العمل الإنجيلى فى الدلتا  

     كانت البدايات الأولى للعمل الإنجيلى فى الدلتا فى محافظات الدقهلية والقليوبية والشرقية على النحو التالى:

أولاً: فى الدقهلية

 

     بدأ العمل الإنجيلى فى المنصورة سنة 1866 وكان أول من قبل العقيدة الإنجيلية فيها شخص اسمه برسوم صليب، وفى نفس السنة تم افتتاح مدرستين احداهما للبنين والأخرى للبنات، وكان أول من قام بالتدريس بمدرسة البنين السيد عوض حنا، وقد ذكر المستشرق الألمانى أوتو مايناردوس [1] عن عوض حنا أنه صحب القس ماكيج سنة 1860  لزيارة دير القديسة دميانه ببرارى بلقاس ( قرب المنصورة)، وقد زار نفس الدير سنة 1863 القس جوليان لانسنج وكتب لانسنج عن اللقاء الذى تم هناك بينه وبين بطريرك الأقباط الأرثوذكس وذلك فى كتابه: " Egypt's Princes ". ومن المرسلين الذين خدموا بالمنصورة: سكوت، بولوك، ريد، باتن، فنى، مس آنا طمسن،(و.كوفنترى وقرينته) منذ سنة 1902، كردينير، صموئيل ورك الذى امتدت خدمته إلى اجا والسنبلاوين وفاقوس وكفر صقر وميت غمر وأوليلة وإلى القس فنى يرجع الفضل فى بناء كنيسة المنصورة والمدارس [2]. وتم تنظيم هذه الكنيسة سنة 1895 وخدم بها القس مرقس حنا منذ سنة 1909، وبجهوده تم فتح كنيسة إنجيلية فى مصيف رأس البر ألحق بها استراحة من غرفتين، ثم خدم بها المبشر اسحق فرج الله ويرعاها الآن القس نصحى المعصرانى.

وحول المنصورة توجد كنائس أخرى منتظمة مثل :

ميت غمر: [3]

    

     بدأت الخدمة فى هذه المدينة داخل المدرسة الإنجيلية، وفى سنة 1921 تم شراء قطعة أرض مساحتها 325 متراً مربعاً، ولكن رؤى أن موقعها غير مناسب، فاشتريت قطعة أرض جديدة مساحتها حوالى فدان وذلك بجهود القس حنا لطف الله ( الذى وضع بذرة العمل الإنجيلى فى فم الخليج بالقاهرة )، وخصص للكنيسة 600 متر من المساحة الجديدة وكانت الكنيسة قد انتظمت سنة 1924 وأرسى حجر الأساس لمبناها الجديد فى 22 ديسمبر 1926 وشهد الاحتفال بذلك: الكسان (باشا) أبسخيرون – القس غبريال الضبع – القس هارت – الشيخ مترى صليب الدويرى – القس فرمان.

السنبلاوين وأجا:

انتظمتا سنة 1929، ثم أنشئت كنيسة بدكرنس.

ثانياً: فى الشرقية

 

     بدأت الخدمة الإنجيلية بالزقازيق فى خريف 1884 حيث افتتح مركز لبيع الكتب بمساعدة جمعية الكتاب المقدس الأمريكية وعمل بهذا المركز شخص كان يقوم بالتدريس بمدرسة البنات بحارة السقايين وفى الزقازيق نظم مع زوجته خدمة يوم الأحد فى المدرسة الأمريكية كان يحضرها حوالى 60 شخصاً، وكان تسعة أفراد منهم يواظبون على الحضور فكانوا النواة لكنيسة الزقازيق [4].

     وخدم فى الزقازيق المبشر عبد المسيح حنالله والقس صموئيل هارت ( خدم فى الشرقية نحو 18 عاماً)، ثم القس كرودينير وحرمه منذ 1894 فالقس ريد منذ 1896 ثم القس ولس بيرد الذى توفى غرقاً مع القس رالف مكجل بالاسكندرية فى 7 أغسطس 1926. كما خدم بها القس إرل الدر فى المدة 1914- 1918.

     وقد انتظمت كنيسة الزقازيق سنة 1905 وكانت تشغل مكاناً بمدرسة الأمريكان وتعاقب على خدمتها: السيد صموئيل عزب (1913) – القس صادق سويحه – القس عبد المسيح ميخائيل ثم القس حنا مقار منذ 1917 وبجهوده تم شراء أرض 1929 وعليها تم بناء المبنى الحالى للكنيسة سنة 1935 وظل يرعى الكنيسة حتى وفاته سنة 1961، وخلفه لفترة انتقاليه القس مكين فزازى، ثم القس منيس عبد النور من فبراير 1965 حتى سنة 1977، ويتولى حالياً القس رمزى بسطا.

     هذا وقد تنازلت الإرسالية عن أملاكها بالزقازيق ومن بينها المدارس للسنودس سنة 1954 على أن يدفع السنودس 3 آلاف جنيه على عشرة أقساط اعتباراً من 30 يونية 1954 وعلى أن تبقى الروح الإنجيلية فى هذه المدارس وأن تشكل لجنة لصيانة مبانى المدارس ورفع مستوى هيئة التدريس بها [5].

     ومن الزقازيق امتدت الخدمة إلى بعض المراكز الإدارية والقرى المحيطة وقد ذكر القس الدكتور لبيب مشرقى أنه خدم مع الشيخ كيرلس ميخائيل فى جولاته بالقرى البعيدة عن المدن فى الشرقية مبشراً بالمسيح، وكان وزن هذا الخادم لا يساعده على ركوب الدواب فكان يسير على قدميه من كفر إلى كفر ومن نجع إلى نجع [6]. وفى خلال خمسة شهور ذهب معه إلى قرابة 80 قرية.

     توجد فى محافظة الشرقية حالياً ثلاث كنائس إنجيلية أخرى:

منيا القمح:

 

     بدأت هذه الكنيسة داخل المدرسة الإنجيلية منذ سنة 1937 وتشغل حالياً شقة مستأجرة.

فاقوس:

 

     انتظمت هذه الكنيسة فى 17 مارس 1939 حيث وضعت الأيدى على شيخين و شماسين، وحضر الاحتفال بتنظيمها القس الدكتور غبريال رزق الله والقس جمس كنير والشيخ سعيد حنا. والجدير بالذكر أنه توجد مدرسة إنجيلية بهذه المدينة.

أبو حماد:

 

     بدأت الخدمة بها سنة 1936 وأول من خدم هناك المبشر سعد منصور وقد بنى مبنى الكنيسة الحالى سنة 1955، وتم تنظيم الكنيسة فى 5 ديسمبر 1978 حيث رسم ثلاث شيوخ وتم تنصيب أول راع لها وهو القس سمير فهمى نخله. وتخدم الكنيسة حالياً فى ثلاث قرى مجاورة.

     وكانت هناك خدمة إنجيلية أيضاً فى مراكز ههيا وبلبيس وديرب نجم وكان فى الأخيرة مدرسة إنجيلية تولى الخدمة فيها بعض الوقت السيد نصيف جرجاوى[7]. كما كانت هناك مدرسة إنجيلية فى كفر صقر، وحالياً تشرف على الخدمة فى كفر صقر الكنيسة الإنجيلية بالسنبلاوين.

ثالثاً : القليوبية

 

     بدأ العمل الإنجيلى بها فى نوفمبر 1894 بجهود (Rev.& Mrs Chauncey ) وفى سنة 1899 تم افتتاح مدرسة للبنين داخل مبنى مستأجر، عمل بها المرسلون: مارتن، هارفى، كرود نيير، وفيما بعد اشتريت قطعة أرض تطل على النيل مساحتها نحو 3200 متراً مربعاً بنيت عليها مدرسة للبنين وأخرى للبنات وتم تخصيص إحدى قاعات مدرسة البنين  لإقامة الخدمات الروحية للمدرسين، وكان يخدم بها طلبة صف اللاهوت ومنهم القس فرح بقطر والقس عبد الله فانوس. وفى سنة 1906 عين فيها مرسل مقيم مع خادم علمانى اسمه حنين ( كان يرتدى العمامة على رأسه).

وفى مارس 1910 عين القس بسكالس نخلة مبشراً، وفى العام التالى انتظمت كنيسة بنها مع بلاد بركة السبع، طوخ، بلتان، قها، قويسنا، القرشيه، ونصب القس بسكالس نخلة قساً وراعياً لدائرة بنها فى 22 سبتمبر 1911 وظل يخدم بها حتى تقاعد سنة 1949.

     وفى سنة 1921 تم شراء قطعة أرض مساحتها 504 متر مربع حيث أقيمت عليها الكنيسة الإنجيلية الحالية فى بنها، والتى بدأت أعمال البناء فى 5 أغسطس و دشنت فى 9 أبريل 1924 [8] .

     ويتولى رعاية هذه الكنيسة حالياً القس عبد المسيح ابراهيم، وهو فى نفس الوقت يدير مدرسة السنودس ببنها.

     وتوجد فى القليوبية أيضاً الكنائس التالية:

كنيسة الرسالة الهولندية بالقناطر الخيرية:

 

     بدأ العمل الإنجيلى فى القناطر الخيرية وقليوب بواسطة الرسالة الهولندية ( يذكر مايناردوس أن العمل بدأ سنة 1871 بينما يذكر إلدر سنة 1886م) وقد أنشأت الإرسالية مدرسة ابتدائية للبنين والبنات فى القناطر الخيرية، وكانت تعقد فيها الخدمات الروحية للمدرسين والتلاميذ المسيحيين. وفى أيام الآحاد وبعض الأمسيات كانت تقام بها خدمات روحية، وقد خدم فى هذه المنطقة المرسلون: فلينجر، سبلينار، بنجس وهو الذى أسس ملجأ قليوب، بايل ( توفى سنة 1942 ودفن فى قليوب) ، مس كات ( المدة 1930- 1950)، الشيخ كورسلمان. وقد أقامت هذه الإرسالية كنيسة قليوب ( نحو 15 كيلو متر شمال القاهرة) حوالى سنة 1902، ومدرسة أغلقت فى الخمسينات، وعيادة طبية لم تدم طويلاً بسبب عدم معرفة الأطباء الهولنديين للغة العربية.

     ولا تزال قليوب والقناطر رعوية معتمدة من سنودس النيل الإنجيلى، وقد خدم بها القسوس: سويلم سيدهم، منصور سيمور، القس فايز فارس ( منذ فبراير 1950 حتى 1955) والقس طوبيا عبد المسيح ( 1955 – 1963) ثم خلفه الراعى الحالى القس صفوت البياضى منذ سنة 1966.  وفى 24 مايو 1967 بدأ العمل فى بناء كنيسة إنجيلية جديدة بالقناطر وأقيمت أول خدمة بها بعد انتهاء أعمال البنماء فى 1 يناير 1968.

 

[1]   Otto F.A. Meinardus, Monks And Monasteries Of Egyptian Deser T, P.341

[2]  مجلة الهدى 17 مايو 1958.

[3]   مجلة الهدى ، 28 يناير 1927، ص 45.

[4]   Elder, E., Vindicating A Vision, P. 112

[5]   الهدى، 26 يونيو 1954

[6]  القس الدكتور لبيب مشرقى، ذكريات قسيس، ص 223.

[7]  الهدى، 18 أكتوبر 1929

[8]   الهدى، 29 نوفمبر 1952


طباعة