هل تؤمن الكنيسة المشيخيّة بالليتورﭼـيّة؟

مقالات الزيارات: 1013
عرض لليتورﭼـيّة يوحنّا كالــﭬـن
يشعر الكثيرون من الإنجيلييّن بعدم الراحة إذ يسمعون تعبير "ليتورﭼـيّة." ويرى هؤلاء أن هذا التوجه في العبادة من شأنه أن يجعل العبادة طقسيّة، خالية من الدفء الروحيّ. ويمكن القول بأن هذا التخوف ربما يكون صائبًا، مراتٍ؛ إذ تتحول عناصر العبادة إلى مجرد حركات، أو مردات، يقوم بها الشعب تفاعلاً مع الخادم في الكنيسة. والحقّ يقال، فإن هذا التخوف واقعيّ، ويُرى، بشكلٍ واضح، في العديد من الكنائس التقليديّة، للأسف. ولكن هذا لا ينفي أن جمال وروعة الليتورﭼـيّة صارا مفقوديْن في غالبيّة الكنائس الإنجيليّة، حتى أن غالبيّة الإنجيلييّن أخذوا يسيرون في توجه عكسيّ متطرف تمامًا. هذا التوجه هو ما أطلق عليه "عشوائيّة العبادة." وبالطبع، لا يريد أحد أن تُوصف عبادته بالعشوائيّة، لكن أشكال العبادة في كنائسنا الإنجيليّة صارت، بزعم حريّة العبادة، والانفتاح على الروح، تتخبط بين أشكال في العبادة—كلّها أشكال غير نمطيّة. وأكاد أجزم بأنه صار مستحيلاً أن تجد كنيستيْن إنجليتيْن تتماثلان في عبادتهما. وأصدق دليل على ذلك هو "مجرد" حضور اجتماع للعبادة في أيّ كنيسة إنجيليّة. فنلاحظ أن كنيسةً ما ترنم من كتاب ترنيم معروف؛ في حين أن كنيسة أخرى تستخدم ترانيم حديثة؛ كنيسة تمارس فريضة العشاء الرّبانيّ مرة كلّ شهر، وأخرى كلّ أسبوع، وأخرى "حين ميسرة!" وينطبق هذا الحال على ممارسات كنسيّة عديدة.
وفي هذا الشأن، أذكر حادثة غريبة حقًا. كنت ذات مرة في إحدى المؤتمرات التابعة لكنيسة إنجيليّة في القاهرة. وأثناء فترة التسبيح والترانيم، قال القائد، "إحنا عاوزين نرنم للرّبّ من كلماتنا الشخصية؛ من زمان وإحنا بنرنم كلمات غيرنا للرب. عشان كده، خلّونا نرنم دلوقتي من كلماتنا الشخصيّة. أنا هلعب على الجيتار، وكلّ واحد فيكم يرنم للرّبّ إللي على قلبه." بالطبع، كانت الفكرة غريبة جدًا، وكان الناتج غوغائيًا بطريقة تدعو للحزن على ما وصلت إليه هذه الكنيسة.
لذا سألت نفسي، "هل توجد ليتورﭼـيّة في الكنيسة المشيخيّة يمكن أن نتبعها، ونقدم لله عبادة من خلالها. وهل تقف الليتورﭼـيّة ضد حريّة العبادة؟ في البداية وجدت أن يوحنّا كالـﭬــن (1509م-1564م) مؤسس الفكر المصلح، كان يتبع ليتورﭼـيّة أكثر من رائعة. وكانت تتميز بالتزام عميق من نحو الله، وكلمته. كما كانت دائمًا تجد ذروتها في تذكير الشعب فيما صنع الرّبّ على الصليب. إن الليتورﭼـيّة الكلـﭭينيّة هي ليتورﭼـيّة كتابيّة، مستقاة من الكتاب المقدّس، ومن تعاليم آباء الكنيسة. ولذا رأيت أن أقدّمها في هذا المقال للقارئ العربيّ—عساه أن يجدها مفيدةّ!
تنقسم الليتورﭼـيّة الكلـﭭينيّة لقسميْن أساسيْين: ليتورﭼـيّة الكلمة وليتورﭼـيّة المائدة المقدسة. تبدأ ليتورﭼـيّة الكلمة بقراءة نصّ سفر المزامير 124: 8 "عَوْنُنَا بِاسْمِ الرَّبِّ الصَّانِعِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ." وكان قائد العبادة يقف خلف مائدة العشاء الرّبانيّ ويتلو هذه الكلمات طالبًا معونة من الرب حتى تصبح العبادة مقبولة. يلي ذلك صلاة فيها يقدّم كالـﭭـن صلاة اعتراف بالخطايا. ومرات كان يقرأ على مسامع الشعب عبارات كتابيّة تؤكد غفران الله ومحبته لكلّ من يقرّ بخطيئته ويتركها. بعدها، كان كالـﭭـن يقود الشعب في ترتيل الوصايا العشر. ومرات كانت عبارة "كيرياليسون: يارّبّ ارحم" تردد مرتلةً بعد ترتيل كلّ وصية من الوصايا العشر. وفي هذا تعبير من كلّ الشعب عن رغبتهم في نوال غفران الله؛ إذ كسروا جميعًا وصاياه، ولم يلتزموا بها. بعد ذلك كان كالـﭬـن يصلى طالبًا نعمة الله على الكلمة، ثم يقرأ النصّ الكتابيّ، و يعظ.
بهذا يكون الجزء الأول من الليتورﭼـيّة قد انتهى. وإذ ذاك، يبدأ الجزء الثاني: ليتورﭼـيّة المائدة المقدّسة. وكان كالـﭬـن يستهل هذا الفقرة بالتقدمة. ثم يقدّم صلاة شفاعيّة نيابة عن الكنيسة يطلب فيها نعمة من الله على الرعيّة. وكان يقود الكنيسة في الصلاة الربانيّة بعد ذلك مباشرة. ثم تأخذ الكنيسة في التعبير عن إيمانها بترديد قانون الإيمان الرسوليّ. بعدها كان كالـﭬـن يقدم صلاة تكريسيّة بها يعبر عن رغبة الكنيسة أن تسير في مخافة الرّبّ؛ إذ تتقدّم الآن لممارسة فريضة العشاء الرّبانيّ.
ثم يقرأ على مسامع الشعب نصّ تأسيس الفريضة المقدّسة (1 كورنثوس 11: 23-25). ثمّ كان يوجه كلمات حثّ وتشجيع لأعضاء الكنيسة حتى يكونوا على وعي روحيّ واستقامة تناسب مع فريضة عشاء الرّبّ. ثمّ كانت الفريضة تمارس. وكانت ترنيمة تتبع ذلك، بعدها قراءة نصّ كتابيّ كان يعرف بـ Nunc dimittis. وهاتان الكلمتان هما أول كلمتان في الترجمة اللاتينيّة لصلاة سمعان الواردة في بشارة لوقا 2: 29-32 "الآنَ تُطْلِقُ عَبْدَكَ يَا سَيِّدُ حَسَبَ قَوْلِكَ بِسَلاَمٍ، لأَنَّ عَيْنَيَّ قَدْ أَبْصَرَتَا خَلاَصَكَ، الَّذِي أَعْدَدْتَهُ قُدَّامَ وَجْهِ جَمِيعِ الشُّعُوبِ." وكان كالـﭬـن يردد مع الكنيسة هذه العبارة كتعبير عن تأكيدهم أن خلاص الرّبّ (المائدة المقدّسة) قد تصوّر واضحًا أمام أعينهم. بعدها كان يصلى صلاة البركة الهارونيّة "يُبَارِكُكَ الرَّبُّ وَيَحْرُسُكَ. يُضِيءُ الرَّبُّ بِوَجْهِهِ عَليْكَ وَيَرْحَمُكَ. يَرْفَعُ الرَّبُّ وَجْهَهُ عَليْكَ وَيَمْنَحُكَ سَلامًا" (عد 6: 24-26).
ليتورﭼـيّة يوحنّا كالـﭬـن
ليتورﭼـيّة الكلمة
قراءة كتابيّة: مزمور 124: 8
اعتراف بالخطايا وصلاة طلب الغفران
"اِرْحَمْنِي يَا اَللهُ حَسَبَ رَحْمَتِكَ. حَسَبَ كَثْرَةِ رَأْفَتِكَ امْحُ مَعَاصِيَّ. اغْسِلْنِي كَثِيرًا مِنْ إِثْمِي، وَمِنْ خَطِيَّتِي طَهِّرْنِي. لأَنِّي عَارِفٌ بِمَعَاصِيَّ، وَخَطِيَّتِي أَمَامِي دَائِمًا. إِلَيْكَ وَحْدَكَ أَخْطَأْتُ، وَالشَّرَّ قُدَّامَ عَيْنَيْكَ صَنَعْتُ، لِكَيْ تَتَبَرَّرَ فِي أَقْوَالِكَ، وَتَزْكُوَ فِي قَضَائِكَ. هأَنَذَا بِالإِثْمِ صُوِّرْتُ، وَبِالْخَطِيَّةِ حَبِلَتْ بِي أُمِّي" (مزمور 51: 1-5).
تأكيد غفران الخطايا
"إِنِ اعْتَرَفْنَا بِخَطَايَانَا فَهُوَ أَمِينٌ وَعَادِلٌ، حَتَّى يَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَيُطَهِّرَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ" (1 يو 1: 9).
الوصايا العشر
لا يَكُنْ لَكَ آلِهَةٌ أُخْرَى أَمَامِي...
كيرياليسون
لاَ تَصْنَعْ لَكَ تِمْثَالاً مَنْحُوتًا...
كيرياليسون
لاَ تَنْطِقْ بِاسْمِ الرَّبِّ إِلهِكَ بَاطِلاً...
كيرياليسون
اُذْكُرْ يَوْمَ السَّبْتِ لِتُقَدِّسَهُ...
كيرياليسون
أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ...
كيرياليسون
لاَ تَقْتُلْ...
كيرياليسون
لاَ تَزْنِ...
كيرياليسون
لاَ تَسْرِقْ...
كيرياليسون
لاَ تَشْهَدْ عَلَى قَرِيبِكَ شَهَادَةَ زُورٍ...
كيرياليسون
لاَ تَشْتَهِ...
كيرياليسون
النصّ الكتابيّ
العظة
ليتورﭼـيّة العشاء الرّبانيّ
التقدمة
صلاة شفاعيّة
الصلاة الرّبانيّة
قانون الإيمان الرسوليّ
صلاة تكريسيّة
كلمات تأسيس الفريضة المقدسة:
كلمةُ حثٍّ
توزيع العناصر
ترنيمة
قراءة كتابيّة
البركة الهارونيّة:
"يُبَارِكُكَ الرَّبُّ وَيَحْرُسُكَ. يُضِيءُ الرَّبُّ بِوَجْهِهِ عَليْكَ وَيَرْحَمُكَ. يَرْفَعُ الرَّبُّ وَجْهَهُ عَليْكَ وَيَمْنَحُكَ سَلامًا" (عد 6: 24-26)
طباعة