الكنيسة التي تحتاج إلى توبة

مقالات الزيارات: 1009

اخْتَلَفَتْ لَهْجَةُ يُوحَنَّا الرَّسُول فِي رَسَائِلِهِ إِلى الْكَنَائِس السَّبْع فِي سِفْرِ الرُّؤْيَا، فَهُوَ تَارَة يَمْتَدِحُ وَيُشَجِّعُ وَتَارَة أُخْرَى يُوَبِّخُ وَيُحَذِّرُ. وَفِي رِسَالَتِهِ إِلَى كَنِيسَةِ سَارْدِس سَاقَهُ الرُّوحُ الْقُدُس لِتَقْدِيمِ تَشْخِيصٍ دَقِيقٍ لِحَالَةِ الكنيسة، لَخَّصهُ فِي جُمْلَةٍ بَسِيطَةٍ لَكِنَّهَا عَمِيقة: «أَنَا عَارِفٌ أَعْمَالَكَ، أَنَّ لَكَ اسْمًا أَنَّكَ حَيٌّ وَأَنْتَ مَيْتٌ.» (رُؤْيَا3: 1). فَهَذِهِ الْكَنِيسة كَانَ لَهَا مَاضٍ عَرِيقٍ فِي الْخِدْمَةِ وَالشَّهَادَةِ

لَكِن أَعْمَالَهَا لَمْ تَعُدْ كَامِلَةً أَمَامَ اللهِ للدَّرَجَةِ الَّتِي دَعَتْ إِلَى تَقْدِيمِ الدَّعوة لِلْكَنِيسَةِ أَنْ تَتُوبَ وَإِلَّا سَتُوَاجِهُ الْمَوْتَ.
وَعَادَةً مَا تُقَدِّمُ الْكَنِيسَةُ الدَّعوةَ للنَّاسِ لِكَيْ يَتُوبُوا وَيَرْجعُوا عَنْ طَرِقِهِمْ الرَّدِيئة، لَكِن فِي بَعْضِ الْحَالَاتِ تَحْتَاجُ الْكَنِيسَةُ نَفْسهَا أَنْ تَتُوبَ بِشَأْنِ الانْحِرَافِ عَنِ الْكِتَابِ الْمُقَدّس وَعَدم الْخُضُوعِ لِكَلِمَةِ الله «فَاذْكُرْ كَيْفَ أَخَذْتَ وَسَمِعْتَ، وَاحْفَظْ وَتُبْ، فَإِنِّي إِنْ لَمْ تَسْهَرْ، أُقْدِمْ عَلَيكَ كَلِصٍّ.» (رُؤْ3: 3).
هَذَا الْكَلَامُ يَنْطَبِقُ إِلَى حَدٍّ مَا عَلَى مَا يَحْدُثُ هَذِهِ الأَيَّام فِي الْكَنِيسَةِ الْمَشْيَخِيَّة (بِالْوِلَايَاتِ الْمُتَّحدة الأَمْرِيكِيَّة) وَالْمَعْرُوفة بِاسْمِ Presbyterian Church (USA)، وَالَّتِي يَرْبُطُنَا بِهَا عَلَاقَات وَثِيقة. فَهَذِه الْكَنِيسة الَّتِي تَأْسَّسَتْ يَوْم 10 يُونيُو 1983 م نَتِيجَةَ اتِّحَادٍ بَيْنَ الْكَنِيسَة الْمَشْيَخِيَّة فِي الْوِلَايَاتِ الْمُتَّحدةPresbyterian Church in the United States وَالْكَنِيسَةِ الْمَشْيَخِيَّة الْمُتَّحِدة فِي الْوِلَايَاتِ الْمُتَّحدة الأَمْرِيكِيَّةUnited Presbyterian Church in the United States of America، هَذِهِ الْكَنِيسَة وَرِثَتْ مَاضٍ عَرِيق وَتُرَاث مَجِيد مِنَ الْعَمَلِ الْمُرْسَلِيّ وَالْكِرَازِيِّ فِي كُلِّ أَنْحَاءِ الْعَالَمِ بِمَا فِي ذَلِك الشَّرق الأَوسط وَمِصْر. وَمِنْ أَهَمِّ أَعْمَالِ الْمُرْسَلِينَ الَّذِين جَاءوا مِنَ الْكَنِيسَةِ الْمَشْيَخِيَّة الْمُتَّحدة فِي الْوِلَايَاتِ الْمُتَّحدة الأَمْرِيكِيَّة الْمُسَاهمة فِي تَرْجَمَةِ الْكِتَاب الْمُقَدَّس الْمَعْرُوفة بِاسْمِ «ڤَانْدَايك»، وَتَأْسِيس كُلِيَّة اللَّاهُوت الإِنجيلِيَّة بِالْقَاهرة وَالْعَدِيد مِنَ الْكَنَائسِ وَالْمُسْتَشْفَيَات وَالمدارس لِخِدْمَةِ الْمُجْتَمع الْمِصْرِيّ بِصِفَةٍ عَامَّةٍ وَالْكنِيسَة بِصِفَةٍ خَاصَّةٍ، وَكَانَت بِالْفِعْلِ خِدمتُهَا سَبَبَ بَرَكَةٍ لِكَثِيرِينَ فِي بِلَادِنَا.
لَكِن مِنْ بَعْدِ هَذَا الاتِّحاد الَّذِي تمَّ عَام 1983 م وَنَتِيجَة الابْتِعَاد عَنْ كَلِمَةِ الله وَتُرَاثِ الْكَنِيسَة مِنْ عَقِيدَةٍ مُصْلَحَةٍ وَإِقْرَارات وَقَوانِين الإِيمان الَّتِي شَكَّلَتْ رِسَالة الْكَنِيسَة وَإِرْسَالِيَّتهَا لِقُرُونٍ عَدِيدةٍ، نَتِيجَةً لِذَلِكَ بَدَأَتْ الْكَنِيسَةُ فِي الْأَفُولِ إِذْ فَقَدَتْ فِي ثَلَاثِينَ عَامًا، أَي الْفَتْرَة مَا بَيْنَ 1983 م وَحَتَّى 2013 م أَكْثَرَ مِنْ مِلْيُونِيِّ عضو (فَقَدْ تَنَاقَص عَدَدُ الأَعْضَاءِ الْمُسَجَّلِينَ مِنْ أَكْثر مِنْ 4 مِلْيُون عضو إِلَى 1٫7 مِلْيُون عضو) فِي نَفْسِ الْوَقْت هُنَاك طَوَائِف أُخْرَى تَنْمُو وَتَزْدَهِر.
كَانَتْ الْقَضِيَّةُ الْأَسَاسِيَّة الَّتِي تَسَبَّبَتْ فِي ضَعْفِ الْكَنِيسَة هِيَ مُنَاقَشَةُ مَوضُوع زَواج الْمِثْلِيِّين جِنْسِيًّا (الشَّوَاذ)، وَمُجَرّد مُنَاقشة هَذِه الْقَضِيَّة فِي الْمَجَامِعِ وَالْمَحَافِل الْعَامَّة دَفَعَ مِئَات الَآلَاف مِنَ الأَعْضَاءِ لأَنْ يَتْرُكُوا كَنَائسهمْ وَيَنْضَمُّوا لِكَنائس أُخْرَى لِأَنَّهُمْ رَفضُوا مُنَاقَشة الْكَنِيسَة لِأَمْرٍ مَحْسُومٍ فِي الْكِتَابِ الْمُقَدّس مِنَ التَّكوينِ للرُّؤْيَا، وَلَمْ يَقْبَلُوا مُجَرّد تَفْكِيرِ الْكَنِيسَة فِي قَبُولِ مَنْ يُمَارِسُونَ الشُّذُوذ وَيَعْتَبِرُونهُ سُلوك طَبِيعِيّ، وَهُوَ مَا اعْتَبرهُ الْكِتَابُ الْمُقَدّس خَطِيَّة يَجِب رَفْضَهَا وَتَوبِيخهَا وَدَعوة مَنْ يُمَارِسُهَا للتَّوبَةِ. وَبِالرّغم مَنْ تَرْكِ مِئَاتِ الْآلَاف لِلْكَنِيسَة الْمَشْيَخِيَّة فِي الْوِلَايَاتِ الْمُتَّحدة الأَمريكِيَّة بِسَبَبِ هَذِهِ الْقَضِيَّة إِلَّا إِنَّ الْكَنِيسَةَ اسْتَمَرَّتْ فِي مُنَاقشةِ هَذَا الْأَمْر فِي اجْتِمَاعَاتِ الْمَحْفَل الْعَامّ وَالْمَجَامِع.
فَفِي شَهْرِ يُوليُو 2010 أَقَرَّ الْمَحْفَلُ الْعَامّ بِأَغْلَبِيَّة 373 صَوت مُقَابِل 323 صَوْت قَرَارًا لِتَعْدِيلِ دستُور الْكَنِيسَة -وَهُوَ التَّعديل الْمَعْرُوف بِاسْمِ (10أ)- وَهَذَا التَّعْدِيل يَحْذِفُ شَرْطَ الْعِفَّةِ وَالطَّهَارَةِ مِنْ شُرُوطِ الرِّسَامَةِ فِي دستُورِ الْكَنِيسَة. بِمُجَرَّدِ إِقْرَار هَذَا التَّعْدِيل فِي الْمَحْفَلِ الْعَامّ كَانَ لَابُّد أَنْ تُوَافِقَ عَلَيهِ أَغْلَبِيَّة الْمَجَامِع لِكَيْ يَتِمَّ الْعَمل بِهِ، وَهُوَ مَا حَدَثَ فِعْلًا. نَتِيجَةً لإِقْرَارِ التَّعْدِيل (10أ) أَصْبَحَ فِي إِمْكَانِ الْمَجَامع رِسَامة شَخْصٍ مَا لِلْخِدْمَةِ كَرَاعٍ أَوْ كَشَيخٍ أَوْ كَشَمَّاسٍ وَهُوَ يُمَارِسُ سلُوكِيَّات «خَاطِئة» (كَالْعَلَاقَاتِ الشَّاذة، وَكَذَلِكَ تِلْكَ الَّتِي تُمَارَسُ خَارِج نِطَاقِ الزَّواج). وَقَدْ قَامَ أَحَدُ الْمَجَامِعِ بِالْفِعلِ بِرِسَامَةِ قسّ شَاذٍ جِنْسِيًّا. وَنَحْنُ نُؤْمِنُ أَنَّ هَذِهِ الْخُطْوَة تُعْتَبَرُ «عَدم أَمَانة لِكَلِمَةِ الله.»
وَالْمُشْكِلَةُ لَيْسَتْ فِي هَذَا التَّعْدِيل فَقَطْ، وَلَكِنِّي أَعْتَقِدُ أَنَّ التَّعْدِيل (10أ) هُوَ بِمَثَابَة عَرَض مِنْ أَعْرَاضٍ وَمَشَاكلٍ أُخْرَى أَكْثَر عُمْقًا، مِنْ ضِمْنِ هَذِهِ الْمَشَاكل:
1 – سُلْطَان وَتَفْسِير الْكِتَاب الْمُقَدَّس، كَلِمَة الله:
فَجُزءٌ مِنَ التَّعْلِيمَاتِ الَّتِي كَانَتْ مَوجُودة فِي الدّستُور بِخُصُوصِ الرِّسَامَةِ، وَالَّتِي حُذِفَتْ بِالتَّعْدِيلِ (10أ) يَقُولُ: «عَلَى أُولئكَ الَّذِين يُدْعَونَ إِلَى الْخِدْمَةِ فِي الْكَنِيسَة أَنْ يَعِيشُوا حَيَاتهُمْ فِي طَاعَةِ الْكِتَاب الْمُقَدّس، وِفْقًا لِمَعَاييرِ حَقَائق الإِيمَان التَّارِيخِيَّة لِلْكَنِيسَة...». وَالتَّعْدِيل (10أ) يَسْتَبْدِلُ هَذَا الْكَلَام بِ»تَسْتَرْشِدُ الْمَجَامِعُ وَالْمَجَالِسُ بِالْكِتَابِ الْمُقَدّس وَقَوَانِينِ الإِيمَان فِي تَطْبِيقِ الْمَعَايير الْفَرْدِيَّة لِلْمُرَشَّحِينَ لِلْخِدْمَةِ...». وَنَحْنُ نُؤْمِنُ أَنَّنَا -وَنَحْنُ نَتْبَع وَنَخْدم الْمَسِيح- لَسْنَا مَدْعُوّينَ لِمُجَرَّد الاسْتِرْشَاد بِالْكِتَابِ الْمُقَدّس، بَلْ مَدْعُوِّينَ لِلْعَيْشِ فِي طَاعَةٍ كَامِلَةٍ لِلْكِتَابِ الْمُقَدّس.
هَذَا يَضَع الْكَنِيسَة الْمَشْيَخِيّة فِي الْوِلَايَاتِ الْمُتّحدة فِي مَوْقِفٍ مُؤْسِفٍ، مِنْ حَيْثُ تَأْكِيد سِيَادة الرَّبِّ يَسُوع الْمَسِيح، وَذَلِكَ حَين تَمَّ تَقْلِيص سُلْطَة الْكِتَاب الْمُقَدّس وَإِزَالة مَا يَتَعَلَّقُ بِالزَّوَاجِ وَالْعِفَّةِ، بِالإِضَافَةِ إِلَى حَذْفِ الْكَلَام الْمُتَعَلِّقُ بِ»التَّوبَةِ» عَنْ كُلِّ مَا يَعْتَبِرهُ الْكِتَابُ الْمُقَدّس خَطِيئة، كَمَا يَضَع أَيْضًا PC (USA) فِي مَوْقِفٍ لَا يَتَّفِقُ مَعَ الْكِتَابِ الْمُقَدَّس.
2 - الانْحِرَاف عَنِ الإِنْجِيلِ الَّذِي يُغَيِّرُ:
نَحْنُ نُؤْمِنُ أَنَّنَا يَجِب أَنْ نَبْقَى مُتَمَسِّكِينَ بِإِيمَانِنَا بِالإِنْجِيلِ الَّذِي يُغَيِّرُ. هَذَا الْإِنْجِيل هُوَ الْإِعْلَانُ عَنِ الْأَخْبَارِ السَّارَةِ، وَهِيَ أَنَّ خَطَايَانَا قَدْ غُفِرَتْ مِنْ خِلَالِ الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيح. هَذَا هُوَ الْخَبَرُ السَّارّ، أَنَّ اللهَ غَيَّرَنَا وَخَلَّصَنَا مِنْ كُلَّ أَنْمَاطِ الْخَطِيئة الْمُدَمِّرة، وَهَذَا يَقُودُنَا، بِلَا شَكٍ، إِلَى حُرِّيَّةِ مَجْدِ أَولَادِ الله. وَمَعَ ذَلِكَ، فَإِنَّ أُولئكَ الَّذِين يُدَافِعُونَ لإِضْفَاءِ الشَّرْعِيَّة عَلَى سُلُوكِيَّاتِ الشّواذ جِنْسِيًّا يَبدُو أَنَّ لديهم إِنْجِيلًا آخر؛ إِنْجِيلًا كَاذِبًا يَدَّعُونَ مِنْ خِلَالِهِ أَنَّ اللهَ يَقْبَلنَا كَمَا نَحْنُ (وَهَذَا حَقٌّ)، وَيَتَسَاهَل مَعَ خَطَايَانَا فَيَتْرُكُنَا كَمَا نَحْنُ بِدُونِ تَغْيير (وَهَذَا بَاطِلٌ). هَذَا الإِنْجِيلُ الْكَاذِب الَّذِي يُعَلِّمُونَ بِهِ يَقُودهُمْ إِلَى الادِّعَاءِ بِأَنَّ الْأُمُورَ الَّتِي يَرْفُضُهَا الله وَيُرِيدُ تَغْييرهَا وَشِفَاءنَا مِنْهَا، هِيَ أُمُورٌ حَسَنَةٌ وَمَقْبُولَةٌ! وَنَحْنُ كَشَعْبِ الله الَّذي أَحَبَّنَا وَغَفَرَ لَنَا خَطَايَانَا نُؤْمِنُ أَنَّ الإِنْجِيل يَدْعُونَا إِلَى التَّوبَةِ الْمُسْتَمِرة عَنِ الذِّنُوبِ وَالْخَطَايَا الْمُتَأَصِّلة فِينَا. لَا يُمْكِنُنَا أَنْ نَرْجِمَ أَحَدًا بِالْحِجَارَةِ بَيْنَمَا نَحْنُ نُدْرِكُ أَنَّنَا نَحْنُ أَيْضًا خُطَاة وَمُذْنِبِينَ. وَمَعَ ذَلِكَ، فَالتَّقْلِيلُ مِنْ شَأْنِ رِسَالَةِ الإِنْجِيل إِلَى حَدِّ «الضَّمَان غَيْر الْمَشْرُوطِ» هُوَ خِدَاعٌ للنَّاسِ وَتَحْوِيلٌ عَنِ الإِنْجِيلِ الْحَقِيقِيّ الَّذِي يُغَيِّرُ الْخَاطِئ، كَمَا يُعْتَبَرُ احْتِقَارًا للهِ الَّذِي يَدْعُونَا لِنَحْيَا حَيَاةً مُقَدَّسةً.
3 - الْخِلَافُ حَول كَيفِيَّةِ النَّظر للرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ:
لَمْ يَعُدْ هُنَاكَ اتِّفَاقٌ دَاخِلَ الـ (PC (USA وَقِيادتِهَا حَول مَنْ هُوَ يَسُوع الْمَسِيح وَمَاذَا فَعَل. إِنَّ كِتَاب قَوَانِين إِيمَان الْكَنِيسَة لَمْ يَتَغَيَّر، لِذَلِكَ يَبدُو -عَلَى الْوَرَقِ- أَنَّ لَنَا إِيمانًا سَلِيمًا وَقَوِيمًا. وَمَعَ ذَلِكَ، فَفِي الْوَاقِعِ هُنَاك مَجْمُوعَةٌ كَبِيرَةٌ مِنَ الْمُعْتَقَدَاتِ غَيْر الْكِتَابِيَّةِ عَنِ الرَّبِّ يَسُوع الْمَسِيح، عَلَى سَبِيلِ الْمِثَال أَكَّد اسْتِبْيَانٌ حَدِيثٌ عُمِل بِوَاسِطَةِ خَدَمَات الْبحُوث فِ الـPC (USA) أَنَّ أَقَلَّ مِنْ نِصْفِ الْأَعْضَاءِ، وَالشُّيُوخِ وَالْقَسَاوسة فِي الـ (PC (USA يَعْتَقِدُونَ أَنَّ الرَّبَّ يَسُوعَ الْمَسِيح هُوَ الطَّرِيقُ الْوَحِيدُ لِلْخَلَاصِ.
مَا الَّذِي حَدَثَ فِي الْمَحْفَلِ الْعَامّ الأَخِير؟
فِي شَهْرِ يُونيُو الْمَاضِي انْعَقَدَ الْمَحْفَل الْعَامّ لِلْكَنِيسَة الْمَشْيَخِيَّةPC (USA) فِي مَدِينَةِ دِيترُويد بِوِلَايَةِ مِيْتشِجَان. وَبِالرّغم مِنَ النَّزِيفِ وَالْخَسَائر الَّتي تَكَبَّدتهَا الْكَنِيسَة فِي الْمَاضِي بِسَبَبِ الإِصْرَار عَلَى فَتْحِ الْبَاب أَمَام رِسَامَةِ الشَّوَاذ إِلَّا أَنَّ الْمَحْفَلَ الْعَامّ أَقَرَّ قَرَارَيْنِ فِي غَايَةِ الْخُطُورَةِ بِأَغْلَبِيَّةٍ كَبِيرةٍ.
الْقَرَارُ الأَوَّل وَهُوَ قَرَارٌ تَنْفِيذِيٌّAuthoritative interpretation يَسْمَحُ لِلْقُسُوس الْمَشْيَخِيِّين أَنْ يَقُومُوا بِمَرَاسِيم الزَّوَاج لِلْمِثْلِيِّينَ، وَكَذَلك السَّمَاح لِمَجَالس الْكَنَائس بِإِقَامَةِ هَذِهِ الْمَرَاسِيم فِي الْكَنائس الْمَشْيَخِيَّة. وَهَذَا الْقَرَار لَا يَحْتَاج مُوَافقة الْمَجَامع إِنَّمَا يَجْرِي الْعَمَلُ بِهِ فَورًا.
الْقَرَارُ الثَّانِي هُوَ اقْتِرَاحٌ بِتَعْدِيلِ بَنْد تَعْرِيف الزَّوَاج فِي دستُورِ الْكَنِيسَة مِنْ «الزَّوَاج هُوَ عَهْدٌ بَيْنَ رَجُلٍ وَاحِدٍ وَامْرَأَةٍ وَاحِدَةٍ.» إِلَى «الزَّواج هُوَ الْتِزَامٌ بَيْنَ شَخْصَيْنِ». وَلِكَيْ يَتمّ تَعْدِيل هَذَا الْبَند فِي الدّستُورِ يَجِب مُوَافقة أَغْلَبِيَّة الْمَجَامع خِلَال عَام مِنْ تَارِيخِ انْعِقَاد الْمَحْفَل الْعَامّ، أَي يُونيُو 2015 م.
نَتِيجَةً لِكُلِّ ذَلِكَ انْفَصَلَتْ عَنِ الطَّائِفَةِ الْكَثِيرُ مِنَ الْهَيئَاتِ وَالْمُنَظَّمَات وَالْكَنَائس الْمَحَافظة فِي الثَّلاثةِ أَعْوَام الأَخيرة. وَقَامَتْ بَعْضُ الْكَنائس الَّتِي انْفَصَلَتْ بِالانْضِمَام إِلَى طَوَائف مَشْيَخِيَّة أُخْرَى، بَيْنَمَا قَامَتْ 135 كَنِيسة بِتَأْسِيسِ طَائفة مَشْيَخِيَّة جَدِيدة بِاسْمِEvangelical Covenant Order of Presbyterians حَيْثُ كَانَ هَدَفُهُمْ الأَوَّل هُوَ أَنْ يَكُونَ الْكِتَابُ الْمُقَدّس هُوَ الدّستُور الرَّئيسِيّ للْكَنِيسَةِ حَتَّى لَا يَتَكَرّر مَا حَدَثَ فِي الْمَاضِي.
مَا الَّذِي يُمْكن أَنْ تَفْعَلَهُ الْكَنِيسَةُ فِي مِصْر؟
1. يَجِب أَنْ تُعْلِنَ الْكَنِيسَةُ بِوضُوحٍ وَبِطَرِيقَةٍ رَسْمِيَّةٍ رَفْضَهَا لِكُلِّ الْقَرَاراتِ وَالْمُمَارَسَاتِ الَّتِي لَا تَتَوَافق مَعَ الْكِتَابِ الْمُقَدَّس.
2. هُنَاكَ أَسْمَاء قَلِيلة (قَادة، هِيئَات، كَنَائس، قُسُوس) دَاخِل الْكَنِيسَة الْمَشْيَخِيَّة PC (USA) مَازَالُوا ضِدَّ هَذِهِ الْقَرَارَات وْالْمَمَارَسَات، يَجِب عَلينَا أَنْ نَتَعَاونَ مَعَهُمْ وَنُشَجِّعهمْ عَلَى ذَلِكَ.
3. الصَّلَاةُ مِنْ أَجْلِ هَذِهِ الْكَنِيسة، وَالَّتِي اسْتَخْدمَهَا الرَّبُّ بِطُرُقٍ عَظِيمَةٍ وَمَجِيدَةٍ فِي بِلَادِنَا، لِكَيْ تَعُودَ مَرَّةً أُخْرَى لِلْخُضُوعِ لِسُلْطَانِ كَلِمَة الله.
4. هُنَاك الْعَدِيد مِنَ الْكَنائس وَالْهَيئَات الَّتِي انْفَصَلَتْ عَنْ هَذِه الطَّائِفَةِ بِسَبَبِ هَذَهِ الْمَشَاكل، يَجِب أَنْ نَفْتَحَ الْبَابَ لِعَلَاقَاتٍ إِيجَابِيَّةٍ وَشَرَاكَة خِدْمَة مَعَ هَؤلَاء، حَيْثُ إِنَّهُم الأَقْرب لَنَا مِنْ حَيْثُ الْفِكْر الْكِتَابِيّ الْمُحَافِظ.

طباعة