى الكنيسة الأولى ؟؟؟؟
الجواب : لم تكن الأمم لتتمتع بكرازة بولس عن الرب يسوع ، ولا مصر بكرازة مرقس عن مخلص العالم !
- وبذلك يتضح أن برنابا كان مُثَقَّلاً بِدَعْم وتقديم الخدام البارعين على نفسه فى الكرامة ، حتى لو وصل الأمر إلى أن يخطفوا الأضواء منه ، وتتأخر صدارته تبعاً لذلك من المركز الأول إلى الثانى عندما قَدَّم بولس على نفسه ، ومن الثانى إلى الثالث عندما قَدَّم مرقس ابن أخته على نفسه ، بالمحاماة عنه ضد موقف بولس الرافض له !