عقيدتنا في الوكالة المسيحية

عقيدتنا 2 الزيارات: 1511

(10) عقيدتنا في الوكالة المسيحية

أساس الوكالة المسيحية:

كل من يخترع شيئاً يملك حق إختراعه والقانون يحميه، وكل من وضع لحناً أو كتاباً يملك حق ما أنتجته قريحته.

والله خالق السموات والأرض، وكل ما فيها، خلقها بأمره من العدم لذلك فبحق الخليقة يمتلك الله كل شئ.

“اعْلَمُوا أَنَّ الرَّبَّ هُوَ اللهُ. هُوَ صَنَعَنَا، وَلَهُ نَحْنُ، شَعْبُهُ وَغَنَمُ مَرْعَاهُ.” (مزمور100: 3)

“لِلرَّبِّ الأَرْضُ وَمِلْؤُهَا، الْمَسْكُونَةُ وَكُلُّ السَّاكِنِينَ فِيهَا، “ (مزمور24: 1).

وقد أعلن الله مراراً هذه الحقيقة، فقال لشعبه: “فان لى كل الأرض” (خروج19: 5) “ لأن لى الأرض وأنتم غرباء ونزلاء عندى” ( لاويين25: 23).

“ لى الفضة ولى الذهب يقول رب الجنود” (حجى2: 8).

والله يمتلك شعبه المفدى بحق آخر بالإضافة إلى حق الخلق، وهو الفداء. فان الله بذل ابنه الوحيد ليشترى أولاده المؤمنين من قبضة الشيطان ولذلك سمى الشعب المفدى أنه “شعب إقتناء” (1بطرس2: 9) وقال بولس للمؤمنين: “لأنكم قد اشتريتم بثمن” (1كورنثوس6: 20).

وقد رمز إلى الفداء بانقاذ شعب الله القديم من العبودية، لذلك كانت فكرة الفداء تتردد دائماً أثناء العبادة، وعندما كان الناس يحضرون باكورة الغلات كجزء من العبادة فى الهيكل، كانوا يرددون أعمال الله العجيبة معهم وكيف افتداهم وأنقذهم.

(إقرأ تثنية26: 1-10 )، (خروج13: 11-14).

لذلك يجب أن يعترف المؤمنون بملكية الله للعالم وكل ما فيه، وبملكية الله لهم وسيادته عليهم. وقد قال بطرس عن السيد المسيح: “ هذا هو رب الكل” (أعمال10: 36).

وإذا كان الشعب العبرانى فى القديم فى كل أجزاء عبادته يذكر ويردد “إنقاذ الله له من عبودية جسدية، فكم بالحرى يجب علينا نحن أن نذكر ونشكر فداءه لنا من عبودية  الخطية القاسية، ونمجد الله حسب أمر الكتاب: “أَمْ لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ جَسَدَكُمْ هُوَ هَيْكَلٌ لِلرُّوحِ الْقُدُسِ الَّذِي فِيكُمُ، الَّذِي لَكُمْ مِنَ اللهِ، وَأَنَّكُمْ لَسْتُمْ لأَنْفُسِكُمْ؟ لأَنَّكُمْ قَدِ اشْتُرِيتُمْ بِثَمَنٍ، فَمَجِّدُوا اللهَ فِي أَجْسَادِكُمْ وَفِي أَرْوَاحِكُمُ الَّتِي هِيَ لِلَّهِ.”. (1كورنثوس6: 19، 20)، ( إقرأ أيضاً رومية 14: 7، 8).

كذلك فان التعبير عن عبادتنا وتمجيدنا لله لا يكون مجرد تسبيح ظاهرى أو شكر كلامى، لكن العبادة و الشكر والتمجيد لابد أن تكون مصحوبة بتقديم الذات وكل ما نملك للسيد ويعبر عن ذلك رمزياً بالعطاء. لذلك اعتبر العطاء والإتيان بالتقدمات أمام الله جزءاً هاماً أساسياً من عبادة الله.

“ .......هَاتُوا تَقْدِمَةً وَادْخُلُوا دِيَارَهُ.” (مزمور96: 8) والله يوصى قائلاً: “ ..... . وَلاَ يَظْهَرُوا أَمَامِي فَارِغِينَ” (خروج23: 15، 34: 20).

إن تقدماتنا إذا كانت من القلب، وبروح الشكر والعرفان الحقيقى، ترضى الله، ولكنها إذا كانت لمجرد إتمام واجب مفروض علينا فانها تجعل عبادتنا لله غير مقبولة. وقديما أراد بعض الناس أن يقدموا “شكلياً” لإتمام المفروض عليهم، فقدموا تقدمات غير ممتازة، قدموا ما يستغنون عنه: قدموا حيوانات عمياء أو عرجاء أو مريضة. فاذا بالرب يقول لهم: “وَإِنْ قَرَّبْتُمُ الأَعْمَى ذَبِيحَةً، أَفَلَيْسَ ذَلِكَ شَرّاً؟ وَإِنْ قَرَّبْتُمُ الأَعْرَجَ وَالسَّقِيمَ، أَفَلَيْسَ ذَلِكَ شَرّاً؟ قَرِّبْهُ لِوَالِيكَ، أَفَيَرْضَى عَلَيْكَ أَوْ يَرْفَعُ وَجْهَكَ؟ قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ. وَالآنَ تَرَضُّوا وَجْهَ اللَّهِ فَيَتَرَأَّفَ عَلَيْنَا..........” (ملاخى1: 8-10).

إن تقدماتنا يجب أن تكون اعترافاً حقيقياً بمديونيتنا لله، وشكرنا له، لتكون “ ...... نَسِيمَ رَائِحَةٍ طَيِّبَةٍ، ذَبِيحَةً مَقْبُولَةً مَرْضِيَّةً عِنْدَ اللهِ.” (فيلبى4: 18).

واجمل ما نختم به هذا الجزء هو صلاة داود عند تقديم العطايا المعدة لبناء الهيكل، إذ قال: “لَكَ يَا رَبُّ الْعَظَمَةُ وَالْجَبَرُوتُ وَالْجَلاَلُ وَالْبَهَاءُ وَالْمَجْدُ، لأَنَّ لَكَ كُلَّ مَا فِي السَّمَاءِ وَالأَرْضِ. لَكَ يَا رَبُّ الْمُلْكُ، وَقَدِ ارْتَفَعْتَ رَأْساً عَلَى الْجَمِيعِ. وَالْغِنَى وَالْكَرَامَةُ مِنْ لَدُنْكَ، وَأَنْتَ تَتَسَلَّطُ عَلَى الْجَمِيعِ، وَبِيَدِكَ الْقُوَّةُ وَالْجَبَرُوتُ، وَبِيَدِكَ تَعْظِيمُ وَتَشْدِيدُ الْجَمِيعِ.

 وَالآنَ يَا إِلَهَنَا نَحْمَدُكَ وَنُسَبِّحُ اسْمَكَ الْجَلِيلَ. وَلَكِنْ مَنْ أَنَا وَمَنْ هُوَ شَعْبِي حَتَّى نَسْتَطِيعُ أَنْ نَتَبَرَّعَ هَكَذَا، لأَنَّ مِنْكَ الْجَمِيعَ وَمِنْ يَدِكَ أَعْطَيْنَاكَ!” (1أخبار الأيام29: 11-14).

تطبيق الوكالة المسيحية:

كان اليهود فى العهد القديم ينظرون إلى المقتنيات من ثروة ومال وغنم وأرض باعتبارها بركة من الله، وفى نفس الوقت كان الأنبياء يحذرون الناس من النظرة الأنانية إلى الثروة ويوضحون مسئولية الأغنياء نحو الفقراء، ونجد ذلك واضحاً فى أحاديث عاموس النبى وغيره من الأنبياء.

وكانت الشريعة اليهودية توصى بتقديم العشور، وهناك تشريعات كثيرة فى العهد القديم بهذا الخصوص منه إتيان العابد إلى مكان العبادة ومعه عشر كل غلاته يأكل منها ويعطى منها الفقراء وللكهنة ( اقرأ تثنية12: 6، 7، تثنية14: 22).

ولأن بعض الناس كانوا بعيدين عن الهيكل مكان العبادة كان مسموحاً للشخص أن يبيع عشر الغلات ويقدم قيمتها عند حضورة للعبادة ويعطى جزءاً منه للاوى وهو يقوم بخدمة الهيكل متفرغاً ولا نصيب له فى الأرض. (تثنية14: 24- 27) – وفيما بعد نظمت العشور فأصبح العابد يعطى عشراً للاويين وعشراً ثانياً يستهلكه العابد فى العيد فى أورشليم مع أسرته، وعشراً ثالثاً كل ثلاث سنوات وكل ست سنين بدلاً من العشر الثانى (عدد18: 21، تثنية12: 5-19، تثنية14: 22-23).

وكان التقصير فى دفع العشور يعتبر سلباً لحق الله، وكان الله يطالب به “ أَيَسْلُبُ الإِنْسَانُ اللَّهَ؟ فَإِنَّكُمْ سَلَبْتُمُونِي. فَقُلْتُمْ: بِمَ سَلَبْنَاكَ؟ فِي الْعُشُورِ وَالتَّقْدِمَةِ.......” (ملاخى3: 8-12).

ويتساءل الناس: ما موقف المسيحى فى العهد الجديد من هذه الناحية.

والواقع أن هناك نظرتين:

النظرة الحرفية:

ويتمسك أصحابها بحرفية الوصايا ويقولون إن المؤمن فى عهد النعمة لا ينبغى أن يكون أقل أهتماماً بدفع العشور من أولئك الذين عاشوا فى عهد الناموس فقد قال المسيح:”.....إِنْ لَمْ يَزِدْ بِرُّكُمْ عَلَى الْكَتَبَةِ وَالْفَرِّيسِيِّينَ لَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ السَّماوَاتِ.” (متى5: 20). كما أن السيد المسيح لم يوبخ الفريسيين على دفع العشور بتدقيق، ولكنه وبخهم لأنهم تركوا أثقل الناموس الحق والرحمة والإيمان، واعتمدوا على برهم الذاتى لكنه قال لهم: “كَانَ يَنْبَغِي أَنْ تَعْمَلُوا هَذِهِ وَلاَ تَتْرُكُوا تِلْكَ.” (متى23:23).

لذلك يصر كثيرون من المؤمنين على أن يقدموا لله عشر إيرادهم بالتمام ويقولون ان ترك مجال للحرية فى هذا الأمر يجعل الحماس يقل والغيرة تفتر، ويجعل الناس تعتذر بكثير من الاعذار. وأصحاب هذا الرأى يعتقدون أن الحياة المسيحية تتطلب النظام والتدقيق وعدم الاعتماد على النواحى العاطفية، لأن الانسان خاطئ وقلبه خادع، وكثيراً ما يحاول تبرير ضعفه وتقصيره- ليرضى عن نفسه.

النظرة الروحية:

وأصحابها لا يعارضون فى أن يقدم الإنسان عشوره لله، لكن ما يعترضون عليه هو النظرة الحسابية إلى الأمور الروحية، فهم يخشون أن الانسان يدفع العشور بصورة روتينية، ويتصور نفسه أنه بار وصالح لمجرد أنه يحافظ على شكليات الوصايا، مثل الفريسى الذى دخل إلى الهيكل مصلياً وقال: “..... اَللَّهُمَّ أَنَا أَشْكُرُكَ أَنِّي لَسْتُ مِثْلَ بَاقِي النَّاسِ الْخَاطِفِينَ الظَّالِمِينَ الزُّنَاةِ، وَلاَ مِثْلَ هَذَا الْعَشَّارِ. أَصُومُ مَرَّتَيْنِ فِي الأُسْبُوعِ وَأُعَشِّرُ كُلَّ مَا أَقْتَنِيهِ.” (لوقا18: 11، 12).

إن الوكالة المسيحية ليست حساباً بل هى تجاوب من القلب لبركات الله. وعطيته التى لا يعبر عنها. لذلك فان سؤال المسيحى:” كم ينبغى أن أعطى؟ “ هو سؤال ليس فى مكانه..... لأنه ماذا يستطيع الإنسان أن يعطى لله؟.

“ ...... إِنْ أَعْطَى الإِنْسَانُ كُلَّ ثَرْوَةِ بَيْتِهِ بَدَلَ الْمَحَبَّةِ تُحْتَقَرُ احْتِقَاراً.” (نشيد8: 7) فمهما قدم الإنسان لله، فانه يكون عاجزاً ومقصراً، وسيظل المؤمن المفدى فى حالة من الشكر والانبهار والتعجب مغموراً ببركات الله مسبحاً نعمته على الدوام، و بينما هو يفكر فى أن يعدد حسنات الله، إذا به يزداد من هذه البركات ويتمتع بها أكثر.”.....مَاذَا أَرُدُّ لِلرَّبِّ مِنْ أَجْلِ كُلِّ حَسَنَاتِهِ لِي؟ كَأْسَ الْخَلاَصِ أَتَنَاوَلُ، وَبِاسْمِ الرَّبِّ أَدْعُو. أُوفِي نُذُورِي لِلرَّبِّ مُقَابِلَ كُلِّ شَعْبِهِ.” (مزمور116: 12-14).

لكن هذه الحرية التى لنا فى المسيح، لا تجعلنا نتكاسل أو نتواكل، بل انها تدفعنا إلى مزيد من العطاء والسخاء؟ لأن السيد المسيح هو سيد لحياتنا كلها، وبذلك يتحول العطاء من حساب إلى فيض سخاء بلا حساب.

إن بداية الوكالة المسيحية هى الافتراق عن سلطان المال فى حياتنا، فلا يكون المال أو ما يمثله من سلطان وجاه ومركز الهاً يستعبدنا، فإما أن نعبد الله وتكون له السيادة التامة على حياتنا ويكون المال عبداً لنا نستخدمه لمجد الهنا، وإما أن يستعبدنا المال فيكون سيداً قاسياً علينا.

وقد قال السيد المسيح بوضوح:” «لاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَخْدِمَ سَيِّدَيْنِ، لأَنَّهُ إِمَّا أَنْ يُبْغِضَ الْوَاحِدَ وَيُحِبَّ الآخَرَ، أَوْ يُلاَزِمَ الْوَاحِدَ وَيَحْتَقِرَ الآخَرَ. لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَخْدِمُوا اللَّهَ وَالْمَالَ.” (متى6: 24).

هكذا كانت كنائس مكدونية وأسلوب عطائها عندما فاضت فيهم محبة الله، فانهم “ ..... فِي اخْتِبَارِ ضِيقَةٍ شَدِيدَةٍ فَاضَ وُفُورُ فَرَحِهِمْ وَفَقْرِهِمِ الْعَمِيقِ لِغِنَى سَخَائِهِمْ، لأَنَّهُمْ أَعْطَوْا حَسَبَ الطَّاقَةِ، أَنَا أَشْهَدُ، وَفَوْقَ الطَّاقَةِ، مِنْ تِلْقَاءِ أَنْفُسِهِمْ، .....” (2كورنثوس8: 1-5).

وسبب هذا انهم “ أعطوا أنفسهم أولاً للرب” – هذا هو جوهر الوكالة المسيحية اننا نعترف بسيادة الرب علينا، وبأنه يملك كل شئ معنا، وما نحن إلا وكلاء يجب أن نتصرف بحكمة وأمانة فيما أعطانا الله.

ومن يدرس أقوال السيد المسيح بعناية يدرك بأن اهتمامه الأول كان ينصرف لا إلى مقدار العطاء بقدر ما هو إلى روح العطاء كما نلاحظ ذلك فى الأرملة التى ألقت الفلسين فقد كان هذا هو “كل معيشتها” لذلك قال الرب: “....«الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ هَذِهِ الأَرْمَلَةَ الْفَقِيرَةَ قَدْ أَلْقَتْ أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ الَّذِينَ أَلْقَوْا فِي الْخِزَانَةِ، لأَنَّ الْجَمِيعَ مِنْ فَضْلَتِهِمْ أَلْقَوْا، وَأَمَّا هَذِهِ فَمِنْ إِعْوَازِهَا أَلْقَتْ كُلَّ مَا عِنْدَهَا كُلَّ مَعِيشَتِهَا».” (مرقس12: 43، 44).

إن يسوع يركز انتباه تلاميذه إلى الأعماق وليس إلى المظاهر الخارجية، وهو يطلب الأمانة ، وهى فضيلة لا يمكن قياسها بالنظر إلى الظواهر، ولا بما يمتلكه الانسان، لكنها إتجاه فى الحياة، لذلك قال: “اَلأَمِينُ فِي الْقَلِيلِ أَمِينٌ أَيْضاً فِي الْكَثِيرِ، وَالظَّالِمُ فِي الْقَلِيلِ ظَالِمٌ أَيْضاً فِي الْكَثِيرِ. ....وَإِنْ لَمْ تَكُونُوا أُمَنَاءَ فِي مَا هُوَ لِلْغَيْرِ، فَمَنْ يُعْطِيكُمْ مَا هُوَ لَكُمْ؟” (لوقا16: 10، 12).

ولقد استودعنا الله وزنات متعددة، فان لم نكن امناء باستخدام كل الامكانيات التى جعلنا الله وكلاء عليها، فلن تكون لنا بركة فى شخصياتنا وحياتنا، وهذا يوسع نظرتنا إلى الوكالة، فيجعلها تتعدى المال والمقتنيات المادية، وتشمل عدة أمور أخرى.

فمن عطايا الخليقة التى أعطاها لنا الله، أجسادنا. وهى موضوع إهتمام الله، فهى هيكل للروح القدس ويجب أن نمجد الله فيها وبها (متى10: 30، 1كورنثوس6: 19، يعقوب2: 16).

كذلك الوقت وأوقاتنا كلها فى يد الله (مزمور31: 15) ومن واجب المسيحى أن يحسن التصرف فى وقته ويوزعه توزيعاً صحيحاً ملائماً بين العبادة، والعمل، والراحة، والعناية بشئون الأسرة.

كذلك فان عطايا الله لم تقتصر على عطايا الخليقة، بل اعطانا الله عطايا الفداء العجيب، والانجيل هو قمة العطايا التى أعطاها لنا الله وقد أعلن بولس الرسول ابتهاجه بهذه العطية بقوله: “فَشُكْراً لِلَّهِ عَلَى عَطِيَّتِهِ الَّتِي لاَ يُعَبَّرُ عَنْهَا.” (2كورنثوس9: 15). ولعل مثل الوزنات الوارد فى متى 25 لا يشير إلى المواهب المادية فحسب بل بالأكثر إلى عطايا النعمة ومواهب الفداء.

إن هناك خطراً كبيراً فى أن نعتبر الإنجيل “رأس مال” ميتاً وندفنه ولا نستحدمه ، بل يجب أن نستخدمه.

وفى رسالة رومية الأصحاح الثانى عشر نجد جوانب متعددة لمبادئ الوكالة المسيحية فى مواهب النعمة، وننصحكم بأن تقرأوا هذا الأصحاح لتروا المجالات الرائعة للوكالة المسيحية فى الجسد والروح والنبوة والخدمة والتعليم والوعظ والعطاء والتدبير والرحمة والمشاركة الوجدانية والضيافة والتسامح... وكلما استثمرنا هذه المواهب كلما زادت فينا لأن “ كل من له يعطى فيزداد. ومن ليس له فالذى عنده يؤخذ منه” (متى25: 29).

إن الله يعطى جماعة المؤمنين عطايا النعمة ليساعدهم فى وكالة الإنجيل.

وعندما يبدأ المؤمنون فى ممارسة هذه الوكالة بأمانة سينعكس هذا على حياة الجماعة وعلى حياة المجتمع الذى يعيشون فيه. وتظهر أعظم موهبة وهى المحبة (1كورنثوس13)، وهنا نكتشف أن الأعظم هو الذى ينال هذه الموهبة ويعبر عنها بخدمة الآخرين (لوقا22: 26).

طباعة