يرتبط العمل الإنجيلى فى مصر العليا باسم الشيخ فام اسطفانوس، فهو من أوائل العلمانيين الذين رحبوا بالخدمة الإنجيلية فى بلادنا، وقد ولد بقوص سنة 1813 وتلقى تعليمه فى كتاب القرية حيث درس القراءة والكتابة ومبادئ الحساب ثم درس اللغة القبطية وتعمق فيها.
وفى شتاء سنة 1866 التقى بالدكتور القس وطسن ورافقه فى جولاته الكرازية بمصر العليا، وقد كتب القس وطسن عنه فقال: " إنه كان طويل القامة عريض المنكبين، جميل التركيب، كبير الرأس، طويل اللحية، وبالإجمال كان منظره مهيباً وقد تمثل أمامى فى الصورة التى كنت أتخيلها للبطاركة الشرقيين القدماء".
وكان الشيخ فام يعمل صرافاً وسبقه فى هذه المهنه والده. وبعد لقائه مع المرسلين الإنجيليين تعاون معهم فى تأسيس جمعية إنجيلية فى قوص، وكان من أوائل الذين انضموا إليها الشيخ بشارة نخلة وآخرون، ونتيجة لاهتمامه بهذه الخدمة أبعد عن بلدته فترة من الزمن ثم عاد إليها، ومنحته الدولة قطعة أرض أقيمت عليها الكنيسة الإنجيلية الحالية وقد تسلمت الكنيسة تصريح بنائها فى يناير 1878 [1]، ويرى البعض أنها ثانى كنيسة نظمت فى مصر.
وأول راع عين فى قوص هو أبونا ميخائيل البلينى ( وإن كان لم يتسلم الرعوية) ثم خلفه قس أرمنى اسمه القس جرجس أنشليان ( بدأ حياته نساجاً للحرير فى تركيا، سافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية حيث درس فى كلية لاهوت (Xenia ) وجاء إلى مصر فى نوفمبر 1884 وعمل راعياً لكنيسة قوص وفى خريف 1895 سافر إلى أرمينيا لزيارة أهله ومات فى المذبحة الشهيرة التى حدثت فى نفس السنة [2] .
وخدم القس فرح بقطر فى قوص فى المدة من 1902 حتى 1960، وخلفه القس جرجس وهبى الذى كان قد عمل مساعداً للراعى سنة 1957 وفى سنة 1965 نصب الراعى الحالى القس سعد قديس.
[1] Elder, vindicating a vision, p. 73
[2] Elder, Op., cit, p. 112