من الشام إلى مصر

    بدأ العمل الانجيلى فى سوريا ولبنان سنة 1818 حيث عين القس بلينى فسك والقس ليفى بارسوتس مرسلين هناك، وقد ذهب الثانى الى القدس ومنها الى مصر حيث توفى بالاسكندرية سنة 1822 وبقى فسك فى بيروت وتوفى بها سنة 1825.

     وفى سنة 1823 جاء القس اسحق بيرد ووليم كوديل والقس عالى سميث ويعتبر البعض سنة قدومهم لسوريا ولبنان هى تاريخ بدء العمل الانجيلى هناك.

     وكان أول من قبل العقيدة الانجيلية فى لبنان أسقفين من الأرمن هما : يعقوب أغا وديونسيوس غارابت، ثم قبلها شاب مارونى يدعى أسعد الشدياق....

     وفى سنة 1824 بدأت مسز كوديل ومسز بيرد فى تعليم بعض الأولاد فى منزلهما وكان ذلك هو بداية التعليم الانجيلى فى العالم العربى، وفى سنة 1825 تم فتح مدرسة للبنات، كما نقلت المطبعة العربية التى أقيمت فى مالطة سنة 1822 لبيروت حيث بدأت تعمل هناك منذ 1834 وتولى ادارتها القس عالى سميث والذى أوجد بها حروفاً جديدة تتناسب مع تطور الحروف العربية. وقد عُهد اليه بأمر الترجمة العربية الجديدة للكتاب المقدس والتى أنتهى منها سنة 1865. وفى سنة 1863 تم فتح عيادة طبية فى طرابلس وهى التى أصبحت بعد ذلك مستشفى الميناء. وتأسست الكلية الانجيلية السورية ( الجامعة الأمريكية ببيروت حاليا) سنة 1866 وكان أول رئيس لها هو أحد مرسلى الكنيسة واسمه الدكتور دانيال بلس ثم خلفه ابنه الدكتور هورد بلس.

    

     وتم تنظيم أول كنيسة انجيلية فى العالم العربى وهى الكنيسة الانجيلية الوطنية ببيروت سنة 1848 وبدأت بـ 19 عضوا.[1]

     وكان العمل الانجيلى قد بدأ أيضاً فى غرب تركيا ( سنة 1819) وفلسطين (1821) وقبرص (1834) ووسط تركيا (1847).

     وفى منتصف القرن التاسع عشر جاء الى مصر القس " بولدنج" (Paulding) أحد أعضاء الارسالية فى دمشق وذلك للعلاج، وفى خلال وجوده لمس الحاجة لعمل الكنيسة المشيخية، فدعا لفتح مقر للخدمة الانجيلية بالقاهرة، وبعد عودته الى دمشق كتب رسالة وجهها الى رئاسته ووقع عليها معه المرسلون جيمس بارنيت وفرايزر وذلك فى ديسمبر 1852.  وفى هذه الرسالة ذكروا بعض الأسباب التى تدعو لبدء العمل الانجيلى بمصر ولا سيما حاجة هذه البلاد للخدمة الانجيلية كما أن الظروف الصحية للقس بولدنج تستوجب وجوده بالقاهرة، بالاضافة الى أن المرسلين فى سوريا كانوا فى حاجة للجوء الى مصر بسبب الاضطرابات السياسية التى كانت قائمة فى بلاد الشام.

     فى 21 مايو 1853 قرر السنودس العام للكنيسة المشيخية المصلحه فى شمال أمريكا وذلك فى اجتماعه " ألجنى" ( Allegheny) أن يذهب بعض المرسلين من سوريا الى مصر، وعلى الأخص لأن عدد المرسلين فى سوريا كان كافيا لأن يخدم البعض منهم بمصر.

    وفى 15 نوفمبر 1854 وصلت الى ميناء بولاق ( القاهرة) أول مجموعة من المرسلين ضمت: القس " توماس ماكيج" وقرينته وبعده جاء القس " بارنيت" فى 24 نوفمبر وكان يخدم فى سوريا قرابة عشر سنوات مما أعطاه خبرة كرازية ولغوية.

     وفى سنة 1856 جاء القس جوليان لانسنج وحرمه، وجاءت مس ديلز سنة 1858 والقس يوحنا هوج وقرينته والقس يونج وقرينته ومس مكاون سنة 1860 والدكتور اندراوس وطسن وقرينته ومس ساره هارث سنة 1861.

     وقد أعطى المرسلون الأوائل الاعتبار الأول فى برنامجهم لدراسة اللغة العربية بالاضافة الى الالتحام مع مظاهر الحياة المصرية، كما قاموا بزيارة لبعض المدارس التابعة للكنيسة القبطية الأرثوذكسية وتعرفوا على بعض القيادات المؤثرة فى هذه الكنيسة، وتعرفوا أيضا على جماعات الروم والأرمن الأرثوذكس، وخصصوا جزءاً من الوقت لزيارة المعالم التاريخية الهامة.

 

[1]  من مقال للقس فريد عوده فى كتاب: العمل الانجيلى فى الشرق العربى، بيروت، 1960، ص 41 وما بعدها.


طباعة