التأمل اليومي: المسيحي وحياة النمو

"فَاطْرَحُوا كُلَّ خُبْثٍ وَكُلَّ مَكْرٍ وَالرِّيَاءَ وَالْحَسَدَ وَكُلَّ مَذَمَّةٍ، وَكَأَطْفَال مَوْلُودِينَ الآنَ، اشْتَهُوا اللَّبَنَ الْعَقْلِيَّ الْعَدِيمَ الْغِشِّ لِكَيْ تَنْمُوا بِهِ، إِنْ كُنْتُمْ قَدْ ذُقْتُمْ أَنَّ الرَّبَّ صَالِحٌ." (1بطرس 2: ١-٣)

في الإصحاح الأول ركَّز بطرس الرسول على حياة التجديد من خلال رحمة الله وبعمل المسيح وقيامته من الأموات، وفي هذه الآيات يركز على حياة النمو في حياة المسيحي، وأنّ التغير والنمو هما رحلة طويلة، لكنها ممكنة.

في هذا النص يقدم لنا بطرس فكرتين

الفكرة الأولى: الدور والمسؤولية (1بطرس 2: ١)

إذا كان التجديد هو عمل الله، لكن قرار النمو والتشكيل مسؤولية المسيحي ويستخدم بطرس الكلمة اليونانية "فاطرحوا" بمعني "خلع الثياب" (أعمال ٧: ٥٨) البعض فسر الفعل بمعنى "تطهير من النجاسة"، وقد استخدم هذه الكلمة بصورة استعارية بمعنى طرح الثياب المتسخة بشدة، ويقدم لنا بطرس قائمة تعيق نمونا وقداستنا وهي:

* التعامل مع جذور الشر: يقول بطرس: "اطرحوا كل خبث"، والكلمة اليونانية "خبث" أشمل كلمة للتعبير عن الشر، وهي تعبر عن كل طرق الشرير، وكل القائمة التي يذكرها بطرس تعد تفسيرًا لهذه الكلمة.

التخلص من خداع الآخرين: "اطرحوا كل مكر"، أي الحصول على شيء من خلال الخداع، أيضًا التخلص من حياة التمثيل "الرياء"، ثم التخلص من الرغبة في الامتلاك "الحسد" وهي تعني المشاعر السلبية التي تسيطر عليَّ عندما أرى لدى الأخرين امتيازات ليست عندي وأسعى لأخذها"، وأخيرًا التخلص من تشويه الأخرين "اطرحوا كل مذمة"، والكلمة تعني التكلم بالشر والتشهير بالآخرين.

الفكرة الثانية: نقاء الكلمة والنمو (1بطرس ٢: ٢)

وهنا يصور بطرس المسيحي بطفلٍ مولود جديد " كأطفال مولودين" الكلمة اليونانية "أطفال" استخدمت في الأصل للإشارة إلى "الجنين"، لكن استخدمها الكتاب فيما بعد لتصف حديثي الولادة، وهنا يصف بطرس المؤمن الجديد بطفل حديث الولادة "يشتهي"، أي يكون لديه اشتياق لـ "لبن الكلمة العديم الغش"، والكلمة اليونانية "العقلي" تعني "المختصة بالكلمة" حيث كان بطرس يتحدث عن كلمة الله الحية الباقية (1بطرس ١: ٢٣-٢٥)، فيكون قصد بطرس ان كلمة الله نقية وخالية من اي ضرر وقادرة على جعلنا في نمو مستمر.


طباعة