ذهب القس جوليان لانسنج إلى الاسكندرية فى وقت كانت فيه الحاجة ملحة لفتح مركز للخدمة الإنجيلية هناك وتم ذلك فى يناير 1857 وقام بالعمل هناك مع القس لانسنج زميله القس جيمس بارنيت، وقد قاما بجهد كبير فى توزيع الكتب المقدسة بين المسيحيين الذين يقطنون هذه المدينة.
وكان لانسنج قد ذهب فى زيارة إلى دمشق لاحضار أثاثات بيته من هناك، ثم عاد للاسكندرية فى 17 أكتوبر من نفس السنة وكانت أسرته قد سافرت إلى أمريكا ومنها لحقت به فى الاسكندرية وفى 6 نوفمبر تقرر أن يقوم لانسنج وحده بالخدمة بهذه المدينة، وفى رسالة كتبها بتاريخ 19 أكتوبر 1857 قال:
" اننى جالس الآن فى المساء فى مكان أتمنى أن يكون مقراً لى فى المستقبل. انه يبعد عن البحر بحوالى 20 خطوة، اننى أسمع هدير البحر يتسلل إلى من أسفل النافذة".
إن هذه الكلمات تبين مدى إيمان هؤلاء الخدام برسالتهم وحبهم لخدمة النفوس، هذا وفقد تعاون مع لانسنج فى خدمته عدد من المرسلين.
والجدير بالذكر أن احدى الإرساليات الاسكتلندية سبقت الإرسالية الأمريكية فى الخدمة الروحية بالاسكندرية، من خلال افتتاح مدرسة للبنات سنة 1856 وأخرى للبنين 1857 وذلك بعد حملة واسعة لجمع التبرعات لصالح انشائها. وكانت هناك جماعات مهتمة بجمع المال لها تركزت فى الاسكندرية وأدنبرة وجلاسجو وبدأت الدراسة فى منزل مستأجر فى ديسمبر 1856- وكانت تشرف عليها مس برنجل (Pringle ) كما قامت هذه الإرسالية بجهود مرسليها القس الدكتور هرمان فيليب والقس ر. جرانت براون بتوزيع الكتاب المقدس. كما أن هذين المرسلين عملا على دفع الشعب الاسكتلندى لكى يسهم فى تعليم الفتيات فى الشرق وقد نجحا فى تأسيس جمعية للسيدات فى مدينة Paisley تهتم برفع مستوى التعليم المسيحى للبنات بالاسكندرية. ولما وصل القس يوحنا هوج إلى الاسكندرية بدأ خدمته بالعمل فى مجال التعليم كما سبق أن ذكرنا.
كنيسة العطارين :
وفى سنة 1867 بدأ العمل الإنجيلى فى حى العطارين داخل مبنى مدرسة الأمريكان، وكان نواة الكنيسة هناك 8 أعضاء، وبعد فترة انتقلت الكنيسة من مقرها المذكور إلى مبنى الكنيسة الاسكتلندية وشكل أول مجلس لها من: الدكتور هوج – الدكتور فنى- الدكتور جفن – الدكتور روى – السيد مترى الدويرى- السيد ميخائيل أقلاديوس- السيد اسكندر حموى. وفى يناير 1902 دشن المبنى الحالى لكنيسة العطارين – وفى سنة 1908 بنيت عمارة ضمت مدرستين ومكاتب وبعض المساكن والدكاكين بتكلفة أكثر من 100 ألف ريال[1]. وكان أول راع لكنيسة العطارين هو الراحل القس ميخائيل أبادير الذى نصب فى سنة 1904 وفى المدة من فبراير 1951 حتى يونيو 1955 كان راعياً فخرياً للكنيسة، ومنذ أغسطس 1950 بدأ الراعى الحالى القس صموئيل وهبى خدمته.
كنيسة محرم بك :
وفى سنة 1903 بدأت الخدمة الإنجيلية فى حى كرموز( كنيسة محرم بك حالياً) وكانت البداية ( جمعية)، من بين الذين اهتموا بها الخواجا عبد المسيح حنا ( من المطيعه) وبجهود القس ميخائيل أبادير راعى العطارين والشيخ سيدهم جرجس والشيخ واصف جرجس والشماس جيد حنس انتظمت الكنيسة الإنجيلية بهذه المنطقة وكان أول راع لها هو القس بدروس سوس الذى نصب فى يوم الأحد 4 مارس 1928 ورأس حفل الرسامة القس لوريمر واشترك فى خدمة الحفل القسوس: ميخائيل أبادير – الدكتور مارك روى – الدكتور أسكلى والشيخ ملك لوسى [2].
اقيمت أول خدمة بالمبنى الحالى لهذه الكنيسة فى أغسطس 1946. والجدير بالذكر أنه خدم فى هذه الكنيسة أيضاً القسوس: اسكندر تاوضروس، جرجس جريس، مرقس ميخائيل، ملك فانوس[3]- – ويرعاها حالياً القس موسى عبده والقس سمير خير.
كنيسة السراى:
وبدأ الشيخ مترى صليب الدويرى فى بناء كنيسة أخرى بمنطقة السراى سنة 1921.
كنيسة سيدى بشر:
ومنذ سنة 1927 بدأت الخدمة الإنجيلية فى سيدى بشر وظلت تعقد حتى سنة 1931 بملك الشيخ يعقوب أبادير، ومنذ سنة 1933 بدأت فى مبنى أقيم بالحصير على أرض ملك الدكتور ابراهيم فهمى وذلك فى أيام الأحد وكانت تعقد خدمة أخرى يوم الأربعاء بمنزل الشيخ الدكتور عبد الملك خليل، وفى سنة 1941 تم شراء الأرض المقامة عليها الكنيسة الحالية وذلك بواسطة الشيخ يعقوب أبادير والشيخ الدكتور عبد الملك خليل، وأقيم عليها مكان مؤقت للعبادة، وكان يخدم فيه الخواجا خليل والخواجا ويصا. وأقيمت مبانى الكنيسة الحالية سنة 1945 ثم اشتريت فيلا مجاورة للكنيسة سنة 1969، وتم فى خلال 1970- 1973 توسيع الكنيسة وإقامة بيت للمؤتمرات الروحية بدأ كقاعة للشباب ثم بنى أعلاه دوران فى عامى 1974 و 1975. خدم بهذه الكنيسة: المبشر اسحق فرج الله والقس عمانوئيل مكارى والقس عبد المسيح ابراهيم والقس شاكر عبد المسيح والقس لبيب قلدس، ثم خدم بالكنيسة القس حليم توفيق فى المدة 1950- 1957 وخلفه الراعى الحالى القس أنسى عبد الملك.
كنيسة الابراهيمية:
وفى بداية الستينات بدأ العمل الإنجيلى بحى الإبراهيمية وذلك كجزء من نشاط كنيسة محرم بك(كرموز) ، وكانت الخدمة تعقد أحياناً بكنيسة الأرمن الإنجيلية بكامب شيزار ثم انتقلت لمبناها الحالى والذى كان أصلاً كنيسة أسقفية ترجع لسنة 1922، وتم شراء المبنى وتسجيل ملكيته باسم سنودس النيل الإنجيلى سنة 1976، وتبلغ مساحته نحو 800 متر مربع.
وكانت الكنيسة قد انتظمت فى 26 أكتوبر 1966 وبدأت بخمسين عضواً، خدم فيها القسوس: فتحى الضبع- الدكتور حنا جرجس الخضرى – القس نافع مشرقى – موريس خليل، ويرعاها حالياً القس فاروق الديرى منذ 1966، وهو أول راع ينصب لها. وقد أحتفلت هذه الكنيسة بنقل ملكيتها للسنودس فى 26 مايو 1978 وتحدث فى الاحتفال الراحل القس إلياس مقار، القس فايز فارس، القس صموئيل حبيب، القس فاروق الديرى، والقس الأسقفى روبرت براد. وتمتد خدمة هذه الكنيسة حالياً إلى: شبراخيت ودسوق، وشباس عمير وشباس الشهداء.
كنيسة سيدى بشر المحطة:
وأحدث الكنائس الإنجيلية بالاسكندرية هى كنيسة سيدى بشر المحطة والتى تأسست بجهود الكنيسة الإنجيلية بالسراى وانتظمت سنة 1977، وقد اشتريت قطعة أرض مساحتها 661 متراً مربعاً لإقامة مبنى الكنيسة عليها ويقوم برعاية هذه الكنيسة القس رفعت شفيق.
[1] الهدى- 26 مايو 1911.
[2] الهدى – 16 مارس 1928.
[3] الهدى- 5 يناير 1952.