عودة المسيح ثانية ودينونة العالم

عرض كتاب الزيارات: 2375

jesus comيقع كتاب "عودة المسيح ثانية ودينونة العالم" للقس نصر الله زكريا، في 148 صفحة من القطع المتوسط، وهو الكتاب الرابع من سلسلة كتب مفاهيم كتابية الصادرة عن مطبوعات نظرة للمستقبل لسنة 2010 .

وفي هذا الكتاب يؤكد الكاتب القس نصرالله أن دراسة هذا الموضوع طريق محفوف باللبس فهو من أكثر المواضيع التي ثار حولها كثير من الجدل والنقاش بالرغم من

أن عودة المسيح ثانية عند نهاية العالم لدينونته تعتبر حقيقة أكدت وأتفقت عليها جميع الأديان الشرقية.

  وفي هذا الصدد يتناول الكاتب العديد من جوانب هذا الموضوع التي تساعدنا في فهم بعض الحقائق والمفاهيم الكتابية من خلال فصول الكتاب والتي يبلغ عددها ثلاثة عشر فصلاً . 

ففي الفصل الأول، والمعنون: "عقيدة عودة المسيح ثانية في المفهوم المسيحي" يتناول الكاتب ما جاء عن هذه العقيدة في العهد الجديد بصورة أشمل من  الإشارة فقط للمجئ الثاني للمسيح، فيعرض الكاتب عدة صور من المجئ الخاص بالمسيح وذكرت في العهد الجديد، حيث يستخدم العهد الجديد أربع كلمات لها دلالتها الخاصة وتفسر لنا المعاني المختلفة حول موضوع المجئ:

      ــ حضور             ــ استعلان          ــ ظهور        ــ السيد آت

  أما الفصل الثاني والذي يحمل عنوان "حقيقة عودة المسيح ثانية" فيذكر الكاتب العديد من الشهادات التي تؤكد عودة المسيح ثانية نذكر منها: ــ 

ــ أقوال السيد المسيح، حيث قال: "وحينئذ تظهر علامة ابن الانسان فى السماء وحينئذ تنوح جميع قبائل الأرض ويبصرون ابن الانسان آتيآ على سحاب السماء بقوة" (متى 24 : 30 )

ــ أقوال التلاميذ والرسل: "ومتى ظهر رئيس الرعاة تنالون إكليل المجد الذى لا يبلى" (1بطرس  5 : 4)

 ــ والملائكة شهدت عن هذا المجئ، "أيها الرجال الجليليون ما بالكم واقفين تنظرون إلى السماء ؟إن يسوع هذا الذى ارتفع عنكم إلى السماء سيأتى هكذا كما رأيتموه منطلقآ إلى السماء" أعمال الرسل 1 :11.

  ويستشهد الكاتب بالعهد القديم حيث ذكر حقيقة وملابسات المجئ الأول فتنبأ الأنبياء بميلاد المخلص ومكان ولادته وصلبه وقيامته ولا يوجد من يتصفح العهد الجديد إلا ويرى كيف تحققت هذه النبوات كلها والتي قد كتُبت قبل مئات وآلاف السنين من مجئ المسيح، ومن هذه القاعدة حيث صدق كلام الله وإتمام تحقيقه تولدت يقينية مجئ المسيح ثانية .

ونتيجة لهذا اليقين بمجئ المسيح ثانية من خلال الشهادات والأدلة السابقة يكون من الطبيعي أن نتسأل عن "طبيعة العودة الثانية للمسيح " وهذا هو موضوع الفصل الثالث، حيث يرى القس نصرالله أنه من خلال قراءتنا للعهد الجديد يمكن أن ندرك طبيعة هذا المجئ من حيث أنه:   

ـ شخصي ومنظور    ـ فجأة وعلي غير توقع      ـ سيأتي في مجد وقوة

 وانطلاقاً من حقيقة ويقينية المجئ الثاني للمسيح وطبيعة هذا المجئ تحظى عقيدة المجئ الثاني للسيد المسيح فى الكنيسة على أختلاف مذاهبها  بأهمية خاصة، ويسرد لنا الكاتب في الفصل الرابع، "عودة المسيح ثانية وأهميتها كعقيدة مسيحية" الكثير من الأعتبارات التي تعطي لهذه العقيدة هذا القدر من الأهمية .

أما الفصل الخامس وهو بعنوان"التوظيف الصهيونى لعقيدة العودة الثانية للمسيح"، يتطرق الكاتب إلى تلك القضية الشائكة متناولاً عدة جوانب منها: أختراق الحركة الصهيونية للمفهوم المسيحي من خلال هذه العقيدة، وذلك بمحاولة ربط عقيدة المجئ الثاني للمسيح مع عقيدة مجئ المسيا المنتظر في المفهوم اليهودي، وهكذا تكونت حركات ومؤتمرات تُسمى بأسماء مسيحية صهيونية مشتركة, مثل "حركة المسيحية الصهيونية", "هيئة السفارة المسيحية" ..... وغيرها. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه ما هو المحرك والدافع لذلك؟ وما الغاية التي تبتغيها الصهيونية من وراء ذلك ؟ والأجابة يطرحها الكاتب في هذا الفصل باستفاضة.          

 ثم يعود بنا الكاتب إلى مجئ المسيح ثانية عارضاً لكثير من الجوانب الهامة في قضيتنا, ففي الفصل السادس الذي يحمل عنوان: "موعد المجئ الثاني للمسيح, وهل من علامات خاصة بهذا المجئ ؟ "نستطيع أن نفهم فقط من عنوان الفصلأنهيتناول قضية تثير التساؤلات فى أذهان الكثيرين وهي موعد المجئ الثاني للمسيح حيث توجد الكثير من الأجتهادات البشرية لتحديد موعد المجئ الثاني للمسيح، ففي هذا الفصل يقدم لنا نصرالله الكثير من تلك المحاولات لحساب زمن مجئ المسيح ثانية نذكر منها:ــ

 جماعة  شهود يهوة، والسبتيين، لي جانج ريم ..الخ، ولكن رغم كل محاولات هؤلاء وغيرهم نجد أن المسيح كان قد حسم قضية موعد مجيئه بالقول أن هذا الوقت غير معلوم لأحد, ثم يعرض الكاتب الكثير من علامات المجئ الثاني .

وفي الفصل السابع، "إسرائيل في الكتاب المقدس والمفهوم المسيحي" يروي القس نصرالله قصة شعب إسرائيل منذ عهد الله مع إبراهيم ونزول يعقوب إلى مصر ثم الخروج وتلقي الوصايا في البرية والعهد بين الله وشعبه إسرائيل، والسؤال هل شعب إسرائيل الآن هو شعب الله الوحيد المختار؟ وهل سيتجمع اليهود من أنحاء العالم ليمتلكوا أرض الموعد؟ وهل هناك ما يُسمى بأرض الموعد؟ هذه التساؤلات يطرحها الكاتب في الفصل الثامن "قراءة مسيحية لمفاهيم مختلف عليها"، مجاوباً عليها ومتناولاً بعض المفاهيم التي عندما تُفهم بشكل خاطئ، تؤدي لتفسيرات مغلوطة منها:       ــ إسرائيل الاختيار والعهد، أرض الموعد، ونسل إبراهيم، الملكوت والمسيح            

 أما الفصل التاسع فيطرح فيه الكاتب تساؤل هام قد توافقه وقد تختلف معه بحسب تفسير النبؤات التي تتعلق بهذا الصدد وهو:ـ

         "هل قيام دولة إسرائيل علامة عن قرب المجئالثاني للمسيح؟"    

 وهنا يؤكد الكاتب على أننا أمام موضوع إسخاتولوجي مستقبلي بحت لذلك تعددت المدارس الفكرية واللاهوتية في تناولها لعقيدة المجئ الثاني للمسيح والغريب  في الأمر أن كل طائفة "فرقة" من الطوائف المسيحية المختلفة تُفسر الأمور المتعلقة بالمستقبل وخاصة المجئ الثاني للمسيح بطريقة تختلف عن الأخرى. والحقيقة التي يجب آلا تغيب عن الأذهان هي أن الأختلافات في هذا الموضوع لا تمس جوهر حقيقة مجئ المسيح ثانية وإنما تتعلق بالتفاصيل المصاحبة لهذا الحدث .

لذلك يقدم لنا القس نصرالله في الفصل العاشر المعنون: "أهم الاختلافات والمدارس اللاهوتية"، عرضاً مفصلاً لكل هذه المدارس، ومنها:

أولاً: مدرسة التفسير الحرفي

      وينقسم معتنقوا مدرسة التفسير الحرفي إلي فريقين :ـ

1.    الفريقالأول ويُطلق عليه "سابقوا الألف سنة" وهم ينادون بأن مجئ المسيح ثانية لابد وأن يسبق فترة الملك الألفي التي سيحكم فيها المسيح الأرض لمدة ألف سنة حرفية .

   2. الفريق الثاني ويطلق عليه "لاحقوا الألف سنة " ويؤمن أن مجئ المسيح      

ثانية سيكون بعد فترة إنتهاء الملك الألفي ، ولكن هذا الفريق يكاد يكون قد

         انتهى لما وجده أتباعه من صعوبة في تحديد بداية الألف سنة.

ثانياً: مدرسة التفسير الروحي

ويعرض الكاتب أهم ملامح وتفسيرات أصحاب هذه المدارس موضحآ رؤيتة كلآ منهما لأحداث المجئ الثاني للمسيح .

ثم يأتي الفصل الحادي عشر والذي يحمل عنوان "حوار وتساؤلات" ليعرض فيه الكاتب من خلاله حوار هادئ يجمع بين أكثر من شخصية تنتمي لمدرسة تفسيرية مختلفة يحاول كل شخص التعبير عن مدرسته التفسيرية وترجيح كفتها مقدماً الأدلة والبراهين التي تؤكد صحة أرائه, وعلى القارئ الرجوع للكتاب لقراءة تلك الأراء وأختيار أي من هذه المدارس.  

ويشير القس نصرالله في الفصل الثاني عشر إلى نقطة جديرة بالأهتمام وهي: أنه منذ بدء الكنيسة في القرن الأول كان المؤمنون ينتظرون وقوع المجئ الثاني للمسيح في أيامهم ولكنه لم يأت ِ وحتى يومنا هذا "فكيف نجني ثمر تأني السيد المسيح في مجيئه؟" يوضح الكاتبأن الكتاب المقدسيقدم لنا بعض الأمور التي تساعدناومنها:   ــ السهر والاستعداد      ــ الصبر والثقة         ــ رعاية القطيع

               ــ   الاتجار بالوزنات           ــ الحث على الخدمة المسيحية

ويختتم القس نصرالله بقوله "عندما يتناول الباحث بحيادية وموضوعية, موضوعاً إسخاتولوجياً, وسط خضم من المدارس الفكرية والتفسيرية المختلفة, لا يجد إلا أن يبحث في نور التعليم الكتابي ليسترشد به. ثم يعرض عدة حقائق كتابية تكون بمثابة طريق آمن, وصحيح لتعليم هذه العقيدة الهامة جداً.   

يُطلب الكتاب من جميع المكتبات المسيحية، ومنها:ـ

* مكتبة دار الفكر الإنجيلي.

* مكتبة المنار

* المكتبة الأسقفية

* مكتبة النيل

طباعة