التأمل اليومي: تلميذ يسوع

تكلَّم المسيح في لوقا (14: 25-35)، عن التلمذة، وتتكرر عبارة "يكون لي تلميذًا" ثلاث مرات في هذا الجزء (أعداد 26، 27، 33). وفي هذا الجزء يقدم يسوع خمسة تشبيهات أو صور، تُقدم خمس صفات لتلميذ يسوع:

التشبيه الأول من العائلة (عدد 26)، والصفة "المحبة": يقول المسيح على التلميذ أن "يُبغض أباه أو أمه... حتى نفسه"، وقد قصد أن يقول إن من يريد أن يكون له تلميذًا يجب أن يحبه هو أكثر من أي شخص وأكثر من أي شيء. وعندما نتمتع بمحبة يسوع نستطيع أن نقدم حب الله للجميع.

التشبيه الثاني من الصليب (ع27)، والصفة "الموت عن الخطية": إنَّ الصليب معناه "الموت"، فعندما يرى الناس الصليب يدركون أن هناك شخصًا سيُنفذ به حكم الإعدام. والرب يسوع أراد أن يقل لنا أنَّ التلميذ يجب أن يموت عن العالم والشر ليحيا له.

التشبيه الثالث من البرج (28-30)، والصفة "تقدير قيمة النهاية الجيدة": فمن أراد أن يكون تلميذًا ليسوع عليه أن يقدر قيمة النهاية الجيدة، وتقديره للنهاية الجيدة هو الذي يدفعه للمثابرة وعدم الاستسلام مهما أنفق ومهما واجه من ظروف غير مواتية.

التشبيه الرابع الحرب (31-33)، والصفة "التسليم الكامل": عندما كان ينهزم ملكًا في معركةٍ، ولابد له من الاستسلام كان يُرسِل بسفراء للملك الأقوى ويسأل الصلح، وبموجب هذا الاستسلام يقدم نفسه له كعبد وكذلك كل ممتلكاته. ومن خلال هذا التشبيه، أراد يسوع أن يوضح صفة مهمة لمن أراد أن يكون له تلميذًا، ألا وهي التسليم الكامل.

التشبيه الخامس الملح (34-35)، والصفة "النقاء": وصف يسوع الملح بأنه جيد، أي له الكثير من الفوائد، طالما احتفظ بجودته. والسؤال كيف يحتفظ الملح بجودته؟ الإجابة في الاحتفاظ بنقائه. هكذا تلميذ يسوع يجب أن يحافظ على نقائه في عالم يكثر فيه نوافذ الشر.

باختصار، من أراد أن يكون تلميذًا ليسوع يجب عليه أن يحب يسوع أكثر من أي شخص/شيء، أن يموت عن الخطية ويحيا لله، أن يقدر قيمة النهاية الجيدة، أن يسلم له الكل، وأن يحتفظ بنقائه المسيحي.


طباعة