عقيدتنا في العشاء الرباني

(10) عقيدتنا في العشاء الرباني 

1- ما هى الأسماء الكتابية المختلفة للعشاء الربانى؟

(أ) عشاء الرب كما جاء فى 1كورنثوس11: 20 والعشاء هو الوجبة الرئيسية

(ب) مائدة الرب كما جاء فى 1كورنثوس10: 21 على أن الرب هو المضيف

(ج) كأس الرب كما جاء فى 1كورنثوس10: 21 على أن الرب هو المبارك.

(د) شركة جسد الرب كما جاء فى 1كورنثوس10: 16 على أن الجماعة مرتبطة بواسطة جسد الرب.

(هـ) كسر الخبز كما جاء فى أعمال2: 42

(و) ويسمى أيضاً الأفخارستيا أى ذبيحة الشكر لارتباط الممارسة بتقديم الشكر كما جاء فى متى26: 26، 27

2- بأى معنى نعتبر العشاء الربانى “سراً”؟

بمعنى أنه فريضة رسمها الرب يسوع نفسه

وحدد فيها استعمال أشياء حسية عند تناولها بالإيمان تعطى مدلولا روحياً وفائدة للمتناول. وتناولها قاصر على شعب الرب.

3- ما هو الغرض الأساسى من رسم العشاء الربانى؟

(أ) لنذكر موت الرب (لوقا22: 19، 1كورنثوس11: 24، 25).

(ب) الإخبار بموت الرب إلى أن يجئ 1كورنثوس11: 26

(ج) لنكون شركاء مع الرب فى آلامه وفى قوته 1كورنثوس10: 16- 22.

(د) علاقة العهد الجديد فى المسيح وانتظار الملكوت

                                                متى26: 28، 29

                                                1كورنثوس11: 25

                                                يوحنا6: 51

(هـ) وليمة الفرح بالملكوت        متى26: 29

(و) وليمة الشركة بين الأخوة المؤمنين 1كورنثوس 10: 16

4- ما هى العناصر المستعملة فى عشاء الرب وهل اختلفت الكنائس عليها؟

العناصر التى أستعملها الرب يسوع كانت الخبز والخمر.

ولكن لأن الرب قد رسم هذا العشاء وقت الفصح وهو قد حل محله وقد كان اليهود حسب الشريعة يأكلون خبزاً فطيراً فى الفصح أى بدون أية خميرة فيه فقد استعمل الرب يسوع الخبز بغير خمير.

إلا أن الكنيسة اليونانية الأرثوذكسية تصر على أن يكون الخبز مختمراً حتى يتميز عن الفصح اليهودى.

أما الكنائس المصلحة فلا تعلق أهمية كبيرة على نوع الخبز المستعمل.

أولاً: لأن الحرف يقتل وليس السر فى نوع الخبز لكن فى الإيمان الذى نتناول به الخبز لكى نتمتع بالفوائد الروحية.

وثانياً: لأن الرب يسوع استخدم الخبز الموجود أمامه للعشاء العادى فى ذلك الوقت ولم يكن فى أى بيت يهودى فى تلك الليلة خبز مختمر.

وعند لقاء الشركة المذكور فى سفر الأعمال فى أول كل أسبوع كانوا يجتمعون للشركة أى للعشاء معاً ثم يكسرون الخبز، نفس الخبز الذى تناولوا معه العشاء مثل ما فعل الرب يسوع.

5- ما هى الآراء اللاهوتية المختلفة بشأن طبيعة العشاء الربانى؟

(أ) رأى زونجلى:

إن العشاء مجرد ذكرى ومن الشواهد الكتابية السابقة يتضح أن للعشاء عدة مفاهيم أخرى، وبذلك يكون تعبير زونجلى عن العشاء ناقصاً.

(ب) رأى الكنيسة التقليدية:

وهو أن الخبز يتحول إلى جسد حقيقى والخمر إلى دم حقيقى، وهذا أيضاً لا يتمشى مع ما جاء فى الكتاب المقدس لعدة أسباب أهمها:

أن الرب يسوع عندما رسم العشاء الربانى لم يكن قد صلب بعد، بل كان معهم بلحمه ودمه. وإنما قصد أن يكون الخبز إشارة إلى جسده والكأس إشارة إلى دمه.

ثم كيف يمكن أن يكون أن يهوذا قد أكل جسد الرب وشرب دمه ومع ذلك باعه، وأكثر من ذلك أنه فقد فرصة التوبة.

كما أن الأخذ بمبدأ الاستحالة يبطل معنى الشركة والعهد فالإنسان يقدم المادة والرب يرسل الروح القدس ويدخل كلاهما فى عهد لا على أساس المادة مهما كان نوعها لكن على أساس عمل الروح القدس الذى يحرك الإنسان إلى الإيمان والتوبة والذى يعطى فوائد الخلاص بالمسيح.

وهكذا نرى ما ينطبق على الماء فى المعمودية ينطبق على الخبز والخمر فى عشاء الرب.

(ج) الرأى اللوثرى:

وهو محاولة للتوفيق بين الرأيين، الزونجلى والتقليدى، فيقول إن الخبز ونتاج الكرم لا يستحيلان فى جوهرهما إلى جسد المسيح ودمه، إلا أن المسيح حاضر فى الفريضة جسدياً ويرافق العنصرين بطريقة سرية، حتى أن المشترك الذى يقبل المسيح بمعنى سرى تكون لعناصر العشاء بالنسبة له فاعلية حقيقة ذاتية، وأما الذى يتناول بغير إيمان فتكون العناصر بالنسبة له بغير فاعلية سرية، أى لا يأكل جسد المسيح ولا يشرب دمه، بل يظلان بالنسبة له خبزاً وخمراً.

(د) الرأى المصلح أو الكلفينى:

(وهو رأى الكنيسة الإنجيلية) ومفاده أن فاعلية العشاء الربانى ليست ذاتية فيه، لكنها تحصل بواسطة الروح القدس الذى يرافق العناصر، ويوصل الفوائد الروحية إلى القلوب التى تتناوله بالإيمان.

فالروح القدس هو الذى يجعل الفريضة المقدسة واسطة لتوثيق روابط الاتحاد بين المؤمنين وبين فاديهم، وعلى هذا يكون للعشاء الربانى فاعلية روحية عظيمة لأننا بالإيمان نشترك فى جسد الرب ودمه، ونتثبت فى العهد وننمو فى النعمة.

ما لزوم إمتحان النفس قبل التناول من المائدة؟

لتجديد التوبة وتأكيد الإيمان.

ولإعداد النفس للطاعة لما يرشد به الروح القدس.

ولإعلان الخضوع للدعوة العليا والإرشاد المستمر.

أقوال بعض الآباء فى عناصر العشاء الربانى

تقول بعض الطوائف إن الخبز يتحول إلى جسد حقيقى، وأن الخمر يتحول إلى دم حقيقى... وإليك بعض التعليقات عن هذا.

فى الكنيسة الغربية:

ظهر التعليم بالاستحالة لأول مرة عندما قدمه باسخاسيوس رادبركس فى منتصف القرن التاسع. ورد عليه فى ذلك الوقت راترامنس قائلاً: “ أما من جهة الجواهر المادية فكما كانت قبل التقديس لم تزل كذلك بعده” وقال أيضاً أريجينا وهو من نفس الكنيسة فى نفس العصر “ .. نقدمه روحياً ونأكله عقلياً بالذهن لا بالأسنان” ولم تقبل الكنيسة الغربية هذا التعليم رسمياً قبل المجمع اللاترانى الرابع سنة 1215.

أما فى الكنيسة الشرقية:

فقد سجلت فى قرارات مجمع قسطنطينية سنة 754 “ أن العناصر فى الأفخارستيا إنما هى بمنزلة رموز أو إشارات” ولم تقبل الكنيسة عقيدة الاستحالة رسمياً قبل صدور كتاب إقرار الإيمان الأرثوذكسى لبطرس موغيلاس من كيفا فى روسيا سنة 1643.

ويجدر بنا أن نورد هنا آراء بعض آباء الكنيسة الشرقيين على سبيل المثال لا الحصر:

+ القديس أثناسيوس فى عام 370م كتب فى شرح إنجيل يوحنا الأصحاح السادس: “ أن مناولة جسد المسيح ودمه حقيقة أمر لا يقبل، وأما المعنى الذى قصده المسيح فى هذه الآيات فلا يقبل إلا روحياً”.

+ ويقول يوحنا فم الذهب سنة 400م “ إن الخبز المقدس يستحق أن يسمى جسد الرب، مع أن الخبز لم يزل على حقيقته” .

+ وقال أغسطينوس سنة 420م إن قول المسيح إنه يعطينا جسده لنأكل لا يجوز فهمه جسدياً، لأن نعمته لا تقبل بالأسنان. وأما قول المسيح “ هذا هو جسدى” كان بمعنى أن الخبز وضع علامة لجسده.


طباعة